بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 مارس 2017

في يوم المرأة العالمي.. كل آذار وأنتن بخير

تناضل المرأة العربية منذ عقود لأجل تحقيق المساواة الكاملة فيما بينها وبين الرجل في كافة المجالات، ولست أبالغ حين أقول بأن ما حققته المرأة من نجاح في المجتمعات الغربية لم نتمكن من تحقيقه حتى اليوم في مجتمعاتنا، فلا زالت نساؤنا حتى الآن لا تتمتع بذات الحقوق الذي يتمتع بها الرجل، فهي تعاني الاضطهاد الاجتماعي في كثير من المناطق العربية،ولا زلنا نشعر بمحدودية دورها في المشاركة بمعظم الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يشير الى العديد من مظاهر التخلف أحيانا أو الاستبداد والتبعية والجهل أحيانا أخرى في ظل غياب العدالة الاجتماعية. ومع أن هذه القضية تختلف وتتفاوت لدينا من منطقة لأخرى إلا انها لا زالت موجودة نشهدها حتى اليوم، خاصة في المناطق النائية أو الريفية القروية المهمشة، لذا فمن الواضح بإن كل ما حققته الحركات النسوية العربية حتى الآن، هو غير كاف وغير مرضٍ على الإطلاق، بالرغم من وجود الكثير من النساء القياديات اللواتي ساهمن في مسيرة النضال الاجتماعي لأجل تقدم قضية المرأة، هذه القضية التي نتحمل مسؤوليتها جميعا رجال ونساء على حد سواء.

وفي يوم المرأة العالمي نغتنم الفرصة لأجل تسليط الضوء على استمرار الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة بما في ذلك الاضطهاد الاجتماعي أو التمييز وتهميش النساء، سواء كان ذلك بسبب العادات والتقاليد البالية أو التفاسير الخاطئة للكثير من النصوص الدينية، بانتظار ان تتغير كل المعطيات السلبية في الكثير من المناطق العربية إلى الأفضل، وهنا أدعو جميع النساء للعمل لتوحيد طاقات المرأة العربية للعمل معاً لتفعيل دورها والمشاركة في جميع الساحات السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات الممكنة لإيجاد ما يمكن من الحلول لكل ما يتعلق بالمشاكل والأوضاع الاجتماعية التي نعيشها.

وفي الثامن من آذار العطاء والخير، وبانتظار فصل الربيع من كل عام، نحتفل جميعا بقلب المجتمع النابض، لنكرم المرأة في يومها (يوم المرأة العالمي) المرأة التي تجسد نماذج الإبداع المختلفة عبر التاريخ وفي كافة مجالات الحياة متطلعة الى الغد الأفضل، وبهذه المناسبة نرسل بتحية تقدير لجميع النساء اللواتي قدمن لأوطانهن أعظم الهبات والتضحيات، فكل التحية الى جميع النساء المناضلات على كافة الجبهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وإلى تلك المرأة المثقفة الواعية لحقوقها وواجباتها، المناضلة لأجل قضيتها ومساواتها مع الرجل رفيق الدرب والحياة، يسيران معا لبناء العقول النيرة، فتحية احترام وتقدير لكل من يحترم المرأة و يعمل على رفع مكانتها ويعترف بدورها وقيمتها وأهميتها في الحياة، وتحية من كل امرأة الى كل رجل يقدرها وينظر إلى قضيتها كجزء لا يتجزأ من قضايا المجتمع، مؤمناً بأن فكرة النهوض بالمجتمع والرقي به لن تكون إلا بمشاركتهما معاً دون تفرقة.

 تحية إجلال وإكبار للنساء الصامدات الصابرات من أمهات الشهداء والأسرى في ظل الحروب والصراعات والانقسامات، نساء فلسطين وسوريا والعراق واليمن، اللواتي قدمن أعظم التضحيات وأقدرها، هؤلاء هن النساء اللواتي نكرمهن اليوم في يومهن العالمي، فهن اللواتي ضربن أروع الأمثلة في التضحية والصبر والفداء.

كل آذار وأنتن بألف ألف خير، دائما ومعا لنتمسك بالأمل ونصبو نحو مجتمع أفضل، أكثر تفاؤلا وإنسانية ورحمة، مجتمع اقل ظلما وعنفا، وأقل تمييزا…

- صحيفة رأي اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد

  ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...