الأديب القلسطيني المبدع , الأستاذ محمود شقير , مناره أدبيه ثقافيه هامه أضاءت سماء القدس فكان بحق عميدا لكتابها , مسيرته حافلة بالعطاء والإنجاز , توجها بجائزة هامه وقيمه هي جائزة الراحل محمود درويش , أبدع أدبا انسانيا فكان علما من أعلام الإبداع والتميز , وكانت القدس دائما حاضره عبر انتاجه الأدبي والفكري , أستاذنا الكبير , بإسم صفحة مبدعون فلسطينيون أرحب بك فأهلا وسهلا ...
- كيف يقدم الكاتب محمود شقير نفسه الى القراء ؟ * أنا كاتب قصة أساسًا. أحب أن يعرفني القراء بصفة كوني كاتباً للقصة القصيرة. بعد ذلك، تأتي أنشطة كتابية أخرى متوازية مع كتابتي للقصة أو على هامش كتابتي لها. وقبل ذلك وبعده، أنا إنسان عادي، أعيش حياتي ببساطة مثل أي مواطن فلسطيني تحت الاحتلال، له تطلعات مشروعة نحو التحرر والانعتاق، والعيش في ظل دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مدنية ديمقراطية، تحترم التعددية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. - كيف كانت بداية الكاتب محمود شقير الأدبيه ؟ *ابتدأت هاويًا للكتابة حينما كنت طالبًا في المدرسة الثانوية. وقد جرّبت كتابة المقالة السياسية والخاطرة الأدبية والقصة القصيرة. لكن محاولاتي هذه لم تكن في المستوى الذي يؤهلها لأن تنشر في واحدة من الصحف المحلية المقدسية التي كنت أرسلها لها آنذاك. غير أن هذه المحاولات لم تذهب عبثًا، فقد أسهمت في تحسين لغتي الأدبية وفي تطوير قدراتي لكتابة قصة جيدة. وكانت نقطة التحوّل التي أسست فعلاً لبدء مسيرتي الأدبية تتمثل في ظهور مجلة "الأفق الجديد" المقدسية التي كان الشاعر المرحوم أمين شنار رئيس تحريرها. هذه المجلة حفزتني على الكتابة، وبقيت أشهرًا طويلة أحاول كتابة القصص لكي أنال شرف نشر أول قصة قصيرة لي على صفحاتها في العام 1962 . كان للأفق الجديد ولرئيس تحريرها فضل علي. وكان للناقد التقدمي المرحوم محمد البطراوي فضل عليّ كذلك. فقد التقط هذا الناقد المثقف ما في قصصي من سرد واقعي منحاز إلى جماهير الفقراء، و راح يلفت انتباهي إلى ذلك ويساعدني على استيعاب أسس الكتابة الواقعية في منحاها النقدي وفي منحاها التقدمي الجديد. وهكذا كان كتابي الأول "خبز الآخرين" نتاجًا مؤكدًا لتلك المرحلة. - خمسون عاما من الكتابه , هل تحدثنا بإيجازعن أهم وأبرز الانجازات خلال مسيرتك الأدبيه ؟ *لعلّ أول انجاز تمثل في كوني أحد الفائزين في المسابقة التي نظمتها "الأفق الجديد" للقصة القصيرة، فقد فازت قصتي "متى يعود اسماعيل" بإحدى جوائز هذه المسابقة في العام 1963. وكان هذا بالنسبة لي مؤشرًا على أنني كاتب قصة قادر على المنافسة، ما حفّزني على مواصلة الكتابة. وجاءت المفاجأة الثانية التي تمثلت في فوز قصتي "خبز الآخرين" بجائزة وزارة الإعلام الأردنية في العام 1966 ، وتلا ذلك مباشرة تحويل هذه القصة إلى تمثيلية جرى بثها من إذاعة "صوت العرب" المصرية التي كان يتابعها ملايين المستمعين العرب في تلك الأيام. وكان لاشتغالي مدّة سنتين في صحيفة "الجهاد" المقدسية صدى طيب بالنسبة لي ولغيري من الكتاب الشباب الذين ظهروا بشكل لافت في تلك الفترة. اشتغلت محررًا للزوايا الأدبية في الصحيفة التي تحولت إلى صحيفة "القدس" بعد ذلك وما زالت تصدر في القدس حتى الآن، وأسهمت في نشر مقالات وقصص وخواطر أدبية لعدد غير قليل من الكاتبات والكتاب الشباب. تلك فترة من نشاطي الثقافي أعتزّ بها وأذكرها وأتذكّرها بما يليق بها من اهتمام. بعد ذلك، وبالتحديد بعد العام 1975 حينما أقمت في بيروت وفي عمان وفي براغ، على إثر إبعادي من الأرض المحتلة على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تنوّعت أنشطتي الأدبية والثقافية. عملت محررًا لشؤون الأرض المحتلة في مجلة "فلسطين الثورة" التي كانت تصدر في بيروت. وعلاوة على ذلك، نشرت قصصًا ومقالات في المجلة المذكورة. وعملت محررًا لشؤون الأرض المحتلة في صحيفة "الرأي" الأردنية التي كانت تصدر في عمان. ونشرت قصصًا ومقالات أدبية وسياسية في الصحيفة المذكورة. ونشرت العديد من القصص والمقالات في مجلات فلسطينية وعربية من بينها: الكرمل، شؤون فلسطينية، أفكار، الأقلام، الثقافة العربية، الآداب، أدب ونقد. ومنذ أواسط السبعينيات من القرن العشرين انتبهت إلى ضرورة الكتابة للأطفال. نشرت عددًا غير قليل من القصص في مجلات عربية مخصصة للأطفال من بينها: أسامة، ماجد، وسامر. وأصدرت عددًا من المجموعات القصصية والروايات للأطفال وللفتيات والفتيان. واتجهت إلى كتابة المسلسلات التلفزيونية. أول مسلسل كتبته هو "عبد الرحمن الكواكبي" الذي أخرجه للتلفزيون المخرج المتميز صلاح أبو هنود. وحينما عدت إلى الوطن بعد إبعاد قسري دام ثماني عشرة سنة، كتبت عددًا من النصوص المسرحية التي تم تمثيلها على خشبة المسرح في القدس ورام الله ونابلس وأريحا وبيت لحم. وكان أولها مسرحية "ديمقراطي بالعافية" التي أخرجها الفنان وليد عبد السلام. وقام ببطولتها الفنانان الكبيران زهير النوباني وحسام أبوعيشة وعدد آخر من الممثلين والممثلات. وبعد عودتي إلى الوطن، كتبت كتابًا عن القدس هو "ظل آخر للمدينة" وأتبعته بثلاثة كتب أخرى عن القدس هي: "القدس وحدها هناك" ، "قالت لنا القدس"، و "مدينة الخسارات والرغبة". وكتبت مجموعتين من القصص الساخرة هما "صورة شاكيرا، و "ابنة خالتي كوندوليزا". وقامت دار آكت سود في فرنسا بترجمة كتابي "ابنة خالتي كوندوليزا" إلى الفرنسية. كما قامت دار سايروس بترجمة كتابي "الحطّاب" الذي أعددته عن حكاية شعبية فلسطينية إلى الفرنسية. وقامت دار بانيبال في لندن بترجمة كتابي "شاربا مردخاي وقطط زوجته" إلى الانكليزية. منحتني رابطة الكتاب الأردنيين جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة في العام 1991 . ومنحتني مؤسسة محمود درويش جائزة محمود درويش للحرية والإبداع في العام 2011 . وكرمتني جامعات ومؤسسات ثقافية وهيئات وطنية كان آخرها: المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي بتاريخ 18 / 4 / 2011 مع زميلين آخرين هما علي الخليلي وسلمان ناطور. - التقيت بالراحل المبدع محمود درويش , فهل من مواقف مميزه في الذاكره عن هذه العلاقه ؟ * اتسمت علاقتي بالراحل المبدع الكبير محمود درويش بأنها علاقة عمل في الأساس. فقد انتخب محمود درويش رئيسًا للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين في العام 1987 وانتخبت أنا آنذاك عضوًا في الأمانة العامة للاتحاد. وعملنا معًا في الاتحاد مدة طويلة. وحينما قررت وزارة الثقافة الفلسطينية تشكيل لجنة لمنح جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية في العام 1996 فقد تم انتخاب محمود درويش رئيسًا للجنة الجوائز، وانتخبت أنا أمين سر اللجنة ومنسقاً عاماً لها. واستمر ذلك لأربع سنوات. ثم عملنا معًا في لجنة "مسارات" التي أشرفت على المهرجان الثقافي الفلسطيني في بلجيكا في العام 2008 . كان محمود درويش رئيسًا فخريًّا للجنة وكنت أنا عضوًا فيها. وقد مات محمود قبل شهرين من افتتاح المهرجان الذي كان من المقرر أن تكون له أمسية شعرية يجري من خلالها افتتاح أنشطة المهرجان. وقد أبقينا الأمسية في موعدها المقرر، وقام الكاتب العربي السوري فاروق مردم بك، وهو من أصدقاء محمود درويش، بقراءة قصائد محمود بالعربية، فيما قام ممثل فرنسي شهير بقراءة القصائد باللغة الفرنسية أمام جمهور كبير من البلجيك والعرب. كان محمود درويش إنسانًا مهذبًا ودودًا، حاضر البديهة باستمرار، ولديه قدرة على السخرية في كل الأوقات. وسخرياته تنمّ عن ذكاء حاد وعن ثقافة واسعة واطلاع جيد على تفاصيل الحياة، وتنمّ كذلك عن حب للحياة وللناس. وكان محمود درويش يحتفي بالإبداع الجيد، ويثني على النتاجات الأدبية الجيدة التي يقرأها لكتاب آخرين، وكان يثني كذلك على ما يتمتع به بعض أصدقائه من سعة اطلاع. وكان لديه حرص أكيد على الوقت، لأنه كان قارئًا نهمًا ومثقفًا كبيرًا علاوة على كونه من أعظم شعراء عصرنا. - بإيجاز , حدثنا عن جائزة محمود درويش التي حصلت عليها مؤخرا ؟ *أنا فخور بهذه الجائزة التي أعتبرها من أكبر الجوائز لأنها تحمل اسم شاعر عظيم هو محمود درويش. وأنا فخور بالجائزة لأنني أول فلسطيني يحظى بها. وأعتقد أن هذه الجائزة سوف تحفزني على مواصلة مشروعي الثقافي بمستويات أعلى وأكثر تميزًا وجدارة أدبية. - هل تعتقد بأن المبدعين الفلسطينيين أمثالك قد نالوا حقهم بتسليط الضوء على إنتاجاتهم والإهتمام بهم كثروه ثقافيه وأدبيه هامه ؟ *أعتقد أن الاهتمام بالمبدعين سواء أكانوا كتابًا أم فنانين في بلادنا ما زال دون المستوى المطلوب بكثير. ربما كان لابتلائنا بهذا الاحتلال الإسرائيلي البغيض علاقة بذلك، حيث أننا ما زلنا لم نستكمل تحررنا الوطني بعد من قبضة الاحتلال. غير أن ذلك لا يلخص الوضع كله. بل إن استمرار هذا الاحتلال لأرضنا من شأنه أن يحفزنا على الاهتمام بكل عناصر المواجهة التي نملكها. والثقافة في اعتقادي هي من العناصر المهمة في هذه المواجهة، حيث من خلالها يمكننا أن نطوّر هويّتنا الوطنية ونعزّز صمودنا فوق أرضنا ونعمّق ارتباطنا المصيري بهذه الأرض. من هنا، يتعين على السلطة الفلسطينية وكل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية المعنية بالثقافة أن تولي اهتمامًا أكبر بالثقافة والمثقفين وبالفن والفنانين، لكي تكون محصلة ذلك كله نهضة ثقافية دالة على شعب متحضّر مستعدّ لمواجهة الاحتلال حتى إحراز الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال. - ما هي أهمية الدور الذي يقع على عاتق المثقف في واقعنا الفلسطيني ؟ *على المثقف أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الناس. عليه أن يكون ضمير شعبه من غير زيادة أو نقصان. وعليه أن "يفكّر بغيره" قبل أن يفكر بنفسه. فما دام اختار لنفسه أن يكون مثقّفًا، فإن تبعات هذه المهمة الإنسانية تحتّم عليه الانشغال بالشأن العام وما يصطرع فيه من هموم وقضايا ومتطلبات. قد تتفاوت مواقف المثقفين في ما بينهم. والمهم ألا يقف المثقّف في صفّ قوى القمع وتكميم الأفواه، وألا يلجأ إلى الغمغمة والمغمغة والتأتأة والتلعثم في المواقف الحاسمة. وأما بخصوص واقعنا الفلسطيني، فأعتقد أن من واجب المثقف الفلسطيني أن يضع نفسه من دون تردّد في معركة شعبه ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن أجل الحرية والاستقلال. ولن يتحقّق ذلك إلا بتحريم استباحة الدم الفلسطيني على أيد فلسطينية، وبوضع حدّ للانقسام بين جناحي الوطن. ثمة من لا يعمل بجدّ من أجل إنهاء الانقسام، وعلينا أن نخوض جدالاً حرًّا وديمقراطيًّا لتحديد المسؤوليات. ثمة ميل واضح إلى الشمولية هنا في الضفة وميل أوضح إلى الشمولية هناك في غزّة. وعلينا أن نناضل بشكل ديمقراطي ضدّ الشمولية التي يستشري في ظلها الفساد والمحسوبية وتغوّل الأجهزة الأمنية وتكميم الأفواه واستبعاد الرأي الآخر وحرمان الناس من الدخول إلى حيز العمل السياسي الهادف إلى خدمة الوطن والتضحية في سبيله. على المثقف الفلسطيني أن يكون مدافعًا عن الديمقراطية والتعدّدية وتداول السلطة لتعزيز الجبهة الداخلية، التي يتعين عليها أن تكون في مستوى التحدي الذي تفرضه علينا سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحاميتها الإدارة الأمريكية، وفي مستوى التصدي لكل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية. - الأديب محمود شقير , ما رأيك بصفحة مبدعون فلسطينيون والتي تهتم دائما بتسليط الضوء على المبدع والإبداع الفلسطيني ؟ *هذه صفحة متميزة مفتوحة لكل الجهود الإبداعية والفكرية الفلسطينية من دون تحيز أو محاباة. وهي تلقي الضوء على وفرة من تجليات الثقافة الفلسطينية، وتفسح في المجال لمزيد من الحوار والجدل الخلاق وتبادل الآراء. أحيي القائمين على هذه الصفحة الذين أعرف منهم: رائد الدبس، ماري عيلبوني، وصباح بشير. وإلى أن أتعرف إلى كل العاملين في هذه الصفحة، فإنني أرسل من هنا، من القدس، تحياتي للجميع من دون استثناء. - كلمة أخيرة توجهها إلى متابعيك ومحبيك ؟ *محبتي وتقديري لصديقاتي ولأصدقائي من الكتاب والفنانين والقراء. شكرا جزيلا لك ولتعاونك في انجاز هذا الحوار صباح بشير *نشر هذا الحوار على فيس بوك بتاريخ 20/4/2011 |
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 8 أكتوبر 2016
حوار مع الأديب الفلسطيني محمود شقير / صباح بشير
هل أنتم مع النجاح أم ضده ؟ / صباح بشير
ألان ,, ورغم كل ما حققته المرأة وما تسعى إلى تحقيقه ,, مزيدا من العراقيل تقف في طريقها , في سبيل تأخيرها عن إضفاء المزيد من الانجازات ,, نعم , لقد كانت المرأة العربيه تعيش في ظلمه حالكه وقوقعه ضيقة ومحدودة جدا فقد كان وعي المجتمع وتقبله لمشاركتها قليل جدا وقد بدى الفرق جليا اليوم , نتيجة نضال طويل قامت به نساء قياديات كان هدفهن السعي الى التغيير نحو الأفضل .. أسعى اليوم لتوسيع الحوار بحيث تتسع له ألأفق لأناقش قضيه مركبه ومعقده نوعا ما , وربّما تكون هذه القضيه مشكله متشعبة تتسبب في إضفاء مزيدا من البؤس على وضع المرأة العربية البائس أصلا … فإنّني أسعى وسأظل أسعى لتعميق وإضفاء النظرة الشاملة على أجزاء ومحاور قضية المرأه حتى أستطيع من المساهمه في الوصول إلى أكبر قدر من ألأذهان والعقول النيره , فقد نجحت العديد من النساء في مجتمعنا للوصول الى مواقع قياديه هامه , إلا أن النظرة الدونيه للمرأه على أنها لاتصلح لأن تكون مسؤولة أو قياديه , هذه النظره مازالت قائمة , وسط اتهامات قاسيه ومحبطه للمرأه ومستفزه لها لمحاولة إثبات ذاتها وإمكانياتها وقدراتها حتى تستطيع كسب ثقة من حولها وإرضائهم ,, فهي في نظرهم ليست أكثر من إمرأه ! ضعيفه , عاطفية , و لن يكون بإمكانها مواجهة الأزمات والمواقف الصعبه وعندما تثبت هذه المرأه الطموحه الناجحه والقياديه نفسها وتتمكن من إبراز شخصيتها وإمكانياتها العلميه والمهنيه , توجه لها العديد من الاتهامات والانتقادات القاسيه , فهي إذا , مستبدة ومغرورة أو مسترجله !!
ولكن لنتسائل كيف هي صورة المرأه القياديه الحقيقيه ؟ وحتى وإن استطاعت المرأة القياديه إثبات إمكانياتها وقدراتها إلا أنها تقف مكبله أمام حدود لن تتمكن من تجاوزها ولن تسمح لها بنجاح أكثر , بسبب الثقافة الذكورية ألأبويه , هذه الثقافه الباليه والتي تأخرها وتمنعها من تسجيل مزيدا من التفوق على لوحة الإنجاز !!!
فتعاني هذه المرأه من افتقارها للحريه , ومراقبة تصرفاتها وسوء تفسير مواقفها او كلماتها وتحركاتها فتشعر دائما بأن هناك رقابة شديدة على تصرفاتها وحديثها ! فهناك دائما من هو موجود فقط ليتهمها بسوء المعاملة أو لمحاسبتها على كل شاردة أو واردة ! مما يقيدها ويجعلها دائما تشعر بأن هناك تطفل على حريتها ورقابه من الأخرين عليها ..
أيضا هناك مشكله هامه لا يتطرق اليها أحد.. ألا وهي غيرة المرأه من نجاح المرأه فالموروثات الاجتماعيه لديها وللأسف تجعلها تخاف وتحذر دائما من المرأة الناجحة والقياديه باعتبارها الأقوى والأكثر ذكاء ونجاح وعطاء ليتسبب ذلك في قلقها الدائم منها ومن نجاحها لتعمل على اختلاق المشاكل لها لتعيق تقدمها في محاوله لتحطيم نجاحها , حتى لا تشعر بالدونية تجاهها ! وكم يؤلمني حقا ان البعض منهن لا تضيع فرصة لاقتناصها لتبدأ بالقذف والمحاربه بشتى الطرق لمحاولة إحباط تلك الناجحه وتقليل شأنها وتصغير وتحقير نجاحها وانجازاتها ودون أن تملك أدنى مبرر ! والغريب في الأمر أن المرأة أحيانا قد تغار من المرأة, من قوتها واستقلاليتها ونجاحها ، أو من جمالها أو من أي صفة تمتاز وتتفوق بها عليها , وكلما حاولت أي امرأة أن تحسن من وضع المرأة في هذا المجتمع الذكوري ، واجهت صعوبات عظيمه من المجتمع أولا ومن المرأة ثانيا !! فما أن تخطو خطوتها الأولى بنجاح ، حتى تجد في وجهها نساء عديدات يعرقلن مسيرة نجاحها , بالإضافه الى العديد من أعداء النجاح من الرجال !
فمع الاسف ان فكر الذكورة والمجتمع الأبوي لا ينحصر على الرجال فقط ! فهناك الكثير من النساء اللواتي يفتخرن بحملهن تلك الأفكار القديمه التي تدعوا إلى قتل المعالم النسوية لوضع المزيد من القيود ضد المرأة ولخدمة العقلية المتخلفة التي تكرس تجاهل إبداع المرأه وتفوقها ونجاحها في شتى المجالات ..
