بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 11 أبريل 2022
الأحد، 3 أكتوبر 2021
خاطرة
صباح بشير : أن تنمو بفكرك يعني أن تسير إلى الأمام، تنبعث باتجاه نفسك لترتقيَ بها، فتنغمس في طريقك المزدحم بالأفكار ، ويشهد على ذلك وقع خطواتك، من نفسك وإليها، من فرح بلغ حدود البكاء، تتحرر مما علق بروحك من القيود والخيبات، وتعلن قيامتك من حزن تعربش على حيطان النبض وإليه.
صباح بشير: أنا من الديار المقدسة.. رواية تقدم شهادة انسانية
صباح بشير
يمتلك أدب اليافعين خصوصية لا يخطئها قارئ أو ناقد، فهو يقوم على مقومات فنية وموضوعية محددة، كما يرصد يوثّق ويحلّل كل ما يُكتب وَيُوَجَه إلى هذه المرحلة العمرية، التي تحتاج إلى الفكرة المناسبة عند الكتابة إليها، فتعكس بذلك اهتماماتها وتعبر عنها، فالفتيان في هذه المرحلة تدور في أذهانهم الكثير من التساؤلات التي يحاولون الإجابة عليها، لذا فمن المهم أن نكتب لهم بصدق وشفافية، وأن لا نستهين بذكائهم وشغفهم وحبهم للاطلاع والاكتشاف والمعرفة، فهم عادة يتمردون على الكثير من المسلَّمَات ولا يتقبّلون المعلومات دون تحليل أو تمحيص، فالقارئ الصغير ذكي في تحليل ما تلقى وهو أصعب مراسا في الإقناع بما يقرأ من القارئ الكبير، من هنا فالكتابة لهم تساعد على تقويمهم وتجيب على أسئلتهم، وتساهم في توسيع مداركهم ومستوى وعيهم.
من هذه المنطلقات طرح الأديب جميل السلحوت روايته “أنا من الديار المقدسة” التي تقع في ستين صفحةٍ مُدججة بالمعلومات التاريخية والثقافية العامة، لتوثّق تشرح وتوضح، وتسرد التاريخ بحكاية، وقد صدرت هذه الرواية عن مكتبة كل شيء في حيفا. ولأن الفهم والتحليل عمليتان تخصان قارئ العمل الإبداعي أو ناقده، وبهدف تفسير الرواية وتوضيح علاقتها بالواقع، لذلك وفور انتهائي من قراءتها، قررت الكتابة عنها.
بعد التمعن في العنوان “أنا من الديار المقدسة” نجد أنه أول عتبة من عتبات النص، فقد امتلك بنية ودلالة متصلة به، وبعد استقرائه يمكن التوقع بماهية النص ومحتواه، ويمكننا أيضا فتح الذهن على علاقتهما الوطيدة (العنوان والنص) بالتاريخ والأحداث التي ظهرت من خلالهما، هذا التقاطع بينهما وبين الاحداث برز من الوهلة الأولى، حتى فَرَض العمل نفسه كقيمة فنية أدبية، إنسانية واجتماعية.
في حصة المطالعة في مدرسة مونتس يوري، في حي جرين بروك بمدينة شيكاغو الامريكية، سألت المعلمة تلاميذها من طلاب الصف السادس الابتدائي عن أصولهم التي جاؤوا منها، من هنا انطلقت فكرة الرواية حين أجابت لينا بأنها قادمة من فلسطين، حيث الأرض المباركة التي تحكي تاريخها، وحيث القدس مدينة التعددية الثقافية، وحيث مآذن المساجد التي تعانق أبراج الكنائس وأجراسها، فراح الكاتب يعمد إلى تعرية الحاضر من خلال الماضي، وبرؤيته الواعية تم تطويع النص لعرض الواقع التاريخي كمجال إبداعي، وذلك عبر حبكة مشوقة وأحداث تثير فضول القارئ الصغير، ليتماهى مع شخوصها ويشعر بأنها تتحدث معه وتشاركه واقعه ومستقبله.
تمكنت رواية “أنا من الديار المقدسة” من التقاط الأبعاد المغايرة للحدث، فقد شَخّصَت الهم الفلسطيني وقدمت شهادة إنسانية على الحدث، عايشت الواقع المُعاش وتأملت المستقبل، كان التاريخ أحد مكوناتها التي أوغلت في حلّ طلاسمه وفك رموزه، وعادت بنا إلى الماضي لاستكشاف الحاضر، من هنا فقد كان استدعاء الكاتب للتاريخ استدعاءً لإحيائه وتوثيقه في ذاكرة اليافعين بشكل خاص، وفي الذاكرة الجمعية بشكل عام.
مَزَجَت هذه الرواية بين رواية وطنية، تاريخية واجتماعية، وأدب الرحلة، ولعلها مهارة خاصة بالكاتب حين يقوم بهذا المزج بسلاسةٍ ويُسر وتداخل نوعي جميل، مدركاً أهمية النشء في المجتمع، الذي لا بد من إعدادهم وإشباعهم المعنوي، وذلك لتحقيق الثراء الفكري، الوجداني والثقافي فيهم، وترسيخ القيّم الأخلاقية والوطنية التي يجب أن يُربوا عليها، كالتمسك بالهوية، تقبل الاخر، روح التضامن والتعاون، الثقة بالنفس وغيرها من القيم، فكانت فكرة النص واقعية، لذا كَثُرَت الحجة والدلائل والصور، ونُقلت الوقائع بأسلوب مباشر وتحليل موضوعي عقلاني، أما العاطفة فقد رافقت النص بدءًا من الانفعال والحزن، الشوق إلى الوطن، الانتماء الى القضية ووصولاً الى الأحاسيس الوجدانية، وأما التساؤل فقد جاء دوره في بناء معاني النص، فقد استُدرِجَ القارئُ منذ البداية إلى معرفة متنامية وتُرِكَ ليكتشف الإجابة بنفسه من خلال القراءة، ثم وُجِّه بالشواهد واستعمال المنطق في التعبير .
أخيرا فالكتابة لليافعين عند السلحوت كالكتابة للكبار، وقد سبقَ له الخوض في هذا المضمار ببراعة ونجاح، استوعب في كتاباته للنشء حياة الناس والحقائق التاريخية الإنسانية، تَعايشَ مع التراث والواقع استشرف المستقبل وسلّط الضوء على ترسيخ الهوية، وعلى أصالة جذور الأرض الفلسطينية.
السبت، 7 أغسطس 2021
الليل - صباح بشير
إنها المرأة..
إنها المرأة.. صباح بشير
قراءة من وراء الزجاج/ صباح بشير
صدرت " قصّة الأطفال “قراءة من وراء الزّجاج” للكاتبة نزهة الرّملاوي هذا العام 2021 عن دار الهدى للنّشر والتّوزيع كريم، تقع القصّة التي رافقتها رسومات منار الهرم في 44 صفحة من الحجم المتوسّط.
