بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 12 يوليو 2021
الأربعاء، 7 يوليو 2021
صحيح
مقومات الثقافة والفن والأدب تحمل قدرا واسعا من الإبداع الذي يدفع بالذوق العام إلى الارتقاء، فمتى تحلى الفرد بالذوق الفني والثقافة، سيمتلك نظرة جمالية لكل ما يراه من حوله ويصبح أكثر توازنا، مما يضفي على حياته لمسة إنسانية مؤثرة في سلوكه وتفاعله الاجتماعي.
خذ القرار
معظم الناس لا يقدِّرون تضحياتك حتى تستنزف جُلَّ طاقتك فتتوقف، ولا ينتبهون إلى يدك الممتدة إليهم دائما حتى تقرر سَحبها، الاسوأ انهم لا يلاحظون حضورك حتى تقرر الانسحاب فتغيب! حين تتواجد بين هؤلاء خذ القرار ولا تتأخر ، تَرجَّل باحثا عن نفسك واحفظ عليها أصالتها وجمالها.
مسؤولية
على عاتق المثقف الكثير من المهام، فهو الجندي الأول في معركة الثقافة والتوعية والتنوير، وهو ضمير عصرنا الحي إذا ما تمكن من البقاء صامداً نقياً مُحافظاً على بوصلته الأخلاقية من الشوائب، متمسكاً بإنسانيته وأخلاقه، متواضعاً متعاطفا، يقف إلى جانب كل مقموع ومقهور ومُضطَهد على هذه الأرض .
لنقرأ
يجب توفير الوقت للقراءة ما أمكن، وأقل ما يمكن عمله هو استغلال الوقت الضائع من يومنا بتلك الأداة الممتعة المدهشة، والتي لا يجب الانقطاع عنها أبدا.
الحرية
من الحرية تنطلق النهضة وتنمو المجتمعات، الانسان الذي لا يملك حريته لن يتمكن من صنع الحياة، من تسحق إرادته وشخصيته، لا يتفاعل ولا يتجاوب، هو عاجز عن توظيف طاقاته الإبداعية الخلاقة، لذا لا يتقدم ولا يتطور، نظرا لعجزه عن العطاء.
نمو فكري
أن تنمو بفكرك يعني أن تسير إلى الأمام، تنبعث باتجاه نفسك لترتقي بها، تنغمس في طريقك المزدحم بالأفكار ، فيشهد على ذلك وقع خطواتك، من نفسك وإليها، من فرح بلغ حدود البكاء، تتحرر مما علق بروحك من القيود والخيبات، وتعلن قيامتك من حزن تعربش على حيطان النبض وإليه.
صباح بشير: عن رسولة العطر والغیاب
يمثل الأدب مصدراً للهوية ويسهم في بناء المجتمعات، يستمد أهميته من وصفه للواقع بكل صوره وأشكاله، فهو يقدم لنا النماذج على صعيد الفرد والجماعة، وذلك في إطار حالة إنسانية أو حدث ما، كما يساهم في الارتقاء بمفاهيم المجتمع، كذلك ويلقي الضوء على تجارب المبدعين، تلك التي تثري التجارب الانسانية وتضيف إليها، وعندما نقرأ نصا أدبيا فإننا نقرأ تجربة حية كُتبت برؤية كاتبها وعيونه، لتعبّر عن مشاعره وأفكاره، هكذا تتاح لنا فرصة المعرفة والتعاطف مع من خاضوا تجارب الحياة المختلفة، فنتعلم الكثير منهم عن ظروفٍ وأحداث لم نعرفها سابقا، خاصة لو كانت هذه التجارب تتحدث عن الفقد أو موت أحد الأحبة.
مؤخراً كنت قد قرأت كتاب “رسولة العطر” للسيدة الأديبة أمل المشايخ، والذي أهدته الى روح زوجها المرحوم الشاعر عاطف الفراية، فكتبت تقول: “إلى عاطف حين ظلَّ حاضرًا رغمَ أنفِ الغياب”.
“رسولة العطر” هو مجموعة من النصوص في التأمّل، الحب والفقد والألم، كُتبت بلغة شفّافة وأسلوب رقيق، إذ تطل علينا أمل لتصف أمور قلبها وشؤون روحها باختزال شديد، لقد شعرت بأني وقعت على تحفة أدبية مدهشة بين طيات الكتاب، تقطر حبا وعشقا.