ومن خلال تجربتي في عملي وكناشطه إجتماعيه , هذه التجربه والتي لاقت الكثير من النقد والتجريح .. فبمجرد الحديث عن حقوق المرأة كحقوق انسان في مجتمعات ذكوريه له محاذير كثيرة تقام الدنيا ولا تقعد ! فكيف يمكن أن تكون هذه الظروف المحيطه بنساء إخترن أن يأخذن على عاتقهن العمل على التغيير في مجتمع لا يزال غارقا في صراعات المحرم والممنوع والمسموح ! مما يؤخر مسيرتهن ويطمس ابداعاتهن ويحجمها .. كما ان شعور هذه المرأه الدائم بالخوف من اتهامها بالتكفير أو الإنحلال الخلقي , يجعلها تراوح مكانها .. ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فما زال وجود المرأة في المجال العام ضعيف شكلا ورمزا ، وما زالت النساء لاتشاركن بشكل فعلي في الحياة العامة بما يتناسب وكفاءاتهن وبالتالي ستظل المرأة مغيبة عن كثير من المجالات إلى أن يتغير المناخ الثقافي التقليدي والذي يحد من حركة المرأه وبالرغم من أن المرأة القيادية تمتلك صفات يفتقر إليها الرجل , وهي صفات مهمة للوصول والبقاء في المواقع القياديه , منها قدراتها الهائله على تحمل الضغط وبشكل أكبر , ومثابرتها ونضالها للوصول إلى التفوق والنجاح وإثبات امكانياتها وقدراتها , نجد أنها كثيرا ما اتهمت هذه المرأه بالعاطفيه نظرا لطبيعة الاختلاف والتكوين بينها وبين الرجل , إلا انها أثبتت بأنها أقل فساداً من الرجل فلم نسمع يوما أو نجد حتى الان نساء تعاملن بالرشوة أو المحسوبية إلا ما ندر , كما أنها أكثر ميلاً من الرجل للعمل بروح الفريق .. كما تفتقر المرأه القياديه الى الدعم الإعلامي والمصادر الماليه التي هي مكونه اساسيه من مكونات النجاح الحقيقي .. هذا بالإضافه الى هيمنة الرجل على المناصب القياديه العليا والسياسات المنحازة له دائما ، وفقدان خيارات القيادة والتدريب والتأهيل، وعدم إشراكها في صناعة القرار,,
كما تعاني صعوبات خاصه بها , أهمها التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية وبين وضعها في عملها , فكونها امرأه قياديه يفرض عليها ذلك بأن تكون في كامل الاستعداد والجهوزيه لأي طارئ بأي ظرف ووقت, وذلك بالتواجد والتواصل دائما مع الحدث , بغض النظرعن ظروفها الشخصيه أو العائليه , ولا ننسى في بعض الأحيان ذلك الرجل الشريك والغير متفهم لظروف ووضع زوجته القياديه وما يتسبب به لها من ضغوطات نفسيه شديده ومؤلمه نظرا لانزعاجه الشديد لتفوقها المهني والإجتماعي عليه مما يتسبب في خلق أجواء عائليه مشحونه لها !
إذا هي تدفع ثمن باهظ لنجاحها وتفوقها ضعف ما يدفعه الرجل لنجاحه , ومن هنا لا أرى سببا حقيقيا باعتبارالرجل أكثر تفوق على المرأه بالقياده وإنما يعود السبب الحقيقي لتفوق الرجل , إلى ثقافة تهميش المرأة في المجتمع لا اكثر!
إن تطورالمرأة ونجاحها يرفع من مستوى إدراكها وقدراتها الشخصية والأسرية لتكون ذات قوة إيجابيه تدفعها للمنافسة على الكثير من المواقع القيادية مما يعود بالفائده على المرأه في تقدم قضيتها وشؤونها على كافة المستويات وذلك للنهوض بأوضاعها ، وتعزيز مكانتها، وتمكينها من ممارسة دورها الحقيقي في تنمية مجتمعها , فالمرأة القيادية والناجحه هي محل ثقه وفخر لمجتمعها , وإننا عندما ننهض بالمرأة نهتم بالجيل القادم كاملا , فالروح القياديه لا بد من تنميتها في بيئه خصبه لتتمكن من النمو بشكل صحيح وسليم وبالتالي يتمكن القائد من التأقلم ومواجهة الصعوبات والعوائق , ويصنع إنجازات يفخر بها مجتمعه ليباهي بها العالم، فالقائد قائد، إن كان رجلاً أم إمرأة , وهذه هي المعادلة الأساسية فى صناعة النهضة والحضارة .. لنشجع النخبة من نسائنا ليعتلين القمة ويصعدن سلم النجاح , ولنكن سندا لهن لا سلاحا مسلطا عليهن , فهن فخرا للوطن , ومن تسعى لتقديم أفضل ما لديها لمجتمعها من خلال نجاحاتها وتفوقها هي امرأه تستحق كل احترام وتقدير , فكل التحيه الى جميع النساء المناضلات على كافة الجبهات الاجتماعيه والإقتصاديه والسياسية من أجل غد أفضل ..
- هذا المقال قديم جدا وقد تم نشره قبل عدة سنوات
ولكن لنتسائل كيف هي صورة المرأه القياديه الحقيقيه ؟ وحتى وإن استطاعت المرأة القياديه إثبات إمكانياتها وقدراتها إلا أنها تقف مكبله أمام حدود لن تتمكن من تجاوزها ولن تسمح لها بنجاح أكثر , بسبب الثقافة الذكورية ألأبويه , هذه الثقافه الباليه والتي تأخرها وتمنعها من تسجيل مزيدا من التفوق على لوحة الإنجاز !!!
فتعاني هذه المرأه من افتقارها للحريه , ومراقبة تصرفاتها وسوء تفسير مواقفها او كلماتها وتحركاتها فتشعر دائما بأن هناك رقابة شديدة على تصرفاتها وحديثها ! فهناك دائما من هو موجود فقط ليتهمها بسوء المعاملة أو لمحاسبتها على كل شاردة أو واردة ! مما يقيدها ويجعلها دائما تشعر بأن هناك تطفل على حريتها ورقابه من الأخرين عليها ..
أيضا هناك مشكله هامه لا يتطرق اليها أحد.. ألا وهي غيرة المرأه من نجاح المرأه فالموروثات الاجتماعيه لديها وللأسف تجعلها تخاف وتحذر دائما من المرأة الناجحة والقياديه باعتبارها الأقوى والأكثر ذكاء ونجاح وعطاء ليتسبب ذلك في قلقها الدائم منها ومن نجاحها لتعمل على اختلاق المشاكل لها لتعيق تقدمها في محاوله لتحطيم نجاحها , حتى لا تشعر بالدونية تجاهها ! وكم يؤلمني حقا ان البعض منهن لا تضيع فرصة لاقتناصها لتبدأ بالقذف والمحاربه بشتى الطرق لمحاولة إحباط تلك الناجحه وتقليل شأنها وتصغير وتحقير نجاحها وانجازاتها ودون أن تملك أدنى مبرر ! والغريب في الأمر أن المرأة أحيانا قد تغار من المرأة, من قوتها واستقلاليتها ونجاحها ، أو من جمالها أو من أي صفة تمتاز وتتفوق بها عليها , وكلما حاولت أي امرأة أن تحسن من وضع المرأة في هذا المجتمع الذكوري ، واجهت صعوبات عظيمه من المجتمع أولا ومن المرأة ثانيا !! فما أن تخطو خطوتها الأولى بنجاح ، حتى تجد في وجهها نساء عديدات يعرقلن مسيرة نجاحها , بالإضافه الى العديد من أعداء النجاح من الرجال !
فمع الاسف ان فكر الذكورة والمجتمع الأبوي لا ينحصر على الرجال فقط ! فهناك الكثير من النساء اللواتي يفتخرن بحملهن تلك الأفكار القديمه التي تدعوا إلى قتل المعالم النسوية لوضع المزيد من القيود ضد المرأة ولخدمة العقلية المتخلفة التي تكرس تجاهل إبداع المرأه وتفوقها ونجاحها في شتى المجالات ..
ومن خلال تجربتي في عملي وكناشطه إجتماعيه , هذه التجربه والتي لاقت الكثير من النقد والتجريح .. فبمجرد الحديث عن حقوق المرأة كحقوق انسان في مجتمعات ذكوريه له محاذير كثيرة تقام الدنيا ولا تقعد ! فكيف يمكن أن تكون هذه الظروف المحيطه بنساء إخترن أن يأخذن على عاتقهن العمل على التغيير في مجتمع لا يزال غارقا في صراعات المحرم والممنوع والمسموح ! مما يؤخر مسيرتهن ويطمس ابداعاتهن ويحجمها .. كما ان شعور هذه المرأه الدائم بالخوف من اتهامها بالتكفير أو الإنحلال الخلقي , يجعلها تراوح مكانها .. ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فما زال وجود المرأة في المجال العام ضعيف شكلا ورمزا ، وما زالت النساء لاتشاركن بشكل فعلي في الحياة العامة بما يتناسب وكفاءاتهن وبالتالي ستظل المرأة مغيبة عن كثير من المجالات إلى أن يتغير المناخ الثقافي التقليدي والذي يحد من حركة المرأه وبالرغم من أن المرأة القيادية تمتلك صفات يفتقر إليها الرجل , وهي صفات مهمة للوصول والبقاء في المواقع القياديه , منها قدراتها الهائله على تحمل الضغط وبشكل أكبر , ومثابرتها ونضالها للوصول إلى التفوق والنجاح وإثبات امكانياتها وقدراتها , نجد أنها كثيرا ما اتهمت هذه المرأه بالعاطفيه نظرا لطبيعة الاختلاف والتكوين بينها وبين الرجل , إلا انها أثبتت بأنها أقل فساداً من الرجل فلم نسمع يوما أو نجد حتى الان نساء تعاملن بالرشوة أو المحسوبية إلا ما ندر , كما أنها أكثر ميلاً من الرجل للعمل بروح الفريق .. كما تفتقر المرأه القياديه الى الدعم الإعلامي والمصادر الماليه التي هي مكونه اساسيه من مكونات النجاح الحقيقي .. هذا بالإضافه الى هيمنة الرجل على المناصب القياديه العليا والسياسات المنحازة له دائما ، وفقدان خيارات القيادة والتدريب والتأهيل، وعدم إشراكها في صناعة القرار,,
كما تعاني صعوبات خاصه بها , أهمها التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية وبين وضعها في عملها , فكونها امرأه قياديه يفرض عليها ذلك بأن تكون في كامل الاستعداد والجهوزيه لأي طارئ بأي ظرف ووقت, وذلك بالتواجد والتواصل دائما مع الحدث , بغض النظرعن ظروفها الشخصيه أو العائليه , ولا ننسى في بعض الأحيان ذلك الرجل الشريك والغير متفهم لظروف ووضع زوجته القياديه وما يتسبب به لها من ضغوطات نفسيه شديده ومؤلمه نظرا لانزعاجه الشديد لتفوقها المهني والإجتماعي عليه مما يتسبب في خلق أجواء عائليه مشحونه لها !
