بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 مارس 2020

صباح بشير : كل عام وانتن أجمل الأعياد

الأم هي المدرسة الأولى والشخصية الرئيسية في حياتنا، صاحبة البصمة الظاهرة من حولنا في كل مكانٍ لما لها من أثر طيب مُنعكس علينا وعلى المجتمع، والذي يسهم في بنائه فيصنع منه الحياة.

 أن تكوني أُماً يعني أنك في جموح دائم من العاطفة والوعي وخروج من شرنقة الأنانية وحالة من إنكار الذات، خارجة عن المألوف في السلوك والتصرفات، وارتضاء المشاق والمتاعب في سبيل تنشئة الصغار وتربية البنين والبنات، إنه دَأَبٌ في فضاءات الروح اللامتناهية، وشوق لا ينطفئ من قلب لا يخذل في حبه أبداً. قصيدة شعرية شفافة مدهشة، تجمع بين صورة، حركة وشعور، تتعدّد فيها المشاهد والمزج بين الأحلام والأمنيات …

ثمة ضجيج صامت ينبض بالحياة تتشارك به الأمهات فيفيض عطفا، دفئا وحبا، حب الأم لأبنائها، رعايتهم والاهتمام بهم هو كل ما يحتلها ويسكن كل خلية فيها، فالأمومة ليست حدثا هامشيا عابرا، الأمومة إحساس محبب وشعور يقلب حياتها رأسا على عقب فيحرمها الراحة والهدوء، وهي ذلك الحدث الذي يجمع بين كل المتناقضات من المشاعر بتآلف عجيب، فيملأ عالمها بالحركة والفوضى والجمال، عطاء لا حدود له، ينبثق من قلبها الكبير فينثر الفرح والبهجة في كل مكان.

تتزاحم الأحاسيس والذكريات لترتبط بالأم، فهي من جسدت تلك النماذج الإنسانية في البناء والإبداع، لذا لا ننسى تلك التحديات التي تواجهها الأمهات العازبات في مجتمعاتنا، فهن الصامدات اللواتي يعشن بين مطرقة المجتمعات وسندان الواقع، يجتهدن ويربين أبنائهن بمفردهن ويؤدين عدة أدوار في ذات الوقت في حال غياب الأب بالموت أو الطلاق أو لأي سبب آخر، يحملن على أكتافهن عبئاً ثقيلا ومسؤولية عظيمة تمنعهن من تحقيق الطموح والأحلام، فيتحملن كل هذا بحب غير عابئات آبِهات ، يعملن بجهد وكَدّ في سبيل أفلاذ الأكباد، حتى لو تَقَوُّتنَ على الفتات.

تحية المحبة والتقدير لأمهات الشهداء الصابرات، ولكل الأمهات العربيّات اللّواتي عانين ويعانين جرّاء قسوة الحروب والنزاعات من مشاعر الحزن والحسرة ووجع الفراق، بانتظار الفرج والانعتاق من قبضة الألم وسطوة التفجُّع ! ها هو يوم الأم يطل عليهن وهن مثقلات بالهموم وآلام الغياب.

هي الام، ذلك العالم المتكامل المتجانس من المحبة والتضحيات التي لا تنضب.. منها نتعلم لندرك كيف للصبر والشموخ ان يقترن باسم الامهات، وكيف لهن أن يصبحن نماذج ملهمة في الحب والبذل والعطاء، نعجز عن شكرهن لما يتحملن في سبيل الأوطان والأبناء، فسلامٌ على كل الأمهات الغاليات اللواتي غرسن بعزيمتهن في أرواحنا أملا وورودًا في وحشة الليالي الحالكات ..

كل الحب لهن في عيدهن، أينما وجدنّ وعلى أي بقعة في الأرض حللن ووطئن  .. كل عام وجميع الأمهات بألف خير.

صحيفة رأي اليوم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد

  ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...