بداية فالأب هو عماد الأسرة، ووجوده في حياة الأطفال، يعني الحماية، الرعاية والسند، وفقدانه لأي سبب من الأسباب، يعد مصدرا للحزن والألم، وأعتقد أن هذا ما كانت ترمي إليه الكاتبة في قصتها التي تدور حول الطفلة أميرة، التي فقدت أباها في الأسر، فامتلأ قلبها بالألم والحسرة على فراق والدها.أولا أريد ان أنوه إلى أن القصة لم تُنسب لمرحلة عمرية معينة، وهنا بالتحديد أشير إلى المرحلة العمرية المستهدفة لقراءة هذا النوع من القصص.
ثانيا، تفتقر القصة لعنصر "متعة المفاجأة" وما أعنيه هنا، المتعة في إثارة مخيلة القارئ لتنبؤ الأحداث، فوجودها يحفز القارئ في الاستمرار ويَزيد من رغبته في المتابعة، كما ويحقق أهم الأهداف المرجوة من القصة، ألا وهي تنمية قدرة الطفل على ربط تسلسل الأحداث وتوقع مجرياتها، وتطوير قدرته على البحث والاستكشاف وزيادة حسه الإبداعي.
ثالثا، من المهم أن تمنح قصص الأطفال لقارئها الصغير الإحساس بالأمان، وأن لا تبث الخوف والرهبة في نفسه، وذلك بتقديم ما يساعده على فهم وتفسير السلوك الإنساني ببساطه، بعيدا عن التعقيد وإثارة القلق في نفسه، فالقصة يتخللها الألم والحزن والارتباك المتجسد في الشخصية الرئيسية نتيجة للحدث المحوري المأسوي في القصة وهو غياب الأب.
رابعا، فقدان عنصر الإيجابية في القصة، حيث تم التركيز على مشاعر الألم السلبية التي عانت منها الطفلة أميرة، دور الأمّ لم يكن إيجابيا كما ينبغي في قصة تستهدف الطفل، فدور الوالدة هنا كان يجب أن يعبر عن الأمّ المحتضنة التي تقدم لابنتها الدعم والأمان العاطفي المفقود، الناتج عن غياب الأب، حزنها الشديد على غياب زوجها، ضاعف حزن ابنتها أميرة على فقدان والدها، فوجدت نفسها وحيدة عاجزة عن مواجهة واقعها المؤلم، وما يعتريه من تحديات ناجمة عن غياب الأب.
القصة من الألوان الأدبية المحببة لدى الأطفال والأقرب إلى قلوبِهم، وكتابه القصة لطفل قارئ يجب أن تحمل بين طياتها رؤية أكثر إيجابية عن الحياة، ونظرة تملؤها السعادة، لبث روح الأمل بمستقبل مشرق مزدهر في مخيلته، لا أن تؤدي به إلى الحزن والاكتئاب، التشاؤم والإحباط، لذا كان ينبغي مراعاة قدرات الطفل الفكرية ومراحل نموه الإدراكية والمعرفية أثناء بناء النسيج القصصي، وعدم إغراق القصة بتفصيلات غامضة مؤلمة لا يستطيع الطفل فهمها أو استيعابها أو التعامل معها.
نحن نعرف بأن مضمون أي قصة يجب أن يتضمن بعض القيم التي تربي الطفل على الانتماء والحب والولاء للوطن والأسرة، لكن بأسلوب يحمل الفرح والبهجة والشعور بالأمان في الوقت ذاته، إن تحقيق هذين الشرطين مهمٌ جدا لخلق نظرة إيجابية لدى الطفل، والمساهمة في دعم استقراره النفسي، لذا يجب أن لا نثقل كاهل أطفالنا بأمور تفوق قدرتهم على استيعابها وتحملها، أو التعامل معها، لأن هذا سيفقدهم توازِنُهم النفسي والانفعالي ويزيد من شعورهم بالارتباك والاضطراب.
عندما نُفقِد الطفل توازنه النفسي والانفعالي، ونشعِره بالخوف وفقدان الأمن، سيحاول الطفل جاهدا البحث عن الأمان والحماية، وهذا ما سيجعله يقفز من طفولته إلى مرحلة عمرية أكثر تقدما، ويحرمه من المرور بمرحلة طفولته الضرورية لإنتاج شخصيتُه المستقرة.
على الطفل أن يلعب ويمرح ويعيش طفولته ببراءة، لا أن يحمل هموم الأم والأب، الأسرة والوطن! فهذا ليس ذنبه ولا يقع في نطاق مسؤوليته أو قدرته على التحمل، وما أحوجنا اليوم لتعليم أبنائنا كيفية التمسك بالأمل والتفاؤل في ظل ما يعصف بنا من أحداث.
هل ينصف الإعلام العربي المرأة؟
صباح بشير
لا شك في أن وسائل الإعلام تنفرد بدورها الريادي في تشكيل الرأي العام ورفع مستوى الوعي، لما لها من تأثير كبير. بعد الأحداث التي شهدتها بلادنا العربية مؤخرا، كان من المتوقع أن يطرأ تغيير في طريقة تمثيل المرأة في الإعلام، وذلك لأهمية الدور الذي لعبته خلال هذه المرحلة، غير أن ذلك لم ينعكس بشكل كاف، وهو ما يدفعنا للتساؤل والبحث وإعادة النظر فيما يُقدم عن المرأة في الإعلام..
ظلت المرأة بدورها جزءا لا يتجزأ من مراحل التطور في العالم العربي، سياسيًا واقتصاديًا، اجتماعيًا وثقافيًا، إلا انها لم تتمكن من تحديد أهدافها ورسم خططها المستقبلية، بسبب الكثير من العوائق التي وُضِعت أمامها، لذا ظهرت الجهود النسوية وكأنها جهود عشوائية لا تتناسب مع الواقع ومتطلباته، تفتقر إلى البناء والنهج الصحيح وتحديد الأهداف وتقييم النتائج، وعلى الرغم من أن النساء تمثل نصف مجتمعاتنا من الناحية الديموغرافية، أو قد تزيد على ذلك أحياناً، إلا أن هذه المجتمعات ظلت لا تدرك الأدوار الإنمائية والانتاجية للمرأة، بل تحصرها في الدور الإنجابي والتربوي، متجاهلة دورها الكبير في المجال التنموي.
من أهم التحديات التي تواجه النساء اليوم، هي التحديات الإعلامية، فصورة المرأة في وسائل الإعلام لا تزال سلبية بينما يشهد العالم المعاصر تغيرا كبيرا، ولا يخفى على أحد ما للإعلام من تأثير قوي علينا، فنحن وبشكل لا شعوري نتبنى الكثير من المواقف والأفكار التي يتم عرضها وتسويقها لنا حول مختلف القضايا مما يسهم في تشكيل صورة المرأة في أذهاننا، سلبا أو ايجابا، وذلك من خلال البرامج والمسلسلات وما يتم عرضه علينا بكافة الاشكال والطرق، إذ يميل إعلامنا لتصوير النساء بذات الطريقة وذات المضامين، يظهرها لنا كمستهلك أو كإنسانة جاهلة، كسلعة، أو أداة جذب للتسويق، وفي أفضل الاحوال يظهرها بصورتها النمطية كزوجة أو ربة بيت، أو امرأة فاضلة أو متديّنة فقط، متجاهلا ثقافتها وطموحاتها، أو عملها وإبداعاتها، متناسياً عرض النماذج المشرفة التي من الممكن أن تؤثر على المجتمع، مع أن قلة تسليط الضوء على وجود أمثلة إيجابية للمرأة العربية لا ينفي وجودها، ولكن إبراز صورة المرأة النمطية كإنسانة ضعيفة خاضعة، بسيطة وسطحية، بلا وجهة نظر أو فكر أو آراء في القضايا الجوهرية، يطيل أمَد هذه الصورة التقليدية المزعجة، ومن الغريب أن الإعلام يقدم المرأة الطموحة كمُسترجِلة، تفتقر للمشاعر الأنثوية أو مشاعر الامومة! معتدية على التراث الفكري والديني للمجتمع، بعاداته وتقاليده، مفاهيمه ومعاييره!