إذا هي تدفع ثمن باهظ لنجاحها وتفوقها ضعف ما يدفعه الرجل لنجاحه , ومن هنا لا أرى سببا حقيقيا باعتبارالرجل أكثر تفوق على المرأه بالقياده وإنما يعود السبب الحقيقي لتفوق الرجل , إلى ثقافة تهميش المرأة في المجتمع لا اكثر!
إن تطورالمرأة ونجاحها يرفع من مستوى إدراكها وقدراتها الشخصية والأسرية لتكون ذات قوة إيجابيه تدفعها للمنافسة على الكثير من المواقع القيادية مما يعود بالفائده على المرأه في تقدم قضيتها وشؤونها على كافة المستويات وذلك للنهوض بأوضاعها ، وتعزيز مكانتها، وتمكينها من ممارسة دورها الحقيقي في تنمية مجتمعها , فالمرأة القيادية والناجحه هي محل ثقه وفخر لمجتمعها , وإننا عندما ننهض بالمرأة نهتم بالجيل القادم كاملا , فالروح القياديه لا بد من تنميتها في بيئه خصبه لتتمكن من النمو بشكل صحيح وسليم وبالتالي يتمكن القائد من التأقلم ومواجهة الصعوبات والعوائق , ويصنع إنجازات يفخر بها مجتمعه ليباهي بها العالم، فالقائد قائد، إن كان رجلاً أم إمرأة , وهذه هي المعادلة الأساسية فى صناعة النهضة والحضارة .. لنشجع النخبة من نسائنا ليعتلين القمة ويصعدن سلم النجاح , ولنكن سندا لهن لا سلاحا مسلطا عليهن , فهن فخرا للوطن , ومن تسعى لتقديم أفضل ما لديها لمجتمعها من خلال نجاحاتها وتفوقها هي امرأه تستحق كل احترام وتقدير , فكل التحيه الى جميع النساء المناضلات على كافة الجبهات الاجتماعيه والإقتصاديه والسياسية من أجل غد أفضل ..
- هذا المقال قديم جدا وقد تم نشره قبل عدة سنوات
اسمحوا لي / صباح بشير
يحضرني وبقوة موضوع اجتماعي هام لأطرحه هنا بحرية فكرية واسعة .. عدم احترام الحرية الشخصية للإنسان في مجتمعاتنا العربية ..
وبالتأكيد جميعنا عانينا من ذلك رجالا ونساء ! النفاق الاجتماعي البغيض الراسخ في ثقافتنا العنيفة ضد الآخر وعدم تقبله بشخصه كما هو ! عدم الحب والاحترام ، الغيرة ، الحقد ، الجهل وقلة الوعي ، كل ذلك يتسبب بتدخل اجتماعي وعائلي لكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع أحيانا ، بالتالي انعدام العدالة الاجتماعية !
والسؤال لماذا لا نتقدم فعلا كمجتمعات تسعى للتحضر والتغيير للأفضل ؟
إن السلوك الاجتماعي عادة ما تتكون لبنته الأساسية من مفاهيم ذاك المجتمع بفكره وتقاليده …
فاحترام حريات الآخرين هي منتهى التقدم والتحضر .. فلم نتناسى ذلك ؟ وان عدم احترام معتقد وفكر الآخر إنما ينتج عن تربية عنيفة خاطئة لا تتسع ولا مكان فيها لاحترام الإنسان بذاته وبفكرة .
فعندما احترم الآخر إنساناً وفكراً ، ظاهرا ، شكلا ومضمونا ، أكون قد هيئت لامتداد وبناء لجسور تحمل الثقة والمحبة …
فلماذا تفتقد مفاهيمنا للحياة العقلانية المنطقية التي تستمد من السلوك المتحضر والفكر الواعي ؟
ومع الأسف مفاهيمنا لا تخرج عن مفهوم ( القوي يأكل الضعيف) وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، وحوارنا يزخر بالكلمات القاسية والشتم والسب !
نحن حتى اليوم لا نجيد ثقافة الحوار مع الأخر كما نفتقد إلى الوسائل الحضارية في الإقناع !!
التدخل في شؤون الآخرين ، سلوك سلبي هدام نتقبله وكأنه أمر واقع لا جدال فيه !
فنجد الكثير من الناس يتدخلون في ما لا يخصهم ، من منا لم يتعرض للقيل والقال ؟ الجميع قلق ومهتم بالآخرين، يدسون أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم ، وكأنهم يملكون حق الوصاية على بعضهم البعض ،
.. ومن منا لا يخشى ردود فعل الناس وكلامهم ..
وأقسم بأن هناك من يفضل العيش على حاله بمأساته خوفا من التغيير ، لأن التغيير سيتسبب برفض المجتمع لتصرفه وعدم تقبلهم له .. فمنا من يفضل العيش في قوقعه ضيقه ومؤلمة خوفا من كلام الناس .. هناك من يفضل العيش تحت سقف زواج فاشل يتجرع الألم يوميا ويرفض الطلاق خوفا من كلام الناس ! فالمطلقة تخشى كلام الناس !
وهناك من يرفض وظيفة مناسبة أو ترقية تساعده على العيش الكريم إلا انه يرفض خوفا من كلام الناس رغم حاجته الماسة لها ! هناك من قهر موهبته وكبتها وظلم نفسه خوفا من كلام الناس ! وهناك من يضطر للقيام بأفعال لا يريدها خوفا من كلام الناس فقط ! وهناك من يتبنى آراء لا يؤمن ولا يقتنع بها حقيقة إنما فقط خوفا من كلام الناس ! وهناك حالات وحالات ……… الخ
وأحيانا تجدنا نلجأ لتلوين الحقيقة واختلاق الكذب دفاعا وتحصينا لأنفسنا من أقاويل الناس التي تنهش بنا دون رحمة !
الكثيرين منا عانوا من تدخل الآخرين بهم .. الأسرة أو الزملاء أو حتى الأصدقاء .. المجتمع ! فلمـاذا وصل بنـا الحال إلى الخوف منهم إلى هذه الدرجــة ؟ لما هذا الخوف من نظرة المجتمع لنا ؟ وكيف يستمد هذا الخوف شرعيته ليرهبنا بهذا الشكل ؟ وهل يعقل أن نستمر بفعل أشيــاء لا نرغبهـا .. من أجل إرضـاء النـاس فقط !
بالتالي .. كيف نقضي على مثل هذه الآفات الاجتماعية الضارة التي تفتك بنا يوميا ؟ والتي لا هدف لها سوى الإساءة للآخر والتقليل من شأنه وإنجازاته !
من هنا تنبع أهمية تصفية ثقافة المجتمع من الأفكار السلبية الغير إنسانية ، والتي تسللت إلينا خلال عقود عبر مسلمات ، معتقدات أو موروثات خاطئة توارثتها الأجيال ..
نحن نعلم أن الثقافة لها دور كبير في ترسيخ القناعات الإنسانية لذا .. فإن الخطورة تكمن في إهمال معالجة هذه الآفة ، بمهاجمة الإنسان ، بإنسانيته وشخصه وثقافته ومعتقدة وفكره ، مما قد يتسبب بتدميره واغتياله معنويا وفكريا وأخلاقيا ، فهي تريد أن تنتزع منه البعد الإنساني وأن تبعده عن المجتمع كعضو اجتماعي فعال ..
إذاً فإلى متى هذا التخلف الثقافي من الفضول و التطفل على حياة الغير والذي يخلف الخوف مما يتسبب بانتشار الكراهية ؟
الكراهية .. هذه الطاقة النفسية السلبية غير الصحية ! فإلى متى سنرضى أن نعيش حالة من الاستبداد والقسوة لنستمتع بجلد أنفسنا ؟
أخيرا .. إن احترام خصوصية الإنسان من أهم المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يجب على الجميع الالتزام بها … فلا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الآخرين بشؤونه الخاصة ….
وهنا يحضرني شيئا مما قرأت يوما …
(ضحكت فقالوا ألا تحتشم ، بكيت فقالوا ألا تبتسم ، ابتسمت فقالوا يرائي ، عبست فقالوا بدا ما كتم ، صمت فقالوا كليل اللسان ، نطقت فقالوا كثير الكلام ،حلمت فقالوا ضعيف جبان ولو كان مقتدرا لانتقم
فاستبسلت فقالوا لبطش به ولو كان جريئا لحكم .. فأيقنت أني مهما فعلت .. رضا الناس غاية لا تدرك !! )
وبالتأكيد جميعنا عانينا من ذلك رجالا ونساء ! النفاق الاجتماعي البغيض الراسخ في ثقافتنا العنيفة ضد الآخر وعدم تقبله بشخصه كما هو ! عدم الحب والاحترام ، الغيرة ، الحقد ، الجهل وقلة الوعي ، كل ذلك يتسبب بتدخل اجتماعي وعائلي لكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع أحيانا ، بالتالي انعدام العدالة الاجتماعية !
والسؤال لماذا لا نتقدم فعلا كمجتمعات تسعى للتحضر والتغيير للأفضل ؟
إن السلوك الاجتماعي عادة ما تتكون لبنته الأساسية من مفاهيم ذاك المجتمع بفكره وتقاليده …
فاحترام حريات الآخرين هي منتهى التقدم والتحضر .. فلم نتناسى ذلك ؟ وان عدم احترام معتقد وفكر الآخر إنما ينتج عن تربية عنيفة خاطئة لا تتسع ولا مكان فيها لاحترام الإنسان بذاته وبفكرة .
فعندما احترم الآخر إنساناً وفكراً ، ظاهرا ، شكلا ومضمونا ، أكون قد هيئت لامتداد وبناء لجسور تحمل الثقة والمحبة …
فلماذا تفتقد مفاهيمنا للحياة العقلانية المنطقية التي تستمد من السلوك المتحضر والفكر الواعي ؟
ومع الأسف مفاهيمنا لا تخرج عن مفهوم ( القوي يأكل الضعيف) وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، وحوارنا يزخر بالكلمات القاسية والشتم والسب !
نحن حتى اليوم لا نجيد ثقافة الحوار مع الأخر كما نفتقد إلى الوسائل الحضارية في الإقناع !!
