يحضرني وبقوة موضوع اجتماعي هام لأطرحه هنا بحرية فكرية واسعة .. عدم احترام الحرية الشخصية للإنسان في مجتمعاتنا العربية ..
وبالتأكيد جميعنا عانينا من ذلك رجالا ونساء ! النفاق الاجتماعي البغيض الراسخ في ثقافتنا العنيفة ضد الآخر وعدم تقبله بشخصه كما هو ! عدم الحب والاحترام ، الغيرة ، الحقد ، الجهل وقلة الوعي ، كل ذلك يتسبب بتدخل اجتماعي وعائلي لكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع أحيانا ، بالتالي انعدام العدالة الاجتماعية !
والسؤال لماذا لا نتقدم فعلا كمجتمعات تسعى للتحضر والتغيير للأفضل ؟
إن السلوك الاجتماعي عادة ما تتكون لبنته الأساسية من مفاهيم ذاك المجتمع بفكره وتقاليده …
فاحترام حريات الآخرين هي منتهى التقدم والتحضر .. فلم نتناسى ذلك ؟ وان عدم احترام معتقد وفكر الآخر إنما ينتج عن تربية عنيفة خاطئة لا تتسع ولا مكان فيها لاحترام الإنسان بذاته وبفكرة .
فعندما احترم الآخر إنساناً وفكراً ، ظاهرا ، شكلا ومضمونا ، أكون قد هيئت لامتداد وبناء لجسور تحمل الثقة والمحبة …
فلماذا تفتقد مفاهيمنا للحياة العقلانية المنطقية التي تستمد من السلوك المتحضر والفكر الواعي ؟
ومع الأسف مفاهيمنا لا تخرج عن مفهوم ( القوي يأكل الضعيف) وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، وحوارنا يزخر بالكلمات القاسية والشتم والسب !
نحن حتى اليوم لا نجيد ثقافة الحوار مع الأخر كما نفتقد إلى الوسائل الحضارية في الإقناع !!
التدخل في شؤون الآخرين ، سلوك سلبي هدام نتقبله وكأنه أمر واقع لا جدال فيه !
فنجد الكثير من الناس يتدخلون في ما لا يخصهم ، من منا لم يتعرض للقيل والقال ؟ الجميع قلق ومهتم بالآخرين، يدسون أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم ، وكأنهم يملكون حق الوصاية على بعضهم البعض ،
.. ومن منا لا يخشى ردود فعل الناس وكلامهم ..
وأقسم بأن هناك من يفضل العيش على حاله بمأساته خوفا من التغيير ، لأن التغيير سيتسبب برفض المجتمع لتصرفه وعدم تقبلهم له .. فمنا من يفضل العيش في قوقعه ضيقه ومؤلمة خوفا من كلام الناس .. هناك من يفضل العيش تحت سقف زواج فاشل يتجرع الألم يوميا ويرفض الطلاق خوفا من كلام الناس ! فالمطلقة تخشى كلام الناس !
وهناك من يرفض وظيفة مناسبة أو ترقية تساعده على العيش الكريم إلا انه يرفض خوفا من كلام الناس رغم حاجته الماسة لها ! هناك من قهر موهبته وكبتها وظلم نفسه خوفا من كلام الناس ! وهناك من يضطر للقيام بأفعال لا يريدها خوفا من كلام الناس فقط ! وهناك من يتبنى آراء لا يؤمن ولا يقتنع بها حقيقة إنما فقط خوفا من كلام الناس ! وهناك حالات وحالات ……… الخ
وأحيانا تجدنا نلجأ لتلوين الحقيقة واختلاق الكذب دفاعا وتحصينا لأنفسنا من أقاويل الناس التي تنهش بنا دون رحمة !
الكثيرين منا عانوا من تدخل الآخرين بهم .. الأسرة أو الزملاء أو حتى الأصدقاء .. المجتمع ! فلمـاذا وصل بنـا الحال إلى الخوف منهم إلى هذه الدرجــة ؟ لما هذا الخوف من نظرة المجتمع لنا ؟ وكيف يستمد هذا الخوف شرعيته ليرهبنا بهذا الشكل ؟ وهل يعقل أن نستمر بفعل أشيــاء لا نرغبهـا .. من أجل إرضـاء النـاس فقط !