كتبت أمل برؤيتها الخاصة، فظَهَرت في قالبٍ يحمل جزءًا من روحها أحيانا، أو يحمل فلسفتها في تجاوز الألم أحيانا أخرى، هكذا استرسَلَت ومَضَت في عرضِ الفكرة، محاولةً قدر الإمكان التركيز على ذات السياق، مبتعدةً عن الفذلكة الكلامية، معتمدةً أساليب هادئة يسيرة، لتقبض على اللحظة الجمالية وتعبر عن ما بَدَأَت به قائلة :
كلما ذكروا الغيابَ تحسست قلبي
قلبي الذي كلَّما هبَّتْ ريحٌ صوبَ الجنوب
أرسلَ سلامه مع العابرين
العابرين الذين على وقعِ أقدامِهم
يعلو وجيبُ قلبي.
أَتْقَنَ الغِياب فأتقنت هي الحنين، هو العشق إذن، حالة خاصة نعيشها مرة كلحظة الميلاد، حيث المتناقضات، الألفة والانسجام، الحزن والفرح، الموت والحياة، وأمام تلك الحالة الشعورية وبعد كل عنوان تشدنا أمل بحرفية التصوير والوصف، فتمزج بين الماضي والحاضر وتجمع بين الأمكنة والأغنيات والأحلام، الأسئلة، المواقف وكل التفاصيل، وتعبر عن ما يختلجها من العواطف والأحاسيس، فتروي لنا الحكاية وقصص الغائبين، بنَسَق بديع ودروس في الاحتواء والوفاء، وشفافية تسمو بنا الى السماء..
أردْنا أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
كما يفعلُ عاشقان صغيران
يتجرَعان كأسَ الحبِّ للمرَّةِ الأولى
على السِّدرةِ ثمَّةَ صِغارٌ يطوفون بالعاشقين
كانوا يعابثون الفينيقَ
ويصفِّقُ بأجنحتِه
ما زلْنا نحاولُ أنْ نرسمَ قلبًا وحرفين
عادَ الفينيقُ إلى الأرضِ وحيدًا
يا بؤسَها الأحلام !
تكمن الجاذبية عند قراءة هذه النصوص في الأحاسيس التي يثيرها هذا البوح الإنساني العذب والذي يعبئ عند القارئ ملكات فكرية ونزعات عاطفية، وكأن أمل تبث شكواها إلينا لتخفف بذلك لوعة الفراق، لعل ذلك يؤنسها ويداوي الجراح.
تتألم أمل بصمت، تحمل حزنها والبهجة في آن، تجسد الوفاء وتلك الصورة الحقيقية لحبها وصفا ومحاكاة، فحين يغيب الحلم وَيُغيِّبُ الموت أحد الأحبة، تبقى رؤى المبدع هي من تبلسم ذلك الضّعف الإنسانيّ وتداوي الجراح. يحضرني الآن ما كتبه شاعرنا الكبير محمود درويش : الموت لا يوجع الموتى .. الموت يوجع الأحياء !
أما أمل فقد كتبت تقول:
أحمر هذا الدم
ووردي هذا الحب
فهلا أتينا بلون سواء بينهما
لو أن الأبيض يأتي لانجلى شيء من هذا الغبار
سيكون ثمة لون ثالث
ربما بلون الشفق
ربما بلون الأرجوان
لكنه ليس دما
لكنه ليس كفنا
كم يؤلمنا مهرجان هذي الألوان!
صباح بشير: التراث وعلاقته بالحداثة
من أهمّ المفاهيم الّتي انشغل بها الفكر المعاصر التراث وعلاقته بالحداثة، تباينت المقاربات والنظريات في تناول هذه القضية، فمنها النّظرة التقليدية المتمسكة بتراث الماضي، النظرية الليبرالية التي ترفض العودة الى الخلف، ونظريات تحاول التمسك بإيجابيات الماضي مع الانفتاح على الحضارة الغربية.