هكذا تُعاقَبُ المرأة الناجحة، حتى تعمل على تصويب خطأها وتعود إلى رشدها المطلوب، حيث البيت، الأسرة وتربية الاطفال، وهذا ما يلقي الضوء على الصورة غير المتوازنة بين الجنسين، المتجذرة في الأعراف الأبوية، وتعزيز الدور الذكوري، ورغم التغيير الذي يجري على تغطية قضايا المرأة في الإعلام، إلا أننا ما زلنا نشاهد ذات النوعية من البرامج المطروحة، ومن هنا نجد أن تلك الصورة لا زالت تحاكي الثقافة الشعبية والدينية، فظلت كما يُراد لها أن تكون.
وفقا لدراسات وتقرير صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، فإن الأدبيات حول تصوير المرأة في وسائل الإعلام العربية محدودة للغاية، حيث ركزت هذه الدراسات على تحليل محتوى الدراما كالأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وعلى صورة المرأة في الإعلانات ومقاطع الفيديو، ووجدت الدراسة أن 68-78٪ من صور النساء كانت سلبية، وأن استخدام أجساد النساء كسلعة تسويقية أو كوسيلة للإثارة الجنسية، هي الصورة الرئيسية المستخدمة في وسائل الإعلام العربية، كما صُوِرَت المرأة كأمية أو ذات قدرة فكرية محدودة، عديمة الخبرة، مادية وانتهازية، أو ضعيفة وتابعة، وتم التركيز على الدور التقليدي لها باستحواذ الطبخ ومستحضرات التجميل والقيل والقال على أفكارها، وَصُوِرَت كإنسانة عاطفية (مفرطة الاحاسيس) وبالتالي غير قادرة على التفكير العقلاني واتخاذ القرارات!
من هنا على وسائل الإعلام أن تصبح جزءًا من الحل، لا أن تبقى جزءًا من المشكلة، فلماذا يفتقر إعلامنا إلى تغطية مشاركة المرأة في المجال الاقتصادي والسياسي، الفكري الثقافي والإبداعي؟ ويتجاهل قضاياها الهامة مثل تدني الأجور وحقوقها الاقتصادية وظروف العمل الصعبة؟ أو استبعادها من عملية صنع القرار؟ كما يتجاهل مناقشة القوانين التمييزية ضد النساء في العالم العربي، خصوصاً بما يتعلق بالمواطنة والجنسية، الصحة والتعليم، الميراث والملكية، قضايا التحرش في العمل، وجرائم القتل على خلفية الشرف!!!
أما عن وسائل الإعلام المطبوعة والالكترونية، فمعظمها عاجزة بالفعل عن تغطية قضايا المرأة، فهي غالبا ما تركز على اهتماماتها السطحية، مثل الموضة والطبخ، مستحضرات التجميل والشؤون المنزلية، كما تمنح قضايا الروابط الأسرية وأساليب تربية الأطفال مساحة أكبر من القضايا المتعلقة بالتنمية الاجتماعية للمرأة، ولا تلقي نظرة فاحصة على الواقع الاجتماعي للمرأة، ولا تعبر عن واجباتها ومسؤولياتها، ولا يتم إيلاء الاهتمام لموضوع التمييز الاجتماعي والتشريعي ضدها، وكذلك الأحكام الجنائية وغيرها من الأحكام القانونية التي تمنح الرجال سلطة أكبر من النساء.
أما الأفلام والمسلسلات التلفزيونية فهي في غالبيتها غير واقعية، تركز على القضايا الهامشية للمرأة ولا تلتفت الى قضاياها المحورية، وكثيرا ما تصور النساء كسلعة جنسية، وبأنها لا تستطيع تولي مناصب قيادية، من المؤكد أن مثل هذه التمثيلات تثبط من تعزيز دور المرأة وتقدمها.
إن تمثيل المرأة من قبل الإعلام بشكل واقعي متوازن، وأكثر دقة، يشكل تحديًا هائلاً في هذه المرحلة، فتعزيز صورتها لا يتم إلا من خلال رصد أنواع التمييز ضدها، وزيادة الوعي بقضاياها وحقوقها، ونظرًا لإدخال الوسائل التكنولوجية التي أحدثت تطورا في المجال الإعلامي، يمكن الآن للإعلام أن يكون وسيلة قوية للتغيير الايجابي، وذلك بتكريس الاهتمام والموازنة في التغطية البنّاءة لمشاكل المرأة، فبناء مستقبل مستدام مشترك للجميع يتطلب منا التعاون، وعدم ترك المرأة مبعدة وحيدة، تسير خلف الركب.
-صحيفة رأي اليوم
الاثنين، 12 يوليو 2021
صباح بشير: اللعب على أوتار القيم !
توفر تكنولوجيا الاتصال الكثير من المزايا والفرص لطرح القضايا الاجتماعية والفكرية والثقافية المعاصرة، فهي تعد الدائرة المعرفية الأولى لتبادل شتى المعلومات العلمية والاخبار، خصوصا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي بدورها تجمع النخب، وتسهل تواصل المجتمعات الإنسانية.
في السنوات الاخيرة، بدأت التعددية الثقافية تقلب المفاهيم والمعتقدات السائدة في مجتمعاتنا المحافظة، مما شكل تحدياً سافرا أمام بعض المُسَلّمات، أحيانا بإعادة صياغتها لتتناسب مع المفاهيم الجديدة التي بدأت بالانتشار، وأحيانا أخرى برفضها ونبذها، خلقت منصات التواصل الاجتماعي نوعًا مختلفا من النقاش، فغدت أداة قوية مؤثرة على الرأي العام، وعلى منظومة القيم الخاصة بمجتمعاتنا، وعلى ذلك الخطاب الثقافي السائد فيها.
في ظل مئات القنوات الفضائية العربية، والمنصات الإعلامية الجديدة التي تقدم شتى أنواع البرامج، وجدت الدعوة الى الديّن مكانًا حيويًا وموضوعا رئيسيا فيها، فتلك القنوات التي تعمل على بث البرامج الدينية بشكل مستمر ومتواصل، ساهمت في انتشار الأفكار الدينية والآراء المتطرفة بين الناس.
جميعنا يعلم مدى تأثير هذه الوسائل في بلورة وتشكيل الرأي العام، ودعم الأفكار والقضايا أو المواقف، بقبولها أو برفضها، كل ذلك أدى إلى تحول كبير في تغيير قناعات المجتمع تجاه الكثير من القضايا.