بالتالي .. كيف نقضي على مثل هذه الآفات الاجتماعية الضارة التي تفتك بنا يوميا ؟ والتي لا هدف لها سوى الإساءة للآخر والتقليل من شأنه وإنجازاته !
من هنا تنبع أهمية تصفية ثقافة المجتمع من الأفكار السلبية الغير إنسانية ، والتي تسللت إلينا خلال عقود عبر مسلمات ، معتقدات أو موروثات خاطئة توارثتها الأجيال ..
نحن نعلم أن الثقافة لها دور كبير في ترسيخ القناعات الإنسانية لذا .. فإن الخطورة تكمن في إهمال معالجة هذه الآفة ، بمهاجمة الإنسان ، بإنسانيته وشخصه وثقافته ومعتقدة وفكره ، مما قد يتسبب بتدميره واغتياله معنويا وفكريا وأخلاقيا ، فهي تريد أن تنتزع منه البعد الإنساني وأن تبعده عن المجتمع كعضو اجتماعي فعال ..
إذاً فإلى متى هذا التخلف الثقافي من الفضول و التطفل على حياة الغير والذي يخلف الخوف مما يتسبب بانتشار الكراهية ؟
الكراهية .. هذه الطاقة النفسية السلبية غير الصحية ! فإلى متى سنرضى أن نعيش حالة من الاستبداد والقسوة لنستمتع بجلد أنفسنا ؟
أخيرا .. إن احترام خصوصية الإنسان من أهم المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يجب على الجميع الالتزام بها … فلا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الآخرين بشؤونه الخاصة ….
وهنا يحضرني شيئا مما قرأت يوما …
(ضحكت فقالوا ألا تحتشم ، بكيت فقالوا ألا تبتسم ، ابتسمت فقالوا يرائي ، عبست فقالوا بدا ما كتم ، صمت فقالوا كليل اللسان ، نطقت فقالوا كثير الكلام ،حلمت فقالوا ضعيف جبان ولو كان مقتدرا لانتقم
فاستبسلت فقالوا لبطش به ولو كان جريئا لحكم .. فأيقنت أني مهما فعلت .. رضا الناس غاية لا تدرك !! )
وبالتأكيد جميعنا عانينا من ذلك رجالا ونساء ! النفاق الاجتماعي البغيض الراسخ في ثقافتنا العنيفة ضد الآخر وعدم تقبله بشخصه كما هو ! عدم الحب والاحترام ، الغيرة ، الحقد ، الجهل وقلة الوعي ، كل ذلك يتسبب بتدخل اجتماعي وعائلي لكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع أحيانا ، بالتالي انعدام العدالة الاجتماعية !
والسؤال لماذا لا نتقدم فعلا كمجتمعات تسعى للتحضر والتغيير للأفضل ؟
إن السلوك الاجتماعي عادة ما تتكون لبنته الأساسية من مفاهيم ذاك المجتمع بفكره وتقاليده …
فاحترام حريات الآخرين هي منتهى التقدم والتحضر .. فلم نتناسى ذلك ؟ وان عدم احترام معتقد وفكر الآخر إنما ينتج عن تربية عنيفة خاطئة لا تتسع ولا مكان فيها لاحترام الإنسان بذاته وبفكرة .
فعندما احترم الآخر إنساناً وفكراً ، ظاهرا ، شكلا ومضمونا ، أكون قد هيئت لامتداد وبناء لجسور تحمل الثقة والمحبة …
فلماذا تفتقد مفاهيمنا للحياة العقلانية المنطقية التي تستمد من السلوك المتحضر والفكر الواعي ؟
ومع الأسف مفاهيمنا لا تخرج عن مفهوم ( القوي يأكل الضعيف) وأساليب التفاهم بالقوة والعنف ، وحوارنا يزخر بالكلمات القاسية والشتم والسب !
نحن حتى اليوم لا نجيد ثقافة الحوار مع الأخر كما نفتقد إلى الوسائل الحضارية في الإقناع !!
التدخل في شؤون الآخرين ، سلوك سلبي هدام نتقبله وكأنه أمر واقع لا جدال فيه !