التدخل في شؤون الآخرين ، سلوك سلبي هدام نتقبله وكأنه أمر واقع لا جدال فيه !
فنجد الكثير من الناس يتدخلون في ما لا يخصهم ، من منا لم يتعرض للقيل والقال ؟ الجميع قلق ومهتم بالآخرين، يدسون أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم ، وكأنهم يملكون حق الوصاية على بعضهم البعض ،
.. ومن منا لا يخشى ردود فعل الناس وكلامهم ..
وأقسم بأن هناك من يفضل العيش على حاله بمأساته خوفا من التغيير ، لأن التغيير سيتسبب برفض المجتمع لتصرفه وعدم تقبلهم له .. فمنا من يفضل العيش في قوقعه ضيقه ومؤلمة خوفا من كلام الناس .. هناك من يفضل العيش تحت سقف زواج فاشل يتجرع الألم يوميا ويرفض الطلاق خوفا من كلام الناس ! فالمطلقة تخشى كلام الناس !
وهناك من يرفض وظيفة مناسبة أو ترقية تساعده على العيش الكريم إلا انه يرفض خوفا من كلام الناس رغم حاجته الماسة لها ! هناك من قهر موهبته وكبتها وظلم نفسه خوفا من كلام الناس ! وهناك من يضطر للقيام بأفعال لا يريدها خوفا من كلام الناس فقط ! وهناك من يتبنى آراء لا يؤمن ولا يقتنع بها حقيقة إنما فقط خوفا من كلام الناس ! وهناك حالات وحالات ……… الخ
وأحيانا تجدنا نلجأ لتلوين الحقيقة واختلاق الكذب دفاعا وتحصينا لأنفسنا من أقاويل الناس التي تنهش بنا دون رحمة !
الكثيرين منا عانوا من تدخل الآخرين بهم .. الأسرة أو الزملاء أو حتى الأصدقاء .. المجتمع ! فلمـاذا وصل بنـا الحال إلى الخوف منهم إلى هذه الدرجــة ؟ لما هذا الخوف من نظرة المجتمع لنا ؟ وكيف يستمد هذا الخوف شرعيته ليرهبنا بهذا الشكل ؟ وهل يعقل أن نستمر بفعل أشيــاء لا نرغبهـا .. من أجل إرضـاء النـاس فقط !
بالتالي .. كيف نقضي على مثل هذه الآفات الاجتماعية الضارة التي تفتك بنا يوميا ؟ والتي لا هدف لها سوى الإساءة للآخر والتقليل من شأنه وإنجازاته !
من هنا تنبع أهمية تصفية ثقافة المجتمع من الأفكار السلبية الغير إنسانية ، والتي تسللت إلينا خلال عقود عبر مسلمات ، معتقدات أو موروثات خاطئة توارثتها الأجيال ..
نحن نعلم أن الثقافة لها دور كبير في ترسيخ القناعات الإنسانية لذا .. فإن الخطورة تكمن في إهمال معالجة هذه الآفة ، بمهاجمة الإنسان ، بإنسانيته وشخصه وثقافته ومعتقدة وفكره ، مما قد يتسبب بتدميره واغتياله معنويا وفكريا وأخلاقيا ، فهي تريد أن تنتزع منه البعد الإنساني وأن تبعده عن المجتمع كعضو اجتماعي فعال ..
إذاً فإلى متى هذا التخلف الثقافي من الفضول و التطفل على حياة الغير والذي يخلف الخوف مما يتسبب بانتشار الكراهية ؟
الكراهية .. هذه الطاقة النفسية السلبية غير الصحية ! فإلى متى سنرضى أن نعيش حالة من الاستبداد والقسوة لنستمتع بجلد أنفسنا ؟
أخيرا .. إن احترام خصوصية الإنسان من أهم المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يجب على الجميع الالتزام بها … فلا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الآخرين بشؤونه الخاصة ….
وهنا يحضرني شيئا مما قرأت يوما …
(ضحكت فقالوا ألا تحتشم ، بكيت فقالوا ألا تبتسم ، ابتسمت فقالوا يرائي ، عبست فقالوا بدا ما كتم ، صمت فقالوا كليل اللسان ، نطقت فقالوا كثير الكلام ،حلمت فقالوا ضعيف جبان ولو كان مقتدرا لانتقم
فاستبسلت فقالوا لبطش به ولو كان جريئا لحكم .. فأيقنت أني مهما فعلت .. رضا الناس غاية لا تدرك !! )
الصراع العربي في البحث عن الذات / صباح بشير
ما من شك بأن ثورة المعلومات التكنولوجية التي غزت العالم في عصرنا الحالي قد وضعتنا في خانة صعبة ، لقد تربينا ضمن أسس ومعايير معينة في مجتمعات منغلقة تخاف المستقبل وتعتقد بأنها أفضل أمة أخرجت للناس ! ها هو العالم يصبح قرية صغيرة سرعان ما تنتقل فيه المعلومات بالصوت والصورة وبفائق السرعة ، بينما وجدنا أنفسنا مضطرين لمواجهة تحدّيات العصر باكتشافاته واختراعاته المتسارعة ، مما دفع بنا لمقارنة أوضاعنا وأحوالنا في ظروفنا الحالية بتلك الأزمان السالفة ومقارنتها بسائر الشعوب التي تقدمت خطاها في كافة المجالات ، ولما كان الإنسان العربي يترعرع ويعيش على أساس تقديس وتمجيد العصور والبطولات الإسلامية الماضية ، بينما بقي هو فعليا دون إبداع أو إنتاج حقيقي يساعده على التطور ومواكبة العصر فظل حبيسا منغلقا على نفسه وسوقاً إستهلاكية لكلّ ما تنتجه شعوب الأرض المتقدمة عليه بأفكارها وعلومها وسلعها المختلفة .
عندما نتأمل بعمق نجد أننا عشنا الاضطهاد والألم والخوف وشتى أنواع الكبت الفكري والنفسي في صراع طويل في سبيل البحث عن ذاتنا المفقودة التي فشلنا فشلا ذريعا في العثور عليها أو إيجادها ! وسط كل ذلك قمنا بالإساءة إلى أنفسنا وأوطاننا وللآخرين .
لقد تغيرت الأخلاق وسير التعامل من اللين واللطف والتفهم إلى شتى أنواع العنف الفكري والمعنوي والنفسي والجسدي ، فأصبحنا نشاهد ونتابع يوميا شتى مظاهر العنف وممارسة القهر على الآخر كائنا من يكون قريب أو غريب دون أدنى شعور بتأنيب الضمير .. لقد أصبح العنف أحد أهم لغات العصر !
ألا يثيرما نراه يوميا من مشاهد عنيفة هنا وهناك الجدل والاهتمام ؟ فما نراه حقا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ! أما عن أوضاعنا الاجتماعية والحياتية الصعبة فحدث ولا حرج ، لينتج عن كل ذلك ممارسات يومية وسلوكيات لا أخلاقية وردود أفعال سلبية في التعبير والتعامل مع الغير .
إن انعدام توازن السلوك والقلق وقلة الحيلة تعكس نفوسا متوترة غير مطمئنة لا تشعر بالأمان ، الحاجة للإحساس بالأمان دفع الكثير ممن حاول خلق أجواء من الطمأنينة لنفسه فلجأ للدين في رحلة البحث عن الله والحياة الآخرة الدائمة ، دون التركيز على الجوهر في تهذيب النفوس وترقية السلوك ! نرى الأغلبية الساحقة في بلادنا العربية تدعي التدين دون أن نلمس أي أثر إيجابي في المعاملات بين الناس ، فنعيش يوميا ونشاهد أذى الناس لبعضهم البعض وتعطيل مصالحهم سواء بالقول أو الفعل ، الرشوة ، الكذب الغش والنفاق.
لقد نسي هؤلاء بأن الانسانية والخير والمحبة لا دين لهم !
ونسوا أيضا بأن الأخلاق هي العنوان لشعوب الأرض وهي من أهم المقومات الحضارية والقيم الإنسانية والمعنوية في الحياة وهي السرالكامن في نجاح الإنسان .
وفي ظل غياب المبادئ والأخلاق التي هي الوحيدة القادرة على تنظيم المجتمع تنظيماً إنسانيا وحضارياً ، وفي ظل سيادة شريعة الغاب للمجتمعات وتجاهل المبادئ الأخلاقية مما قلب كلّ شيء رأساً على عقب في حياتنا بالرغم من تعلق الإنسان بالسماء وتديّنه المتزايد يوميا ! نكتفي فقط بتقديم الكارثة التي سنصلها مستقبلا ، وفقط نستعين بالأديان دون الإنسانية والأخلاق والعلم والعمل لنخلِّص نفسنا مما آلت إليه !
إن الاستمرار بنهج التطرف الديني كمبدأ ، والتعصب للرأي وعدم تقبل الآخر ، وانتهاج سلوكيات العنف اللاأخلاقية والتقاعس عن تحصيل العلم لمواكبة الشعوب المتحضرة في سيرها قدما نحو الأفضل ، وذلك بالإكتفاء باستهلاك علوم الآخرين دون المساهمة في بناء الحضارة، أدى بنا للوصول لما نحن علية اليوم من نكبات متتالية وشعوب مشردة ومجتمعات مفككة ونسبة فقر وجهل عاليين ، نقتل بعضنا البعض لأجل السماء وننسى أن نعمر الأرض التي عليها مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأوطاننا والأجيال القادمة .
فبالأخلاق نؤسس ونربي الأجيال الصالحة وننشئ ونتعلم وننتصر .
لنحترم الآخر إنسانا وفكرا ولنحمل الإخلاص في العمل ونهيئ النجاح لامتداد يحمل ثقافة المحبة والإحترام .
لنبتعد عن المغالاة في التعصب ولنوقف انتشار فكر التطرف الديني فأصحاب هذا الفكر يعيثون في الأرض فسادا ، يكفرون الناس لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي ويتوعدون بالإبادة ! ولنقارن أنفسنا بباقي الشعوب مقارنة ايجابية غير مَرَضيًة .. فليس من العيب تقليد الشعوب بما هو إيجابي يحقق لنا النهضة والتقدم ويخدم مصالحنا ويعيدنا الى مصاف الامم المتحضرة .
لننبذ مفاهيمنا الخاطئة وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، ولنضيئ حواراتنا بالثقافة والعلم والأدب والأخلاق ولا نجعلها تزخر بالكلمات القاسية والشتم والسباب !
الشعوب الواعية المثقفة المتحضرة هي التي تراجع نفسها بين الحين والآخر ، تقارن حاضرها بماضيها ما لها وما عليها ، لتستشرف آفاق مستقبلها بقلب مخلص أمين على أوطانها .
أخيرا أود أن استذكر ما قاله الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي :
في شريعة العقل يعلم كل عاقل أن المتغير لا بد له من مُغير ، وما أساء عديم الأدب الى نفسه فحسب ، لا .. بل أضرم النار في كلّ الآفاق.
(نشر على صفحات جريدة القدس العربي بإسم صباح بركات بتاريخ 21 نوفمبر 2014)
عندما نتأمل بعمق نجد أننا عشنا الاضطهاد والألم والخوف وشتى أنواع الكبت الفكري والنفسي في صراع طويل في سبيل البحث عن ذاتنا المفقودة التي فشلنا فشلا ذريعا في العثور عليها أو إيجادها ! وسط كل ذلك قمنا بالإساءة إلى أنفسنا وأوطاننا وللآخرين .
لقد تغيرت الأخلاق وسير التعامل من اللين واللطف والتفهم إلى شتى أنواع العنف الفكري والمعنوي والنفسي والجسدي ، فأصبحنا نشاهد ونتابع يوميا شتى مظاهر العنف وممارسة القهر على الآخر كائنا من يكون قريب أو غريب دون أدنى شعور بتأنيب الضمير .. لقد أصبح العنف أحد أهم لغات العصر !
ألا يثيرما نراه يوميا من مشاهد عنيفة هنا وهناك الجدل والاهتمام ؟ فما نراه حقا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية ! أما عن أوضاعنا الاجتماعية والحياتية الصعبة فحدث ولا حرج ، لينتج عن كل ذلك ممارسات يومية وسلوكيات لا أخلاقية وردود أفعال سلبية في التعبير والتعامل مع الغير .
إن انعدام توازن السلوك والقلق وقلة الحيلة تعكس نفوسا متوترة غير مطمئنة لا تشعر بالأمان ، الحاجة للإحساس بالأمان دفع الكثير ممن حاول خلق أجواء من الطمأنينة لنفسه فلجأ للدين في رحلة البحث عن الله والحياة الآخرة الدائمة ، دون التركيز على الجوهر في تهذيب النفوس وترقية السلوك ! نرى الأغلبية الساحقة في بلادنا العربية تدعي التدين دون أن نلمس أي أثر إيجابي في المعاملات بين الناس ، فنعيش يوميا ونشاهد أذى الناس لبعضهم البعض وتعطيل مصالحهم سواء بالقول أو الفعل ، الرشوة ، الكذب الغش والنفاق.
لقد نسي هؤلاء بأن الانسانية والخير والمحبة لا دين لهم !
ونسوا أيضا بأن الأخلاق هي العنوان لشعوب الأرض وهي من أهم المقومات الحضارية والقيم الإنسانية والمعنوية في الحياة وهي السرالكامن في نجاح الإنسان .
وفي ظل غياب المبادئ والأخلاق التي هي الوحيدة القادرة على تنظيم المجتمع تنظيماً إنسانيا وحضارياً ، وفي ظل سيادة شريعة الغاب للمجتمعات وتجاهل المبادئ الأخلاقية مما قلب كلّ شيء رأساً على عقب في حياتنا بالرغم من تعلق الإنسان بالسماء وتديّنه المتزايد يوميا ! نكتفي فقط بتقديم الكارثة التي سنصلها مستقبلا ، وفقط نستعين بالأديان دون الإنسانية والأخلاق والعلم والعمل لنخلِّص نفسنا مما آلت إليه !
إن الاستمرار بنهج التطرف الديني كمبدأ ، والتعصب للرأي وعدم تقبل الآخر ، وانتهاج سلوكيات العنف اللاأخلاقية والتقاعس عن تحصيل العلم لمواكبة الشعوب المتحضرة في سيرها قدما نحو الأفضل ، وذلك بالإكتفاء باستهلاك علوم الآخرين دون المساهمة في بناء الحضارة، أدى بنا للوصول لما نحن علية اليوم من نكبات متتالية وشعوب مشردة ومجتمعات مفككة ونسبة فقر وجهل عاليين ، نقتل بعضنا البعض لأجل السماء وننسى أن نعمر الأرض التي عليها مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأوطاننا والأجيال القادمة .
فبالأخلاق نؤسس ونربي الأجيال الصالحة وننشئ ونتعلم وننتصر .
لنحترم الآخر إنسانا وفكرا ولنحمل الإخلاص في العمل ونهيئ النجاح لامتداد يحمل ثقافة المحبة والإحترام .
لنبتعد عن المغالاة في التعصب ولنوقف انتشار فكر التطرف الديني فأصحاب هذا الفكر يعيثون في الأرض فسادا ، يكفرون الناس لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي ويتوعدون بالإبادة ! ولنقارن أنفسنا بباقي الشعوب مقارنة ايجابية غير مَرَضيًة .. فليس من العيب تقليد الشعوب بما هو إيجابي يحقق لنا النهضة والتقدم ويخدم مصالحنا ويعيدنا الى مصاف الامم المتحضرة .
لننبذ مفاهيمنا الخاطئة وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، ولنضيئ حواراتنا بالثقافة والعلم والأدب والأخلاق ولا نجعلها تزخر بالكلمات القاسية والشتم والسباب !
الشعوب الواعية المثقفة المتحضرة هي التي تراجع نفسها بين الحين والآخر ، تقارن حاضرها بماضيها ما لها وما عليها ، لتستشرف آفاق مستقبلها بقلب مخلص أمين على أوطانها .
أخيرا أود أن استذكر ما قاله الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي :
في شريعة العقل يعلم كل عاقل أن المتغير لا بد له من مُغير ، وما أساء عديم الأدب الى نفسه فحسب ، لا .. بل أضرم النار في كلّ الآفاق.
(نشر على صفحات جريدة القدس العربي بإسم صباح بركات بتاريخ 21 نوفمبر 2014)
هنا القدس / صباح بشير
عندما
لا تجد من يسمعك .. تناول القلم واكتب .. لن تخذلك أوراقك ، ولن يخذلك قلمك ..
فهما كفيلان بالإنصات إليك بمنتهى الإخلاص .. ولتعلم دائما بأن الحروف حينما تخرج
من الألم ستسطر أوراقك بأروع الكلمات وأصدقها …
مدينة
القدس تروي قصة الأيام وكلما اردت الكتابة عنها .. تتلعثم الكلمات وتحاصرني روحي
بقسوة أعظم من قسوة حصار الحواجز في بلادي ! ما زلت اشتم رائحة طفولتي حول أسوار
مدينتي العتيقة بأحجارها وبتلك الزهور
المتناثرة في الطرقات هنا وهناك ، بشجرها ، شوارعها أسواقها وأزقتها القديمة ..
وطن
عبث به العابثون فدمروه ! فبات الإنسان فيه كأوراق الشجر ، يحملها الخريف برياحه
كيفما يشاء ، ويرميها مجددا اينما يشاء ! فهل ما زال في الأفق شعاع يبشّر بالنور ؟
وهل سيستعيد طائر الدوري قواه ليطير مجددا بعد أن قسا عليه الدّهر وفتكت به عاصفة
هوجاء انتزعت جناحيه وحرّيته لتتبدل ملامحه شيئا فشيئا ويستوطن الحزن في عينيه ! أُغلق باب الرجاء ، فلم تعد تستجيب
السماء لدعوات الأمهات ، وبفقدان الأمل استوطن العجز قلوبنا فباتت الكلـمات باردة
..
يا
وطني هل ما زال هناك أمل لأبنائك في الحرية ؟ وهل أصبح الحلم بعيد المنال ؟ قصرت المسافة بين الأرض والسّماء
البعيدة ، فكثر الموت ! وتحول الوطن إلى سجن ، الشوارع باتت تضيق بخطــوات
التائهين ، لم نعد نرى سوى الظلال ! صفحات تاريخك يا وطني مرسومة بلون
التضحيات والألم !
هنا
القدس ، هنا الأمس واليوم والغد الحزين .. لطالما روينا الحكاية ، ولكن عندما
يُكسر القلب من الظلم يُقتل الحلم ويصمت اللسان .. فماذا تبقى لنا ؟
أيتها
القدس التي استوطنت قلوبنا .. أنت فقط من نحبُ ، أنت مهد الصبا ومنبع ذكريات
الطفولة ومرتعها …
هنا
القدس .. مدينة متدثرة بعبق التاريخ والحواري العتيقة .. ثمة أشياء يصعب شرحها أو
قد لا تحتاج الى لغة لتشرحها ، فما ان تحط رحالك في رحابها إلا و تقفز الدموع من
عينيك فتُغرق الإبتسامة ! هناك في القلب غصة وألم موحشان ! أيّ بلاء وأي عقاب
أصابك يا قدس فأطفأت شعلتك وخنقت توهّجها ؟
وطـني
هواؤك عطـرنا وبعطره لا زالت قلوبنا تنبض وتحيا … في حضرة القدس يكون اللقاء ،
وإستحضارا للشهادة أمام ضحالة الحياة ، واستحضارا لكل القيم التي أجتمع عليها كل
مناضل لن ننسى شهداءك الحافظين لعهدك يا قدس ، فقضوا دفاعا عنك حين هانت عليهم
أنفسهم أمام عظمتك .. تحية إلى كل ام أهدت فلذة كبدها فداء للوطن ليُزَف في عرس
الشهادة نحو السماء معطرا برائحة التراب وصوت الزغاريد … !
بكل
بساطة .. اكتشفت أنّني أقيم فيك هناك ولم أغادرك أبدا ، أحبّك يا عصيةً على الموت ،
وحين سنلتقي سأحبك اكثر فأكثر ، وحينها سيزهر الأمل مروجاً خضراء تبشّر بقدوم
العيد ..
ستبقى هناك دائماً مساحةٌ للحلم فرغم الألم يبقى
الأمل ، يليق بك الحب والفرح يا قدس وتليق
بك الإبتسامة ، وسنظل نسعى للفرح ما استطعنا اليه سبيلا …
(نشر بتاريخ 1ديسمبر 2014 على صفحات جريدة القدس العربي بإسم صباح بركات)الإغتراب الفكري في العالم العربي / صباح بشير
في ظل ما نعيش من أزمات سياسية واقتصادية في عالمنا العربي تؤثر بشكل مباشر على جميع مناحي الحياة ، نعيش حالة ركود ثقافي وجمود فكري واضح ، يُنتج أزمة ثقافية نمر بها ، لا تقل خطورة على المجتمع العربي من خطورة ما نشاهد اليوم من القتل والدمار !
في هذا الوقت العصيب نحن نحتاج لسماع صوت مفكرينا ومثقفينا العرب وذلك لتعزيز حالة الوعي لدينا ، لأجل البدء بالإسهام في بناء مسيره نهضوية إيجابيه تعزز وتحقق الرؤية لإصلاح إجتماعي فكري ، إنساني ، وحضاري ..
هنا لا بد أن تعود بنا الأسئلة حول دور المثقف العربي وما يعيش من أزمات تعددت ملامحها وجذورها ، ابتداء بمأساة انعدام حرية التعبير في مجتمعاتنا وصولا لرفض ومقاومة حرية التغيير !
لا أزعم أبدا بأن هموم ومشاكل المثقف العربي هي هموم خاصة به لا يعاني منها الجميع ، إلا أن للمثقف دورا خاصا في الوقوف أمام هذه التحديات وذلك بإعادة الروح لإحياء أفكار خلاّقة من خلال نسج مفاهيم جديدة لترتيب العلاقات مع واقعنا الحالي ، للمساهمة في التغيير نحو الأفضل ولقلب الأولويات وانتهاج مسار حديث مغاير للتفكير وواقع السياسات ، وابتكار سياسات فكرية جديدة .
إذاً ما هو المطلوب من المفكر والمثقف العربي ؟
لقد أخذت حرية الرأي والتعبير القسم الأعظم من معاناة المثقف العربي في علاقته مع السلطة الاجتماعية والسياسية ! مما أثر سلبا على نشاطه ، وتضاؤل حراكه لتبدأ الأزمة تضغط بقوة على وعيه ! لا أنكر بأن حرية التعبير اليوم تختلف نسبياً عن الفترات الماضية ، فاليوم هناك فضاءات واسعة فرضت نفسها بفضل ثورة المعلومات التكنولوجية ومواقع التواصل الإجتماعي على شبكات الإنترنت التي ساهمت بمنح بعض التغييرات لنتجاوز أطر التعبير التقليدية السابقة التي طالما خضعت للرقابة ، لتتاح لنا نوعا ما مساحة أفضل للتعبير .
وتبقى المشكلة ليست في حرية التعبير فقط ، إنما في الدور الحراكي والمجتمعي المنوط بالمثقف .
يشكل كل ذلك الخطوط العريضة لبداية الطريق وبداية الحراك للمثقف الجديد ، للتنسيق فيما بين الخطاب الحقوقي للإنسان العربي وبين المعاني الفكرية التي يؤمن بها .
على المثقف والمفكر العربي أن يفكك الأوهام لإزالتها بتحطيم حواجز العجز لمواجهة الأزمات الخانقة وذلك لإنتاج أفكار جديدة خلاقة ترفع من أساليب وأدوات التحليل والتشخيص للحالة الراهنة في محاولة لخلق وابتكار الحلول للإصلاح السياسي والاقتصادي و الإجتماعي .
على المثقف الدفاع عن مبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان بعيداً عن مصيدة التحزب السياسي ، عليه أن يدرك بأن الانحياز الأخلاقي للمبادئ والقيم أنجع من الإنحياز للسلطة ، فلا حضارة لمجتمعات دون ثقافة ومثقفين يدافعون عن الحق وينصفون كل مهمش ومحروم وينتقدون الفساد .. عليه أن يتجرأ ويتجاوزعقدة الكبت والخوف التي سكنته منذ عقود .
في ظل الظروف الحالية القاسية على المثقف العربي ترك عزلته وتجاوز الثغرة فيما بينه وبين مجتمعه . لا أوجه له اللوم حين شعوره بفرق التفكير ونظرته للأمور فيما بينه وبين محيطه الرافض لكل جديد مما قطع العلاقة بينه وبين مجتمعه ليفقد بذلك حضوره وتأثيره أثناء التعبير عن أفكار ومفاهيم تصطدم مع المعتقدات السائدة ، فيواجه بردود أفعال توهن من عزيمته وتثبطها لتشكل سببا بشعوره بالغربة الحقيقية في وطنه ! مما دعاه الى الهجرة والرحيل هربا من الجهل والأفكار السلبية الهدامة والمعتقدات البالية ، حيث الغرب نحوالإنفتاح والاطلاع الواسع والحرية الفكرية .
بالتالي يُجهَض مشروعه نحو التغيير الثقافي لتتكرّس عزلته وتتعطل أهم أدواره الأجتماعيه والفكرية ، فيقع المثقف العربي فريسة للأحباط لأنه لا يشعر بأن فكره يقوم بتغيير ملموس وحقيقي في المجتمع مما يوسع الفجوة بينه وبين مجتمعه لينظر له نظرة دينوية منفرة !
على المثقف بذل مزيد من الجهود بدراسة أسباب مشاكل مجتمعه ورؤيتهم ، ليقف معهم ويتقرب اليهم وليكون في الصفوف الأولى في محاربة الجهل والتخلف والظلم وغيره من الآفات .
إنني لا أدين المثقف العربي فهو يعاني الغربة الفكرية في وطنه ويعاني الغربة الحقيقية حين يهاجر وطنه متطلعاً إلى الحضارة والحرية أملا بغد أفضل ..
الإغتراب الفكري يشكل الأزمة الداخلية للمثقف .
لا يمكن للمثقف والمفكر أو المبدع من الإنتاج الحقيقي في ظل اغتراب فكري يخنقه ضمن منظومة فكرية صارمة مستبدة تنشئ حالة من الإنفصام بين المثقف والمجتمع ، فإن لم يكن هناك دعما وانسجاما من داخل بيئته ولم يتوافق محيطه مع منظومته الفكرية ، فإنه سيصطدم بالواقع دون أي حراك إيجابي أو انتاج حقيقي له ، بازدياد شعوره بالغربة داخل وطنه وتهميشه .
إن المجتمعات التي لا تملك شرائح ونخب من المثقفين والمفكرين لا تملك أي مقومات للنجاح ! نحن بحاجة للطاقات والنماذج الخلاقة .
على المثقف أن يدرك ما تبقّى له من مواقع وأماكن مؤثرة ليستثمر فيها جهوده ، وعليه أن يدرك ويعي المسؤوليات الجديدة التي فرضتها علينا التغيّرات في المنطقة والعالم .
إن صورة بسيطة قد تنشر على أحد المواقع الإجتماعية مع تعليق بكلمات إنسانية تحمل رسالة صادقة ، قد تؤثر في الملايين من الناس ! فصانع الخطاب الناجح يشكّل اتجاهاً ثقافياً له محاكّاة وملامح وآثار .
أننا لن ننهض ولن نتقدم إلا بالعلم والثقافة وعقول مثقفينا النيرة , لنحرر عقولنا من الجهل ! فالإنسان أولا وأخيرا ..
( نشر هذا المقال بتاريخ 10ديسمبر 2014 في جريدة القدس العربي بإسم صباح بركات)
في هذا الوقت العصيب نحن نحتاج لسماع صوت مفكرينا ومثقفينا العرب وذلك لتعزيز حالة الوعي لدينا ، لأجل البدء بالإسهام في بناء مسيره نهضوية إيجابيه تعزز وتحقق الرؤية لإصلاح إجتماعي فكري ، إنساني ، وحضاري ..
هنا لا بد أن تعود بنا الأسئلة حول دور المثقف العربي وما يعيش من أزمات تعددت ملامحها وجذورها ، ابتداء بمأساة انعدام حرية التعبير في مجتمعاتنا وصولا لرفض ومقاومة حرية التغيير !
لا أزعم أبدا بأن هموم ومشاكل المثقف العربي هي هموم خاصة به لا يعاني منها الجميع ، إلا أن للمثقف دورا خاصا في الوقوف أمام هذه التحديات وذلك بإعادة الروح لإحياء أفكار خلاّقة من خلال نسج مفاهيم جديدة لترتيب العلاقات مع واقعنا الحالي ، للمساهمة في التغيير نحو الأفضل ولقلب الأولويات وانتهاج مسار حديث مغاير للتفكير وواقع السياسات ، وابتكار سياسات فكرية جديدة .
إذاً ما هو المطلوب من المفكر والمثقف العربي ؟
لقد أخذت حرية الرأي والتعبير القسم الأعظم من معاناة المثقف العربي في علاقته مع السلطة الاجتماعية والسياسية ! مما أثر سلبا على نشاطه ، وتضاؤل حراكه لتبدأ الأزمة تضغط بقوة على وعيه ! لا أنكر بأن حرية التعبير اليوم تختلف نسبياً عن الفترات الماضية ، فاليوم هناك فضاءات واسعة فرضت نفسها بفضل ثورة المعلومات التكنولوجية ومواقع التواصل الإجتماعي على شبكات الإنترنت التي ساهمت بمنح بعض التغييرات لنتجاوز أطر التعبير التقليدية السابقة التي طالما خضعت للرقابة ، لتتاح لنا نوعا ما مساحة أفضل للتعبير .
وتبقى المشكلة ليست في حرية التعبير فقط ، إنما في الدور الحراكي والمجتمعي المنوط بالمثقف .
يشكل كل ذلك الخطوط العريضة لبداية الطريق وبداية الحراك للمثقف الجديد ، للتنسيق فيما بين الخطاب الحقوقي للإنسان العربي وبين المعاني الفكرية التي يؤمن بها .
على المثقف والمفكر العربي أن يفكك الأوهام لإزالتها بتحطيم حواجز العجز لمواجهة الأزمات الخانقة وذلك لإنتاج أفكار جديدة خلاقة ترفع من أساليب وأدوات التحليل والتشخيص للحالة الراهنة في محاولة لخلق وابتكار الحلول للإصلاح السياسي والاقتصادي و الإجتماعي .
على المثقف الدفاع عن مبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان بعيداً عن مصيدة التحزب السياسي ، عليه أن يدرك بأن الانحياز الأخلاقي للمبادئ والقيم أنجع من الإنحياز للسلطة ، فلا حضارة لمجتمعات دون ثقافة ومثقفين يدافعون عن الحق وينصفون كل مهمش ومحروم وينتقدون الفساد .. عليه أن يتجرأ ويتجاوزعقدة الكبت والخوف التي سكنته منذ عقود .