تمتع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بحرية التعبير وإيصال الأفكار، غدت هذه المنصات منبرًا خصبا للجماعات المتطرفة التي تطمح لنشر أفكارها واستقطاب الشباب عن طريق غسل أدمغتهم بمعلوماتها! لقد أثرت فعليا على تشكيل الوعي لدى الجيل الشاب وسلوكياته الدينية، خصوصا في المناطق التقليدية المحافظة، فأصبحت هذه الوسائل الاعلامية، المنصة الاولى لنشر الأفكار السلفية والفتاوى الدينية، تثير الضجة وردود الأفعال المتباينة.
من المفارقات أننا بتنا نشاهد حسابات باسم علماء الدين المتوفين، أنشأها أتباعهم الدينيون والفكريون، وذلك للوصول إلى أدمغة وعقول الأجيال الشابة!
لم يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على رجال الدين، بل يلتزم الكثيرون بنشر تغريداتهم الدينية المتنوعة، من الأحاديث والفتاوى وغيرها، خصوصا خلال شهر رمضان ومواسم الحج والاعياد والمناسبات الدينية المختلفة، حيث يتم تحميل الصور ومقاطع الفيديو التي تقدم لنا إحساسًا بالروحانية الافتراضية!
لقد غيرت هذه الظاهرة طريقة الدعوة الى الدين، وذلك بإتاحتها الفرصة للشباب للتفاعل مع بعضهم البعض بطرق حديثة، فبعد أن كانت مجتمعاتنا العربية مفصولة جغرافيا، كُسِرَت الحواجز وتمكن الجميع حول العالم، خصوصا أولئك الذين يعيشون في الغرب، من التواصل الديني، فقد أتيحت لهم الفرصة للمناقشة والتداول في الممارسات الدينية والطقوس والفتاوى وغيرها، مما أدى إلى تعزيز ظاهرة التدين عالميا، مع اعتقاد هؤلاء الناس بأن هذه المنصات الاجتماعية الرقمية، قد تمهد الطريق لكسب التضامن العالمي للدين، من خلال نسج الروابط بين أفراد المجتمع الإسلامي في جميع أنحاء العالم.
تمثل الرقمنة المستمرة للإسلام أو أسلمة العالم الرقمي تحديًا للدين الإسلامي في القرن الحادي والعشرين، حيث تقاوم المجتمعات المنغلقة تأثير العديد من المواقع الثقافية والفكرية، وكذلك الانفتاح المستمر والحداثة، وبعودة صعود الإسلام، غدت السلطة الدينية مجالًا هاما متنازعًا عليه، لذا تآزَرت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في اكتساب واستعادة مكانة الدين في حياتنا الاجتماعية المعاصرة، من خلال اللعب على أوتار القيم، تلك التي تساعدنا على النمو والتطور إن كانت سليمة ومتوازنة، وتحمل أبعادا إنسانية سامية، لكنهم وباستخدام الانترنت، دفعوا بالمجتمعات نحو إنشاء المستقبل الذي يريدون له أن يكون! فلماذا لا ننتبه لهذا الخطر الماثل إلينا بعباءة الدين وثوب القداسة؟!
الأربعاء، 7 يوليو 2021
صحيح
مقومات الثقافة والفن والأدب تحمل قدرا واسعا من الإبداع الذي يدفع بالذوق العام إلى الارتقاء، فمتى تحلى الفرد بالذوق الفني والثقافة، سيمتلك نظرة جمالية لكل ما يراه من حوله ويصبح أكثر توازنا، مما يضفي على حياته لمسة إنسانية مؤثرة في سلوكه وتفاعله الاجتماعي.
خذ القرار
معظم الناس لا يقدِّرون تضحياتك حتى تستنزف جُلَّ طاقتك فتتوقف، ولا ينتبهون إلى يدك الممتدة إليهم دائما حتى تقرر سَحبها، الاسوأ انهم لا يلاحظون حضورك حتى تقرر الانسحاب فتغيب! حين تتواجد بين هؤلاء خذ القرار ولا تتأخر ، تَرجَّل باحثا عن نفسك واحفظ عليها أصالتها وجمالها.
مسؤولية
على عاتق المثقف الكثير من المهام، فهو الجندي الأول في معركة الثقافة والتوعية والتنوير، وهو ضمير عصرنا الحي إذا ما تمكن من البقاء صامداً نقياً مُحافظاً على بوصلته الأخلاقية من الشوائب، متمسكاً بإنسانيته وأخلاقه، متواضعاً متعاطفا، يقف إلى جانب كل مقموع ومقهور ومُضطَهد على هذه الأرض .
لنقرأ
يجب توفير الوقت للقراءة ما أمكن، وأقل ما يمكن عمله هو استغلال الوقت الضائع من يومنا بتلك الأداة الممتعة المدهشة، والتي لا يجب الانقطاع عنها أبدا.
الحرية
من الحرية تنطلق النهضة وتنمو المجتمعات، الانسان الذي لا يملك حريته لن يتمكن من صنع الحياة، من تسحق إرادته وشخصيته، لا يتفاعل ولا يتجاوب، هو عاجز عن توظيف طاقاته الإبداعية الخلاقة، لذا لا يتقدم ولا يتطور، نظرا لعجزه عن العطاء.
نمو فكري
أن تنمو بفكرك يعني أن تسير إلى الأمام، تنبعث باتجاه نفسك لترتقي بها، تنغمس في طريقك المزدحم بالأفكار ، فيشهد على ذلك وقع خطواتك، من نفسك وإليها، من فرح بلغ حدود البكاء، تتحرر مما علق بروحك من القيود والخيبات، وتعلن قيامتك من حزن تعربش على حيطان النبض وإليه.
صباح بشير: عن رسولة العطر والغیاب
يمثل الأدب مصدراً للهوية ويسهم في بناء المجتمعات، يستمد أهميته من وصفه للواقع بكل صوره وأشكاله، فهو يقدم لنا النماذج على صعيد الفرد والجماعة، وذلك في إطار حالة إنسانية أو حدث ما، كما يساهم في الارتقاء بمفاهيم المجتمع، كذلك ويلقي الضوء على تجارب المبدعين، تلك التي تثري التجارب الانسانية وتضيف إليها، وعندما نقرأ نصا أدبيا فإننا نقرأ تجربة حية كُتبت برؤية كاتبها وعيونه، لتعبّر عن مشاعره وأفكاره، هكذا تتاح لنا فرصة المعرفة والتعاطف مع من خاضوا تجارب الحياة المختلفة، فنتعلم الكثير منهم عن ظروفٍ وأحداث لم نعرفها سابقا، خاصة لو كانت هذه التجارب تتحدث عن الفقد أو موت أحد الأحبة.
مؤخراً كنت قد قرأت كتاب “رسولة العطر” للسيدة الأديبة أمل المشايخ، والذي أهدته الى روح زوجها المرحوم الشاعر عاطف الفراية، فكتبت تقول: “إلى عاطف حين ظلَّ حاضرًا رغمَ أنفِ الغياب”.
“رسولة العطر” هو مجموعة من النصوص في التأمّل، الحب والفقد والألم، كُتبت بلغة شفّافة وأسلوب رقيق، إذ تطل علينا أمل لتصف أمور قلبها وشؤون روحها باختزال شديد، لقد شعرت بأني وقعت على تحفة أدبية مدهشة بين طيات الكتاب، تقطر حبا وعشقا.
كتبت أمل برؤيتها الخاصة، فظَهَرت في قالبٍ يحمل جزءًا من روحها أحيانا، أو يحمل فلسفتها في تجاوز الألم أحيانا أخرى، هكذا استرسَلَت ومَضَت في عرضِ الفكرة، محاولةً قدر الإمكان التركيز على ذات السياق، مبتعدةً عن الفذلكة الكلامية، معتمدةً أساليب هادئة يسيرة، لتقبض على اللحظة الجمالية وتعبر عن ما بَدَأَت به قائلة :
كلما ذكروا الغيابَ تحسست قلبي
قلبي الذي كلَّما هبَّتْ ريحٌ صوبَ الجنوب
أرسلَ سلامه مع العابرين
العابرين الذين على وقعِ أقدامِهم
يعلو وجيبُ قلبي.
أَتْقَنَ الغِياب فأتقنت هي الحنين، هو العشق إذن، حالة خاصة نعيشها مرة كلحظة الميلاد، حيث المتناقضات، الألفة والانسجام، الحزن والفرح، الموت والحياة، وأمام تلك الحالة الشعورية وبعد كل عنوان تشدنا أمل بحرفية التصوير والوصف، فتمزج بين الماضي والحاضر وتجمع بين الأمكنة والأغنيات والأحلام، الأسئلة، المواقف وكل التفاصيل، وتعبر عن ما يختلجها من العواطف والأحاسيس، فتروي لنا الحكاية وقصص الغائبين، بنَسَق بديع ودروس في الاحتواء والوفاء، وشفافية تسمو بنا الى السماء..
أردْنا أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
كما يفعلُ عاشقان صغيران
يتجرَعان كأسَ الحبِّ للمرَّةِ الأولى
على السِّدرةِ ثمَّةَ صِغارٌ يطوفون بالعاشقين
كانوا يعابثون الفينيقَ
ويصفِّقُ بأجنحتِه
ما زلْنا نحاولُ أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
عادَ الفينيقُ إلى الأرضِ وحيدًا
يا بؤسَها الأحلام !
تكمن الجاذبية عند قراءة هذه النصوص في الأحاسيس التي يثيرها هذا البوح الإنساني العذب والذي يعبئ عند القارئ ملكات فكرية ونزعات عاطفية، وكأن أمل تبث شكواها إلينا لتخفف بذلك لوعة الفراق، لعل ذلك يؤنسها ويداوي الجراح.
تتألم أمل بصمت، تحمل حزنها والبهجة في آن، تجسد الوفاء وتلك الصورة الحقيقية لحبها وصفا ومحاكاة، فحين يغيب الحلم وَيُغيِّبُ الموت أحد الأحبة، تبقى رؤى المبدع هي من تبلسم ذلك الضّعف الإنسانيّ وتداوي الجراح. يحضرني الآن ما كتبه شاعرنا الكبير محمود درويش : الموت لا يوجع الموتى .. الموت يوجع الأحياء !
أما أمل فقد كتبت تقول:
أحمر هذا الدم
ووردي هذا الحب
فهلا أتينا بلون سواء بينهما
لو أن الأبيض يأتي لانجلى شيء من هذا الغبار
سيكون ثمة لون ثالث
ربما بلون الشفق
ربما بلون الأرجوان
لكنه ليس دما
لكنه ليس كفنا
كم يؤلمنا مهرجان هذي الألوان!
صباح بشير: التراث وعلاقته بالحداثة
من أهمّ المفاهيم الّتي انشغل بها الفكر المعاصر التراث وعلاقته بالحداثة، تباينت المقاربات والنظريات في تناول هذه القضية، فمنها النّظرة التقليدية المتمسكة بتراث الماضي، النظرية الليبرالية التي ترفض العودة الى الخلف، ونظريات تحاول التمسك بإيجابيات الماضي مع الانفتاح على الحضارة الغربية.
يعود اختلاف المفكّرين والباحثين في تناولهم لمسألة التّراث والحداثة للعوامل الأيدولوجية ودورها في التعامل مع هذه الجدليّة، انطلق بعضهم من منظور الحداثة الغربيّة لنقد التّراث، فدعا الى التغيير وإعادة قراءة التراث ليكون مواكبًا للحضارة، العديد من الباحثين قاموا بإعادة النظر في الفلسفة والعلوم الإسلامية، وذلك لمحاولة الكشف عن فلسفة إسلامية تتماشى مع الحداثة والمعرفة والعلم، فمثلا المفكر علي شريعتي قام بإعادة النظر في المصادر الكلاسيكية على نطاق واسع، لإظهار توافق الإسلام مع الأيديولوجيات الحديثة لا سيما الاشتراكية والقومية، ينطبق هذا الأمر على المفكر الطيب التزيني الذي اعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي، والفيلسوف حسين مروة الذي قدم كتاب “النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” وركز على احتواء الفلسفة والفكر الإسلامي على وجهات نظر وأساليب مادية متقاربة نوعا ما مع الديالكتيك المادي، أما المفكر محمد عابد الجابري فقدم مساهماته في تحليل المعرفة في الثقافة العربية ونقد العقل العربي، عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية ودراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي، ابتكر مصطلح “العقل المستقيل” ذلك العقل الذي يتجنب مناقشة القضايا المحورية الهامة، مشيرا إلى أن العقلية العربية بحاجة إلى إعادة الابتكار. في كتابه الأصول الاجتماعية للإسلام طرح أستاذ علم الاجتماع محمد بامية العديد من الاسئلة، وَوضّح أننا بحاجة إلى الشجاعة وكسر الحواجز لنصل الى الفهم الصحيح، والى المزيد من الاثباتات التاريخية والأدلة الأركيولوجية خاصة وأن التراث العربي في مجمله ضد الحداثة، أما المفكر هشام شرابي فقد تناول التغييرات الهيكلية داخل العالم العربي خلال القرن الماضي والتي أدت إلى “النظام الأبوي الجديد” بدلاً من الحداثة، وفسر ذلك بأنه نظاما أنتجه ذلك التغيير الاجتماعي الذي افتقر إلى الإحساس بالأصالة، كما تناول السلوكيات الاجتماعية، هيكل العائلة العربية، العجز، التبعية، الوعي والتغيير، المثقف العربي وتحديات العصر.