فنجد الكثير من الناس يتدخلون في ما لا يخصهم ، من منا لم يتعرض للقيل والقال ؟ الجميع قلق ومهتم بالآخرين، يدسون أنوفهم فيما يعنيهم وما لا يعنيهم ، وكأنهم يملكون حق الوصاية على بعضهم البعض ،
.. ومن منا لا يخشى ردود فعل الناس وكلامهم ..
وأقسم بأن هناك من يفضل العيش على حاله بمأساته خوفا من التغيير ، لأن التغيير سيتسبب برفض المجتمع لتصرفه وعدم تقبلهم له .. فمنا من يفضل العيش في قوقعه ضيقه ومؤلمة خوفا من كلام الناس .. هناك من يفضل العيش تحت سقف زواج فاشل يتجرع الألم يوميا ويرفض الطلاق خوفا من كلام الناس ! فالمطلقة تخشى كلام الناس !
وهناك من يرفض وظيفة مناسبة أو ترقية تساعده على العيش الكريم إلا انه يرفض خوفا من كلام الناس رغم حاجته الماسة لها ! هناك من قهر موهبته وكبتها وظلم نفسه خوفا من كلام الناس ! وهناك من يضطر للقيام بأفعال لا يريدها خوفا من كلام الناس فقط ! وهناك من يتبنى آراء لا يؤمن ولا يقتنع بها حقيقة إنما فقط خوفا من كلام الناس ! وهناك حالات وحالات ……… الخ
وأحيانا تجدنا نلجأ لتلوين الحقيقة واختلاق الكذب دفاعا وتحصينا لأنفسنا من أقاويل الناس التي تنهش بنا دون رحمة !
الكثيرين منا عانوا من تدخل الآخرين بهم .. الأسرة أو الزملاء أو حتى الأصدقاء .. المجتمع ! فلمـاذا وصل بنـا الحال إلى الخوف منهم إلى هذه الدرجــة ؟ لما هذا الخوف من نظرة المجتمع لنا ؟ وكيف يستمد هذا الخوف شرعيته ليرهبنا بهذا الشكل ؟ وهل يعقل أن نستمر بفعل أشيــاء لا نرغبهـا .. من أجل إرضـاء النـاس فقط !
بالتالي .. كيف نقضي على مثل هذه الآفات الاجتماعية الضارة التي تفتك بنا يوميا ؟ والتي لا هدف لها سوى الإساءة للآخر والتقليل من شأنه وإنجازاته !
من هنا تنبع أهمية تصفية ثقافة المجتمع من الأفكار السلبية الغير إنسانية ، والتي تسللت إلينا خلال عقود عبر مسلمات ، معتقدات أو موروثات خاطئة توارثتها الأجيال ..
نحن نعلم أن الثقافة لها دور كبير في ترسيخ القناعات الإنسانية لذا .. فإن الخطورة تكمن في إهمال معالجة هذه الآفة ، بمهاجمة الإنسان ، بإنسانيته وشخصه وثقافته ومعتقدة وفكره ، مما قد يتسبب بتدميره واغتياله معنويا وفكريا وأخلاقيا ، فهي تريد أن تنتزع منه البعد الإنساني وأن تبعده عن المجتمع كعضو اجتماعي فعال ..
إذاً فإلى متى هذا التخلف الثقافي من الفضول و التطفل على حياة الغير والذي يخلف الخوف مما يتسبب بانتشار الكراهية ؟
الكراهية .. هذه الطاقة النفسية السلبية غير الصحية ! فإلى متى سنرضى أن نعيش حالة من الاستبداد والقسوة لنستمتع بجلد أنفسنا ؟
أخيرا .. إن احترام خصوصية الإنسان من أهم المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يجب على الجميع الالتزام بها … فلا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الآخرين بشؤونه الخاصة ….
وهنا يحضرني شيئا مما قرأت يوما …
(ضحكت فقالوا ألا تحتشم ، بكيت فقالوا ألا تبتسم ، ابتسمت فقالوا يرائي ، عبست فقالوا بدا ما كتم ، صمت فقالوا كليل اللسان ، نطقت فقالوا كثير الكلام ،حلمت فقالوا ضعيف جبان ولو كان مقتدرا لانتقم
فاستبسلت فقالوا لبطش به ولو كان جريئا لحكم .. فأيقنت أني مهما فعلت .. رضا الناس غاية لا تدرك !! )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق