بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 12 يوليو 2021
الأربعاء، 7 يوليو 2021
صحيح
مقومات الثقافة والفن والأدب تحمل قدرا واسعا من الإبداع الذي يدفع بالذوق العام إلى الارتقاء، فمتى تحلى الفرد بالذوق الفني والثقافة، سيمتلك نظرة جمالية لكل ما يراه من حوله ويصبح أكثر توازنا، مما يضفي على حياته لمسة إنسانية مؤثرة في سلوكه وتفاعله الاجتماعي.
خذ القرار
معظم الناس لا يقدِّرون تضحياتك حتى تستنزف جُلَّ طاقتك فتتوقف، ولا ينتبهون إلى يدك الممتدة إليهم دائما حتى تقرر سَحبها، الاسوأ انهم لا يلاحظون حضورك حتى تقرر الانسحاب فتغيب! حين تتواجد بين هؤلاء خذ القرار ولا تتأخر ، تَرجَّل باحثا عن نفسك واحفظ عليها أصالتها وجمالها.
مسؤولية
على عاتق المثقف الكثير من المهام، فهو الجندي الأول في معركة الثقافة والتوعية والتنوير، وهو ضمير عصرنا الحي إذا ما تمكن من البقاء صامداً نقياً مُحافظاً على بوصلته الأخلاقية من الشوائب، متمسكاً بإنسانيته وأخلاقه، متواضعاً متعاطفا، يقف إلى جانب كل مقموع ومقهور ومُضطَهد على هذه الأرض .
لنقرأ
يجب توفير الوقت للقراءة ما أمكن، وأقل ما يمكن عمله هو استغلال الوقت الضائع من يومنا بتلك الأداة الممتعة المدهشة، والتي لا يجب الانقطاع عنها أبدا.
الحرية
من الحرية تنطلق النهضة وتنمو المجتمعات، الانسان الذي لا يملك حريته لن يتمكن من صنع الحياة، من تسحق إرادته وشخصيته، لا يتفاعل ولا يتجاوب، هو عاجز عن توظيف طاقاته الإبداعية الخلاقة، لذا لا يتقدم ولا يتطور، نظرا لعجزه عن العطاء.
نمو فكري
أن تنمو بفكرك يعني أن تسير إلى الأمام، تنبعث باتجاه نفسك لترتقي بها، تنغمس في طريقك المزدحم بالأفكار ، فيشهد على ذلك وقع خطواتك، من نفسك وإليها، من فرح بلغ حدود البكاء، تتحرر مما علق بروحك من القيود والخيبات، وتعلن قيامتك من حزن تعربش على حيطان النبض وإليه.
صباح بشير: عن رسولة العطر والغیاب
يمثل الأدب مصدراً للهوية ويسهم في بناء المجتمعات، يستمد أهميته من وصفه للواقع بكل صوره وأشكاله، فهو يقدم لنا النماذج على صعيد الفرد والجماعة، وذلك في إطار حالة إنسانية أو حدث ما، كما يساهم في الارتقاء بمفاهيم المجتمع، كذلك ويلقي الضوء على تجارب المبدعين، تلك التي تثري التجارب الانسانية وتضيف إليها، وعندما نقرأ نصا أدبيا فإننا نقرأ تجربة حية كُتبت برؤية كاتبها وعيونه، لتعبّر عن مشاعره وأفكاره، هكذا تتاح لنا فرصة المعرفة والتعاطف مع من خاضوا تجارب الحياة المختلفة، فنتعلم الكثير منهم عن ظروفٍ وأحداث لم نعرفها سابقا، خاصة لو كانت هذه التجارب تتحدث عن الفقد أو موت أحد الأحبة.
مؤخراً كنت قد قرأت كتاب “رسولة العطر” للسيدة الأديبة أمل المشايخ، والذي أهدته الى روح زوجها المرحوم الشاعر عاطف الفراية، فكتبت تقول: “إلى عاطف حين ظلَّ حاضرًا رغمَ أنفِ الغياب”.
“رسولة العطر” هو مجموعة من النصوص في التأمّل، الحب والفقد والألم، كُتبت بلغة شفّافة وأسلوب رقيق، إذ تطل علينا أمل لتصف أمور قلبها وشؤون روحها باختزال شديد، لقد شعرت بأني وقعت على تحفة أدبية مدهشة بين طيات الكتاب، تقطر حبا وعشقا.
كتبت أمل برؤيتها الخاصة، فظَهَرت في قالبٍ يحمل جزءًا من روحها أحيانا، أو يحمل فلسفتها في تجاوز الألم أحيانا أخرى، هكذا استرسَلَت ومَضَت في عرضِ الفكرة، محاولةً قدر الإمكان التركيز على ذات السياق، مبتعدةً عن الفذلكة الكلامية، معتمدةً أساليب هادئة يسيرة، لتقبض على اللحظة الجمالية وتعبر عن ما بَدَأَت به قائلة :
كلما ذكروا الغيابَ تحسست قلبي
قلبي الذي كلَّما هبَّتْ ريحٌ صوبَ الجنوب
أرسلَ سلامه مع العابرين
العابرين الذين على وقعِ أقدامِهم
يعلو وجيبُ قلبي.
أَتْقَنَ الغِياب فأتقنت هي الحنين، هو العشق إذن، حالة خاصة نعيشها مرة كلحظة الميلاد، حيث المتناقضات، الألفة والانسجام، الحزن والفرح، الموت والحياة، وأمام تلك الحالة الشعورية وبعد كل عنوان تشدنا أمل بحرفية التصوير والوصف، فتمزج بين الماضي والحاضر وتجمع بين الأمكنة والأغنيات والأحلام، الأسئلة، المواقف وكل التفاصيل، وتعبر عن ما يختلجها من العواطف والأحاسيس، فتروي لنا الحكاية وقصص الغائبين، بنَسَق بديع ودروس في الاحتواء والوفاء، وشفافية تسمو بنا الى السماء..
أردْنا أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
كما يفعلُ عاشقان صغيران
يتجرَعان كأسَ الحبِّ للمرَّةِ الأولى
على السِّدرةِ ثمَّةَ صِغارٌ يطوفون بالعاشقين
كانوا يعابثون الفينيقَ
ويصفِّقُ بأجنحتِه
ما زلْنا نحاولُ أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
عادَ الفينيقُ إلى الأرضِ وحيدًا
يا بؤسَها الأحلام !
تكمن الجاذبية عند قراءة هذه النصوص في الأحاسيس التي يثيرها هذا البوح الإنساني العذب والذي يعبئ عند القارئ ملكات فكرية ونزعات عاطفية، وكأن أمل تبث شكواها إلينا لتخفف بذلك لوعة الفراق، لعل ذلك يؤنسها ويداوي الجراح.
تتألم أمل بصمت، تحمل حزنها والبهجة في آن، تجسد الوفاء وتلك الصورة الحقيقية لحبها وصفا ومحاكاة، فحين يغيب الحلم وَيُغيِّبُ الموت أحد الأحبة، تبقى رؤى المبدع هي من تبلسم ذلك الضّعف الإنسانيّ وتداوي الجراح. يحضرني الآن ما كتبه شاعرنا الكبير محمود درويش : الموت لا يوجع الموتى .. الموت يوجع الأحياء !
أما أمل فقد كتبت تقول:
أحمر هذا الدم
ووردي هذا الحب
فهلا أتينا بلون سواء بينهما
لو أن الأبيض يأتي لانجلى شيء من هذا الغبار
سيكون ثمة لون ثالث
ربما بلون الشفق
ربما بلون الأرجوان
لكنه ليس دما
لكنه ليس كفنا
كم يؤلمنا مهرجان هذي الألوان!
صباح بشير: التراث وعلاقته بالحداثة
من أهمّ المفاهيم الّتي انشغل بها الفكر المعاصر التراث وعلاقته بالحداثة، تباينت المقاربات والنظريات في تناول هذه القضية، فمنها النّظرة التقليدية المتمسكة بتراث الماضي، النظرية الليبرالية التي ترفض العودة الى الخلف، ونظريات تحاول التمسك بإيجابيات الماضي مع الانفتاح على الحضارة الغربية.
يعود اختلاف المفكّرين والباحثين في تناولهم لمسألة التّراث والحداثة للعوامل الأيدولوجية ودورها في التعامل مع هذه الجدليّة، انطلق بعضهم من منظور الحداثة الغربيّة لنقد التّراث، فدعا الى التغيير وإعادة قراءة التراث ليكون مواكبًا للحضارة، العديد من الباحثين قاموا بإعادة النظر في الفلسفة والعلوم الإسلامية، وذلك لمحاولة الكشف عن فلسفة إسلامية تتماشى مع الحداثة والمعرفة والعلم، فمثلا المفكر علي شريعتي قام بإعادة النظر في المصادر الكلاسيكية على نطاق واسع، لإظهار توافق الإسلام مع الأيديولوجيات الحديثة لا سيما الاشتراكية والقومية، ينطبق هذا الأمر على المفكر الطيب التزيني الذي اعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي، والفيلسوف حسين مروة الذي قدم كتاب “النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” وركز على احتواء الفلسفة والفكر الإسلامي على وجهات نظر وأساليب مادية متقاربة نوعا ما مع الديالكتيك المادي، أما المفكر محمد عابد الجابري فقدم مساهماته في تحليل المعرفة في الثقافة العربية ونقد العقل العربي، عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية ودراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي، ابتكر مصطلح “العقل المستقيل” ذلك العقل الذي يتجنب مناقشة القضايا المحورية الهامة، مشيرا إلى أن العقلية العربية بحاجة إلى إعادة الابتكار. في كتابه الأصول الاجتماعية للإسلام طرح أستاذ علم الاجتماع محمد بامية العديد من الاسئلة، وَوضّح أننا بحاجة إلى الشجاعة وكسر الحواجز لنصل الى الفهم الصحيح، والى المزيد من الاثباتات التاريخية والأدلة الأركيولوجية خاصة وأن التراث العربي في مجمله ضد الحداثة، أما المفكر هشام شرابي فقد تناول التغييرات الهيكلية داخل العالم العربي خلال القرن الماضي والتي أدت إلى “النظام الأبوي الجديد” بدلاً من الحداثة، وفسر ذلك بأنه نظاما أنتجه ذلك التغيير الاجتماعي الذي افتقر إلى الإحساس بالأصالة، كما تناول السلوكيات الاجتماعية، هيكل العائلة العربية، العجز، التبعية، الوعي والتغيير، المثقف العربي وتحديات العصر.