بينما تسعى العديد من هذه الدراسات وغيرها إلى اكتشاف السبب الجذري للركود والتخلف المعاصر من خلال الاستقصاءات التاريخية، تسعى العديد من الدراسات الأخرى إلى الكشف بنفس الأسلوب عن ديناميكية التراث وقدرته على التكيف مع مختلف الانظمة الاجتماعية والادعاءات الأيديولوجية، من بين أهم مؤسسي النهج النقدي المفكر والمؤرخ محمد أركون الذي رفض الفصل بين الحضارات، قدم فكره “نقد العقل الإسلامي” وتساءل عن تاريخ المفاهيم المركزية، كالدين والمجتمع، الحلال والحرام، العقل والضمير، المعرفة التاريخية والعلمية والفلسفية إلخ. أما مؤرخو الفكر والأدب فقد تطرقوا أيضا إلى هذه المفاهيم، لكن ومع الأسف لا زالت الحواجز قائمة في طريق المعرفة، بالإضافة إلى إشكاليات التطبيق بين الاديان والتاريخ والفلسفة، والعلوم المعرفية والسياسية والأدب، خصوصا فيما يتعلق بالأنثروبولوجيا التي لم تزل غائبة عن الأذهان بفروعها، والتي تدرس التصرفات الانسانية وبناء الثقافات البشرية، أداءها ووظائفها في كل زمان ومكان، كذلك وتأثير اللغة على الحياة الاجتماعية وتطور الإنسان بيولوجيًّا، وثقافات البشر القديمة.
في سياق مناقشة الموقف من الحداثة لن ننسى مسألة الجندر، أستاذة الاجتماع فاطمة المرنيسي كتبت عن المساواة بين الجنسين وحقوق النساء، وعن موقف الإسلام من المرأة وحللت تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة، مثال آخر يتمثل في أعمال الاستاذة ليلى أحمد والتي كتبت حول المواضيع المتعلقة بالعلوم الإسلامية والدراسات النسوية.
وعن الأعمال الأدبية التي ناقشت فكرة التغيير في مجتمعاتنا، فلضخامة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الحاصلة كُتبَ الكثير منها، وبرز العديد من الروائيين الذين ركزوا على إعادة بناء التاريخ والمجتمع بشمولية، الأديب والناقد الحداثي عبد الرحمن منيف أحد أعمدة السرد العربي في العصر الحديث، مزج الأدب بالسياسة، كتب ضد القمع واستلاب الحرية، وَثّقَ في أعماله التحولات في العلاقات الاجتماعية والعادات، والتوترات الناتجة بين الأصالة وعدم الأصالة في الخيال العام، كان يتعمق في قلب الحياة الثقافية العربية مطّلعا على النتاج الثقافي، دون أن يتغاضى عن ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات. الكاتب جمال الغيطاني استلهم التراث المصري ليخلق تجربة ناضجة من خلال أعماله، خصوصا روايته المعروفة “الزيني بركات”، أما مسيرة نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فتم تكريسها لإعادة بناء معقدة ودقيقة للغاية لعلم النفس الاجتماعي وعلاقته بالأعراف والتقاليد، فقد كان متميزا في استخدام مخزون واسع من الأمثال والتقاليد والعادات والسلوكيات التي تضمنتها أعماله، حيث جمعت هذه الأعمال بين التوجهات البحثية لفهم المجتمع وتاريخه، والهياكل الاجتماعية والمؤسسية والعقليات، والأخلاق التي تحكم التفاعلات اليومية على مستوى الشارع والحدث.
أخيرا فالحداثة قد تجاوزت التراث، والعلاقة بينهما متنافرة متضادة، ولا أعتقد أن هناك إجابة كافية على كل الاسئلة المطروحة، فهل يمكن مواكبة التقدم دون المّس بالتراث؟ هل تعتبر إعادة قراءة التراث أداة من أدوات التحديث؟ وهل من الممكن قراءة الذات التراثية بكل ما أنتجت على ضوء التطورات والازدهار الحضاري الذي يشهده العالم؟
الثلاثاء، 4 مايو 2021
يدا بيد نحو مجتمع أفضل
صباح بشير
تمثل الإناث نصف سكان العالم وبالتالي نصف إمكانياته، وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على النشاط النسوي إلا أن النساء في مجتمعاتنا العربية لا زالت مستمرة في مواجهة التهميش وعدم المساواة، تلك اللازمة لإطلاق إمكانيات المجتمع السليمة. يعود السبب لعدم إحراز تقدم حقيقي في مجال حقوق المرأة في العالم العربي لصمود النظام الأبوي وخضوع المرأة للمعتقدات الثقافية والتقاليد السائدة في هذه المجتمعات، كذلك للسلطة القائمة على الطبقية والجنسانية.
منذ نهاية القرن التاسع عشر بدأت نساء الطبقة الوسطى والنخبة في دخول معترك الحياة العامة، وذلك من خلال تأسيس الجمعيات الخيرية والنقابات النسائية التي دعت للمزيد من الحقوق في الزواج والتعليم، لم تكن هؤلاء النسوة “يقاومن النظام الأبوي” بل رأين أنهن يساهمن في النضال ضد التخلف، فأصبح ظهور المرأة علامة رئيسية للهوية بالنسبة للطبقات الوسطى الناشئة وتجسيدًا لمفهوم الحداثة.
المفكر المصري قاسم أمين رأى أن وضع المرأة المسلمة أحد أسباب التخلف، وفي كتابه تحرير المرأة عام1899م، كتب أن المرأة هي العمود الفقري للمجتمع، وربط أسباب التخلف بنقص تعليم المرأة والحجاب وخضوعها للرجل، ثم بدأ في الدعوة إلى ضرورة رفع مكانة المرأة من منطلق وطني وأخلاقي، وألقى باللوم على التقاليد في اضطهاد المرأة، واستخدم النصوص القرآنية لإثبات حقوقها.
يقع اللوم على عاتق النزعة المحافظة المتزايدة منذ نهاية السبعينيات، فقد كانت الخمسينات حتى السبعينات من القرن الماضي تشهد نظرة أكثر علمانية، وربما كانت ثورة 1979م في إيران هي المحور الأكثر وضوحًا في التوجه نحو التعصب، أما الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979م فاستخدم الجماعات والأيديولوجية الإسلامية المتطرفة لمحاربة الشيوعية، كما أدى استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى تغذية التطرف، ومن أفغانستان حتى المغرب، اكتسبت الحركات المحافظة أرضًا خصبة مما زاد من ترسيخ الفكر الديني المتشدد الذي كان في جوهره كارهًا للمرأة.
صعود الحركات الراديكالية بعد عام 1967 م – مصر نموذجا .
عند التفكير في الاضطرابات التي انطلقت بعد عام 1967م ، والتي كشفت عن بعض أوجه التشابه المثيرة للاهتمام مع الفترة من 2011م حتى 2013م ، فقد أدت هزيمة عام 67م إلى التشكيك في شرعية المشروع العربي وإلى حقبة جديدة في السياسة العربية. في مصر أطلقت الصدمة العميقة العنان لحركات معارضة جديدة بسبب الغضب من تلك الهزيمة، وذهبت مطالب المتظاهرين والطلاب الراديكاليين إلى أبعد من ذلك، فقد نادوا بمزيد من الحريات السياسية، كانت قضايا حقوق المرأة وتحريرها تخضع للأهداف الوطنية والسياسية لمقاومة الإمبريالية والاستبداد والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، أقرّ قادة الحركات بضرورة حشد النساء للمشاركة كوسيلة لتحديث المجتمعات العربية، نجحت هذه الحركات في حشد الشابات للمشاركة في النشاط السياسي، وأتاحت الاضطرابات التي أعقبت عام 1967م فرصًا لتجاوز المعايير السائدة بين الجنسين، وخلقت بيئة اجتماعية متغيرة بدأت فيها الحركات النسوية والاجتماعية بالظهور لتحدي الوضع السياسي والجيوسياسي والاجتماعي، ومع أن هذه الحركات كان لها مواقف إشكالية من الناحية الأيديولوجية تجاه المساواة بين الجنسين، إلا أنها وفرت أرضية لتجاوز المعايير السائدة للاحترام الجنساني، من خلال المشاركة في المظاهرات وتحدي السلطة، هكذا قامت النساء بمواءمة أدائها للبنى الجندرية الجديدة مع مقاومة الوضع الاجتماعي والسياسي والجيوسياسي في ذاك الوقت.