في ظل الظروف الحالية القاسية على المثقف العربي ترك عزلته وتجاوز الثغرة فيما بينه وبين مجتمعه . لا أوجه له اللوم حين شعوره بفرق التفكير ونظرته للأمور فيما بينه وبين محيطه الرافض لكل جديد مما قطع العلاقة بينه وبين مجتمعه ليفقد بذلك حضوره وتأثيره أثناء التعبير عن أفكار ومفاهيم تصطدم مع المعتقدات السائدة ، فيواجه بردود أفعال توهن من عزيمته وتثبطها لتشكل سببا بشعوره بالغربة الحقيقية في وطنه ! مما دعاه الى الهجرة والرحيل هربا من الجهل والأفكار السلبية الهدامة والمعتقدات البالية ، حيث الغرب نحوالإنفتاح والاطلاع الواسع والحرية الفكرية .
بالتالي يُجهَض مشروعه نحو التغيير الثقافي لتتكرّس عزلته وتتعطل أهم أدواره الأجتماعيه والفكرية ، فيقع المثقف العربي فريسة للأحباط لأنه لا يشعر بأن فكره يقوم بتغيير ملموس وحقيقي في المجتمع مما يوسع الفجوة بينه وبين مجتمعه لينظر له نظرة دينوية منفرة !
على المثقف بذل مزيد من الجهود بدراسة أسباب مشاكل مجتمعه ورؤيتهم ، ليقف معهم ويتقرب اليهم وليكون في الصفوف الأولى في محاربة الجهل والتخلف والظلم وغيره من الآفات .
إنني لا أدين المثقف العربي فهو يعاني الغربة الفكرية في وطنه ويعاني الغربة الحقيقية حين يهاجر وطنه متطلعاً إلى الحضارة والحرية أملا بغد أفضل ..
الإغتراب الفكري يشكل الأزمة الداخلية للمثقف .
لا يمكن للمثقف والمفكر أو المبدع من الإنتاج الحقيقي في ظل اغتراب فكري يخنقه ضمن منظومة فكرية صارمة مستبدة تنشئ حالة من الإنفصام بين المثقف والمجتمع ، فإن لم يكن هناك دعما وانسجاما من داخل بيئته ولم يتوافق محيطه مع منظومته الفكرية ، فإنه سيصطدم بالواقع دون أي حراك إيجابي أو انتاج حقيقي له ، بازدياد شعوره بالغربة داخل وطنه وتهميشه .
إن المجتمعات التي لا تملك شرائح ونخب من المثقفين والمفكرين لا تملك أي مقومات للنجاح ! نحن بحاجة للطاقات والنماذج الخلاقة .
على المثقف أن يدرك ما تبقّى له من مواقع وأماكن مؤثرة ليستثمر فيها جهوده ، وعليه أن يدرك ويعي المسؤوليات الجديدة التي فرضتها علينا التغيّرات في المنطقة والعالم .
إن صورة بسيطة قد تنشر على أحد المواقع الإجتماعية مع تعليق بكلمات إنسانية تحمل رسالة صادقة ، قد تؤثر في الملايين من الناس ! فصانع الخطاب الناجح يشكّل اتجاهاً ثقافياً له محاكّاة وملامح وآثار .
أننا لن ننهض ولن نتقدم إلا بالعلم والثقافة وعقول مثقفينا النيرة , لنحرر عقولنا من الجهل ! فالإنسان أولا وأخيرا ..
( نشر هذا المقال بتاريخ 10ديسمبر 2014 في جريدة القدس العربي بإسم صباح بركات)
مجتمعاتنا وعلاقة قلقة مع الإبداع / صباح بشير
في داخل كل إنسان شرارة من نار ونور وطاقة خلاقة من الإبداع تكمن في فكره وطريقة تفكيره وقدرته على العطاء في شتى المجالات الإنسانية الثقافية منها أو الفنية أو غيرها.
ومما لا شك فيه وجود منغصات وعوائق حقيقية تواجه المبدع في مجتمعاتنا, من أهمها على الإطلاق تلك المحظورات الثقافية والقيم الاجتماعية القديمة التي تفرض على المبدع الالتزام بها, ماذا وإلا تحتم عليه الاصطدام بمجتمعه, فكثير من المبدعين العرب السابقين الذين عانوا إثر محاولتهم طرح جزء من أفكارهم الخلاقة بشجاعة فَفُرض عليهم أن يعيشوا في حالة اتهام دائم ونبذ, كذلك يصطدم المبدع بدعاة الأصولية الدينية التي تتحكم في مجتمعاتنا فارضةً عليه العديد من القيود الدينية التي لا حصر لها.
هذا في صورة الإنسان المبدع وعلاقته بالمجتمع العربي نجده يعيش حالة من القمع فتصبح ممارسة الإبداع من وجهة نظره خطيئة.
لماذا لا نفكر قليلا في أنفسنا وفي تلك القيود التي نصبناها فوق رؤوسنا ؟ تلك القيود التي تمنعنا من أن نعيش أحراراً بكيان وكرامة؟ إلى متى ستبقى علاقة الفرد منا بالمجتمع والإبداع علاقة قلِقة تتطلب دائما إزالة الكثير من العوائق التي تعترض طريقها ؟
لن نهتدي إلى طريق الحضارة ما لم نعرف قيمة الإنسان, ولن نهتدي إلى مجتمعات متحضرة ما لم نحترم أفرادها, ففي علاقة الفرد الطبيعية الناجحة مع مجتمعه تنطلق طاقات المبدع وتتألق.
دعونا لا نسمح بتقديس مفكري الماضي وتبجيلهم فلكل زمنٍ دولةٌ ورجال, دعونا نتغلب على رواسب الجهل, دعونا نقارن الأفكار الصحيحة بالخاطئة منها, ونثبت بالتجربة والممارسات العلمية وليس بالأفكار القديمة أو الموروثات أو الفتاوى مدى نجاحها وقابليتها للحياة.
نحن نؤمن بأي شيء فرض علينا فقط لأننا نخضع لتسلط مجتمعات قاسية, فنؤمن بتقاليدهم لأنهم تناقلوها عبر الأجيال يرددونها على مسامعنا ليلا ونهارا, نحن نؤمن بأي شيء موجود في كتبنا الدينية دون أن نسمح لأنفسنا أن نفكر أو نناقش !
لذا أيها الإنسان العربي المثقل بِحَمل كل تلك التقاليد والمعتقدات والأساطير الواهية.. لا تصدق أو تؤمن بأي شيءٍ فقط لأنك سمعته وما زلت تسمعه إنما فكر وتفكر, لاحظ ودقق, حلل واستشعر بإحساسك كل ما هو صحيح, وكل ما يتوافق مع عقلك وروحك وإنسانيتك من الخير تقبله وثق به وأكمل به طريقك لرسم خريطة جديدة نحو غدٍ أفضل..
- صحيفة القدس العربي
ومما لا شك فيه وجود منغصات وعوائق حقيقية تواجه المبدع في مجتمعاتنا, من أهمها على الإطلاق تلك المحظورات الثقافية والقيم الاجتماعية القديمة التي تفرض على المبدع الالتزام بها, ماذا وإلا تحتم عليه الاصطدام بمجتمعه, فكثير من المبدعين العرب السابقين الذين عانوا إثر محاولتهم طرح جزء من أفكارهم الخلاقة بشجاعة فَفُرض عليهم أن يعيشوا في حالة اتهام دائم ونبذ, كذلك يصطدم المبدع بدعاة الأصولية الدينية التي تتحكم في مجتمعاتنا فارضةً عليه العديد من القيود الدينية التي لا حصر لها.
هذا في صورة الإنسان المبدع وعلاقته بالمجتمع العربي نجده يعيش حالة من القمع فتصبح ممارسة الإبداع من وجهة نظره خطيئة.
لماذا لا نفكر قليلا في أنفسنا وفي تلك القيود التي نصبناها فوق رؤوسنا ؟ تلك القيود التي تمنعنا من أن نعيش أحراراً بكيان وكرامة؟ إلى متى ستبقى علاقة الفرد منا بالمجتمع والإبداع علاقة قلِقة تتطلب دائما إزالة الكثير من العوائق التي تعترض طريقها ؟
لن نهتدي إلى طريق الحضارة ما لم نعرف قيمة الإنسان, ولن نهتدي إلى مجتمعات متحضرة ما لم نحترم أفرادها, ففي علاقة الفرد الطبيعية الناجحة مع مجتمعه تنطلق طاقات المبدع وتتألق.
دعونا لا نسمح بتقديس مفكري الماضي وتبجيلهم فلكل زمنٍ دولةٌ ورجال, دعونا نتغلب على رواسب الجهل, دعونا نقارن الأفكار الصحيحة بالخاطئة منها, ونثبت بالتجربة والممارسات العلمية وليس بالأفكار القديمة أو الموروثات أو الفتاوى مدى نجاحها وقابليتها للحياة.
نحن نؤمن بأي شيء فرض علينا فقط لأننا نخضع لتسلط مجتمعات قاسية, فنؤمن بتقاليدهم لأنهم تناقلوها عبر الأجيال يرددونها على مسامعنا ليلا ونهارا, نحن نؤمن بأي شيء موجود في كتبنا الدينية دون أن نسمح لأنفسنا أن نفكر أو نناقش !
لذا أيها الإنسان العربي المثقل بِحَمل كل تلك التقاليد والمعتقدات والأساطير الواهية.. لا تصدق أو تؤمن بأي شيءٍ فقط لأنك سمعته وما زلت تسمعه إنما فكر وتفكر, لاحظ ودقق, حلل واستشعر بإحساسك كل ما هو صحيح, وكل ما يتوافق مع عقلك وروحك وإنسانيتك من الخير تقبله وثق به وأكمل به طريقك لرسم خريطة جديدة نحو غدٍ أفضل..
- صحيفة القدس العربي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد
ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...
-
كم أعشق ورود وأزهار حديقتنا ، تلك التي تعيد إلي الحياة كلما أبصرتها فأراها تعيش صامدة ، حيث تمضي الرياح دون أن تهزها .. متجددة نضرة مت...
-
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة م...
-
ضوء خافت يُغلف المكان ، جدران معتّقة ، شمعة تتوسط المكان ، وحدة وانفراد بالنفس وطفل يرفع ببصره الى السماء ، يصلي متأملاً بعزلةٍ وص...