بينما تسعى العديد من هذه الدراسات وغيرها إلى اكتشاف السبب الجذري للركود والتخلف المعاصر من خلال الاستقصاءات التاريخية، تسعى العديد من الدراسات الأخرى إلى الكشف بنفس الأسلوب عن ديناميكية التراث وقدرته على التكيف مع مختلف الانظمة الاجتماعية والادعاءات الأيديولوجية، من بين أهم مؤسسي النهج النقدي المفكر والمؤرخ محمد أركون الذي رفض الفصل بين الحضارات، قدم فكره “نقد العقل الإسلامي” وتساءل عن تاريخ المفاهيم المركزية، كالدين والمجتمع، الحلال والحرام، العقل والضمير، المعرفة التاريخية والعلمية والفلسفية إلخ. أما مؤرخو الفكر والأدب فقد تطرقوا أيضا إلى هذه المفاهيم، لكن ومع الأسف لا زالت الحواجز قائمة في طريق المعرفة، بالإضافة إلى إشكاليات التطبيق بين الاديان والتاريخ والفلسفة، والعلوم المعرفية والسياسية والأدب، خصوصا فيما يتعلق بالأنثروبولوجيا التي لم تزل غائبة عن الأذهان بفروعها، والتي تدرس التصرفات الانسانية وبناء الثقافات البشرية، أداءها ووظائفها في كل زمان ومكان، كذلك وتأثير اللغة على الحياة الاجتماعية وتطور الإنسان بيولوجيًّا، وثقافات البشر القديمة.
في سياق مناقشة الموقف من الحداثة لن ننسى مسألة الجندر، أستاذة الاجتماع فاطمة المرنيسي كتبت عن المساواة بين الجنسين وحقوق النساء، وعن موقف الإسلام من المرأة وحللت تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة، مثال آخر يتمثل في أعمال الاستاذة ليلى أحمد والتي كتبت حول المواضيع المتعلقة بالعلوم الإسلامية والدراسات النسوية.
وعن الأعمال الأدبية التي ناقشت فكرة التغيير في مجتمعاتنا، فلضخامة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الحاصلة كُتبَ الكثير منها، وبرز العديد من الروائيين الذين ركزوا على إعادة بناء التاريخ والمجتمع بشمولية، الأديب والناقد الحداثي عبد الرحمن منيف أحد أعمدة السرد العربي في العصر الحديث، مزج الأدب بالسياسة، كتب ضد القمع واستلاب الحرية، وَثّقَ في أعماله التحولات في العلاقات الاجتماعية والعادات، والتوترات الناتجة بين الأصالة وعدم الأصالة في الخيال العام، كان يتعمق في قلب الحياة الثقافية العربية مطّلعا على النتاج الثقافي، دون أن يتغاضى عن ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات. الكاتب جمال الغيطاني استلهم التراث المصري ليخلق تجربة ناضجة من خلال أعماله، خصوصا روايته المعروفة “الزيني بركات”، أما مسيرة نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فتم تكريسها لإعادة بناء معقدة ودقيقة للغاية لعلم النفس الاجتماعي وعلاقته بالأعراف والتقاليد، فقد كان متميزا في استخدام مخزون واسع من الأمثال والتقاليد والعادات والسلوكيات التي تضمنتها أعماله، حيث جمعت هذه الأعمال بين التوجهات البحثية لفهم المجتمع وتاريخه، والهياكل الاجتماعية والمؤسسية والعقليات، والأخلاق التي تحكم التفاعلات اليومية على مستوى الشارع والحدث.
أخيرا فالحداثة قد تجاوزت التراث، والعلاقة بينهما متنافرة متضادة، ولا أعتقد أن هناك إجابة كافية على كل الاسئلة المطروحة، فهل يمكن مواكبة التقدم دون المّس بالتراث؟ هل تعتبر إعادة قراءة التراث أداة من أدوات التحديث؟ وهل من الممكن قراءة الذات التراثية بكل ما أنتجت على ضوء التطورات والازدهار الحضاري الذي يشهده العالم؟
صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد
ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...
-
كم أعشق ورود وأزهار حديقتنا ، تلك التي تعيد إلي الحياة كلما أبصرتها فأراها تعيش صامدة ، حيث تمضي الرياح دون أن تهزها .. متجددة نضرة مت...
-
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة م...
-
ضوء خافت يُغلف المكان ، جدران معتّقة ، شمعة تتوسط المكان ، وحدة وانفراد بالنفس وطفل يرفع ببصره الى السماء ، يصلي متأملاً بعزلةٍ وص...