بعد توقيع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979م ، بلغ الدعم الأمريكي لمصر مليارات الدولارات كمساعدات كانت تستهدف في حقيقتها الثورة المضادة والقوى السياسية الراديكالية والنوع الاجتماعي، حاول الرئيس السادات تقويض الحركات السياسية الراديكالية من خلال السماح للإسلاميين بالعمل علانية في حرم الجامعات، كان دعم السادات للطلاب الإسلاميين وتقاربه الأوسع معهم وسيلة لمواجهة تأثير الجماعات السياسية الناصرية واليسارية، وكان بمثابة إشارة للانفصال عن نظام التحديث العلماني لعبد الناصر الذي كان يشجع على نسوية الدولة، تعكس هذه المواقف تنامي النزعة الاجتماعية المحافظة التي كان يحث عليها الإسلاميون، وعلى الرغم من ذلك بدأت المنظمات والمبادرات النسائية المستقلة بالازدهار، فمثلا قامت نوال السعداوي بتأسيس جمعية تضامن المرأة العربية التي طرحت موضوع العنف ضد المرأة، وبذلك أتيح الدور لعودة ظهور الجمعيات النسائية المستقلة في مصر مما أعطى للمرأة مساحة للتعبير عن خطاب جندري جديد.
في عام 2000 م اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ثم بدأت الحركات الشعبية في الظهور، لم تكن قضايا حقوق المرأة على جدول الأعمال، إلا أن المرأة قد برزت في هذه الحركات على عكس الحركات الثورية بعد عام 1967م، وللأسف لم تكن هنالك أي محاولة لإدراج قضية المرأة.
في مصر وبين عامي 2011و2013 م تمكنت النساء من إعادة إدخال “قضية المرأة” في الحركات الشعبية وذلك استجابة لزيادة العنف ضد الناشطات، وفي ظل حكم المجلس العسكري والإخوان المسلمين، برزت المنظمات النسائية الجماهيرية، كانت الناشطات المصريات في الطليعة، يناضلن من أجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية، رفعن مطالب خاصة بالنوع الاجتماعي وفيما يتعلق بمشاركة المرأة وسلامتها الجسدية، نجحت النساء في دمج وتحويل معايير النوع الاجتماعي إلى مطالب بتغيرات اجتماعية وسياسية أوسع، وتحرك نظام ما بعد يوليو 2013م لتوسيع حقوق المرأة من خلال الدستور وقانون مكافحة التحرش الجنسي لعام 2014م ، هكذا جسدت مشاركة المرأة في الحركات الراديكالية التحول الاجتماعي والسياسي، بما في ذلك تغيير المعايير الجنسانية.
على الصعيد الاقتصادي .
من الخطأ عدم ربط الأبوية والذكورية بالطبقية والقهر الاقتصادي والاجتماعي، فالسبب الرئيسي للخسائر الاقتصادية هو الحواجز القانونية المستمرة والأعراف الاجتماعية التي تعيق وصول المرأة إلى فرص العمل والابتكار، فقد ثبت أن تمكين المرأة يحفز الإنتاجية والنمو الاقتصادي، إذ يمكن للمرأة أن تسهم في اقتصاد البلاد، لأن عمالة المرأة يمكن أن تحسن دخل الأسرة المعيشية بدرجة كبيرة وأن تُخرج العديد من الأسر من براثن الفقر.
المشكلة متشعبة، منهجية ومؤسسية، وتتلخص في النظام العالمي برمته، فهو نظام طبقي عنصري، يرتبط بالرؤية الذكورية القائمة على التفرقة ويرسخ مبدأ “اللامساواة” بين الجنسين، ولا يمكن لهذه الفجوة أن تتقلص إن لم تشمل هذه المساواة جميع طبقات وفئات المجتمع، وهنا لا بد أن نعيد الحديث عن الخطاب الإسلاموي، فلا يمكن تجاهل التغييرات التي حدثت في مجتمعاتنا نتيجة لهذا الخطاب المرتبط بالإسلام السياسي والتطرف السلفي الديوبندي، الذي عمق الرؤية الذكورية مما أدى الى تراجع البنى الثقافية في مجتمعاتنا.
الفيلسوف الفرنسي ديكارت قال: أنا أفكر إذا أنا موجود، ولكن هل التفكير وحده يكفي لتحقيق الطموح وتغيير الواقع؟ لا بد للأفكار أن تخرج الى النور، ومن هذا المنطلق نحتاج إلى تمكين فكري قبل أي تمكين آخر، وبهذا المفهوم يجب مناقشة قضايا المرأة في إطارها الفكري والتاريخي العام، يجب السعي نحو تحقيق عدالة النوع الاجتماعي وصولا إلى الوعي بضرورة تغيير مفاهيم المنظومة التربوية القائمة على الفكر الذكوري، وهذا ما يتطلب ثورة فكرية تبدأ بالإنسان أولا…
صحيفة رأي اليوم
30-4-2021
الأحد، 27 ديسمبر 2020
مع الأسف!!
إن شر الناس من تطفل عليهم واقتحم خصوصيتهم ! فهل ندرك أن لا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الغير بشؤونه الخاصة ! الإنسان هو كائن حر مستقل له كامل الحق في التعبير عن نفسه وأخذ قراراته الشخصية دون أي تدخل من قبل الاخرين، فَلِمَ نتقبل ان يُهمّش الفرد لصالح منظومة المعتقدات والأعراف والعادات الرجعية المتخلفة؟ ما الذي يمنعنا من الخروج من هذه القوقعة ؟
ميلاد مجيد
عيد الميلاد المجيد هو عيد للمحبة والفرح، يحتفل به العالم في ظل أوضاع استثنائية، فالمعاناة وصعوبات الحياة ومآسيها التي تمر بها معظم البلاد العربية لا زالت مستمرة، وعلى الرغم من ذلك نحاول تخفيف وطأة الأحداث بمواساة أنفسنا وبتهنئة بعضنا البعض، لذا دعونا نبادر بنشر المحبة حيث البغضاء، والتسامح حيث الإساءة، والوفاق حيث الخصام، والرجاء حيث اليأس، والفرح حيث الحزن ، وهذا ما نحتاجه قولا وفعلا في هذه الظروف القاسية .. أتمنى أن يحلّ السّلام ويعمّ الوئام والازدهار في بلادنا والعالم أجمع .. وكل عام والجميع بخير ..
الجمعة، 11 ديسمبر 2020
صباح بشير: حول السلسة القصصية الجديدة للكاتب محمود شقير
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة مجموعة من القصصِ الجميلة التي تثري عقول الأطفال واليافعين وهي : سلسلة الخالة مريم ، مغامرات مهدي وجمانة ، سلسلة حب الوطن .
أبدع الكاتب الفلسطيني محمود شقير في كتابة القصة والرواية للكبار والصغار ومختلف الأعمار، قدم الكثير من المؤلفات، كما كتب أربع مسرحيات وعدة مسلسلات تلفزيونية، وقد ترجمت بعض أعماله لعدة لغات، ومن خلال أعماله السابقة أنشأ الكاتب بينه وبين القارئ الصغير اتصالاً وتفاعلاً مباشراً، ثم واصل ما بدأه من الإنتاج . فقدم هذه المرة مجموعة متميزة بأساليب سردية قام بتنظيم أحداثها وشخصياتها ومكانها، لتُكسب الطفل القدرة على الوصف والتعبير والتدقيق والملاحظة، وذلك لإثراء عقله وتفكيره، معلوماته ، ومعجمه اللغوي، وباختيار مواضيع تغرس في نفسه حب الوطن والشعور بالانتماء اليه.
أما عن بَطليّ القصص “مهدي وجمانة” فمن خلالهما تمكن الكاتب من اعطاء تجربة تفاعلية شاملة، فحرص على تلائم النص والمضمون مع تصورات الأطفال وخيالهم الغض، وذلك لجعل القراءة بالنسبة لهم متعة وهواية محببة، كما بَسَّطَ و أَعَدَّ العمل ليخوضوا تجربة غنية بالمعنى الذهني، وذلك لتتحرر عقولهم ، وتُغرَس فيها أفكاراً ذات قيمة ومدلولات عظيمة، فتتربى نفوسهم وتتهذب، وتُزرعُ فيها قيم الحب والخير والجمال .
أما عن تجارب الحكايات التي وردت في النصوص، فهي تضفي إلى عالمهم المعرفي رسائل ذات مغزى وفضائل متعددة، كما وتعرفهم على واقع وظروف هذا المجتمع ، وتقاليده وثقافته، وتوسع آفاقهم ، وتزودهم بفهم أوسع وقدرة على مواجهة المواقف، وذلك من خلال تصرفات ومواقف مختلف الشخصيات، التي وقفت وواجهت تحديات مختلفة تستهدف وجودها وهويتها .
ركزت هذه المجموعة القصصية على تعليم الأطفال بعض الأساسيات من خلال اعتماد أسلوب التبسيط للمعاني والمفاهيم المجردة ، فمثلا الألم والمعاناة جزء لا يتجزأ من الحياة كما الأوقات السعيدة والمفرحة، وكذلك تعليم الأطفال أن هناك أهداف سامية يعيش من أجلها الإنسان في هذه الحياة كالتضحية والفداء وحب الوطن.
أما عني شخصياً فقد تأثرتُ بقصة “كلنا شجر” ، فبطلة القصة جُمانةُ وقفت بصلابة في الحقل لحماية الشجر من قطعان المستوطنين، شَعَرَت بأنَّها شَجرة، وشعر مَهدي أيضا بأنَّه شَجرة، نظر مهدي وجُمانةُ الى مئات الرجال والنساء والأطفال الواقفين في الحقول ثم قالت جمانة: أنا لستُ الشجرةَ الوحيدةَ هُنا فأنا شَجرة، وأمي شجرة، ومهدي شجرة، وهؤلاء الرجال شجر، والنساءُ شجر، والأولادُ والبناتُ شَجر! هنا يحاول الكاتب تصوير الأوضاع للقارئ الصغير والتي لا يمكن فصله عنها بطبيعة الحال، ثم يقوم بإضافة بعض القيّم السامية كالصمود وحماية الأرض والشجر والممتلكات وغيرها.
الشكر للكاتب الكبير لطرحه ومناقشته هذه المسألة الإنسانية، التي تشتمل على العديد من المعاني التربوية الهادفة، فخلف كلّ شجرةٍ في هذا الوطن حكاية أصيلة، وأشجارنا المعمّرة تخزّن ذكرياتنا كما تُجسد تاريخنا، وهي تشهَد على الأحداث من حولنا بمرور التاريخ عليها، جذورها المغروسة في العمق تزخر بالموروث من القصص والأهازيج والأغاني الشعبية، كان أجدادنا يحتمون بظلالها ويعتاشون على ثمارها، ويتظللون بظلها ويتركون أمتعتَهم ومحاريثَهم عندها، ويعلمون أبناءهم كيفية الحفاظ عليها والاعتزاز بها وعدم التفريط فيها، فهي رمز العطاء المشحون برمزية البقاء والصمود على الأرض.
نعم ...
لا تخجل من ذلك التطور الإيجابي الذي حصل في شخصيتك، من حقك إعادة تشكيل ذاتك بالطريقة التي تناسبك وتغيير قناعاتك بما يتلائم مع نموك الروحي والفكري، كذلك وإعادة ترتيب أولوياتك والأشخاص في حياتك، كل بحسب تصرفاته ومواقفه نحوك .
الاثنين، 7 ديسمبر 2020
موسيقى
إن ما نحياه من الرتابة والروتين قد يؤذينا لولا حضور الموسيقى في ثنايا الحياة من وقت لآخر، فلولاها لما زهت حياتنا بمتعة الحياة ، إنها تُعلمنا الخروج عن المألوف بلغة تحاكي الواقع بملامح الجمال فتلامس أرواحنا بعذوبتها، وكأنها آتية الينا من عالم السحر والخيال، ذلك الممتزج بالقصص والأحلام والروايات، كحكايات ألف ليلة وليلة، تلك التي ألهمت الشعراء أجمل ما كتبوه من الإبداع ...
اللوحة للفنانة آنا رازوموفسكايا (Anna Razumovskaya)
الأحد، 6 ديسمبر 2020
شروق
مع الشروق وانسيابه المذهل ترسل الشمس صباحاتها الدافئة لأرواحنا المتعبة فتنفذ الينا لتمنحنا الأمل بانطلاق يوم آخر جديد .. صباح الخير لكل من وجد نفسه بين صباحاتِ هذا اليوم متفائلاً بالكثير .. صباح الخير للعاكفين على خلق واقع أفضل ، لعشّاق الحياةِ البسطاء الذين تمكنوا من رسم الكثير من الأمنيات ، لكل من تروقهم الأجواء المفعمة بالحيوية وتسعدهم التفاصيل الصغيرة ، زهرة ، كتاب، محادثه مع صديق، ضحكة طفل صغير .. فنجان قهوة ، صباح الخير لمن يُحبون العيش بسلام فيجمعهم شغف الحياة دائما وأبدا .....
صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد
ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...
-
كم أعشق ورود وأزهار حديقتنا ، تلك التي تعيد إلي الحياة كلما أبصرتها فأراها تعيش صامدة ، حيث تمضي الرياح دون أن تهزها .. متجددة نضرة مت...
-
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة م...
-
ضوء خافت يُغلف المكان ، جدران معتّقة ، شمعة تتوسط المكان ، وحدة وانفراد بالنفس وطفل يرفع ببصره الى السماء ، يصلي متأملاً بعزلةٍ وص...