يعود اختلاف المفكّرين والباحثين في تناولهم لمسألة التّراث والحداثة للعوامل الأيدولوجية ودورها في التعامل مع هذه الجدليّة، انطلق بعضهم من منظور الحداثة الغربيّة لنقد التّراث، فدعا الى التغيير وإعادة قراءة التراث ليكون مواكبًا للحضارة، العديد من الباحثين قاموا بإعادة النظر في الفلسفة والعلوم الإسلامية، وذلك لمحاولة الكشف عن فلسفة إسلامية تتماشى مع الحداثة والمعرفة والعلم، فمثلا المفكر علي شريعتي قام بإعادة النظر في المصادر الكلاسيكية على نطاق واسع، لإظهار توافق الإسلام مع الأيديولوجيات الحديثة لا سيما الاشتراكية والقومية، ينطبق هذا الأمر على المفكر الطيب التزيني الذي اعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي، والفيلسوف حسين مروة الذي قدم كتاب “النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” وركز على احتواء الفلسفة والفكر الإسلامي على وجهات نظر وأساليب مادية متقاربة نوعا ما مع الديالكتيك المادي، أما المفكر محمد عابد الجابري فقدم مساهماته في تحليل المعرفة في الثقافة العربية ونقد العقل العربي، عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية ودراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي، ابتكر مصطلح “العقل المستقيل” ذلك العقل الذي يتجنب مناقشة القضايا المحورية الهامة، مشيرا إلى أن العقلية العربية بحاجة إلى إعادة الابتكار. في كتابه الأصول الاجتماعية للإسلام طرح أستاذ علم الاجتماع محمد بامية العديد من الاسئلة، وَوضّح أننا بحاجة إلى الشجاعة وكسر الحواجز لنصل الى الفهم الصحيح، والى المزيد من الاثباتات التاريخية والأدلة الأركيولوجية خاصة وأن التراث العربي في مجمله ضد الحداثة، أما المفكر هشام شرابي فقد تناول التغييرات الهيكلية داخل العالم العربي خلال القرن الماضي والتي أدت إلى “النظام الأبوي الجديد” بدلاً من الحداثة، وفسر ذلك بأنه نظاما أنتجه ذلك التغيير الاجتماعي الذي افتقر إلى الإحساس بالأصالة، كما تناول السلوكيات الاجتماعية، هيكل العائلة العربية، العجز، التبعية، الوعي والتغيير، المثقف العربي وتحديات العصر.
بينما تسعى العديد من هذه الدراسات وغيرها إلى اكتشاف السبب الجذري للركود والتخلف المعاصر من خلال الاستقصاءات التاريخية، تسعى العديد من الدراسات الأخرى إلى الكشف بنفس الأسلوب عن ديناميكية التراث وقدرته على التكيف مع مختلف الانظمة الاجتماعية والادعاءات الأيديولوجية، من بين أهم مؤسسي النهج النقدي المفكر والمؤرخ محمد أركون الذي رفض الفصل بين الحضارات، قدم فكره “نقد العقل الإسلامي” وتساءل عن تاريخ المفاهيم المركزية، كالدين والمجتمع، الحلال والحرام، العقل والضمير، المعرفة التاريخية والعلمية والفلسفية إلخ. أما مؤرخو الفكر والأدب فقد تطرقوا أيضا إلى هذه المفاهيم، لكن ومع الأسف لا زالت الحواجز قائمة في طريق المعرفة، بالإضافة إلى إشكاليات التطبيق بين الاديان والتاريخ والفلسفة، والعلوم المعرفية والسياسية والأدب، خصوصا فيما يتعلق بالأنثروبولوجيا التي لم تزل غائبة عن الأذهان بفروعها، والتي تدرس التصرفات الانسانية وبناء الثقافات البشرية، أداءها ووظائفها في كل زمان ومكان، كذلك وتأثير اللغة على الحياة الاجتماعية وتطور الإنسان بيولوجيًّا، وثقافات البشر القديمة.
في سياق مناقشة الموقف من الحداثة لن ننسى مسألة الجندر، أستاذة الاجتماع فاطمة المرنيسي كتبت عن المساواة بين الجنسين وحقوق النساء، وعن موقف الإسلام من المرأة وحللت تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة، مثال آخر يتمثل في أعمال الاستاذة ليلى أحمد والتي كتبت حول المواضيع المتعلقة بالعلوم الإسلامية والدراسات النسوية.
وعن الأعمال الأدبية التي ناقشت فكرة التغيير في مجتمعاتنا، فلضخامة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الحاصلة كُتبَ الكثير منها، وبرز العديد من الروائيين الذين ركزوا على إعادة بناء التاريخ والمجتمع بشمولية، الأديب والناقد الحداثي عبد الرحمن منيف أحد أعمدة السرد العربي في العصر الحديث، مزج الأدب بالسياسة، كتب ضد القمع واستلاب الحرية، وَثّقَ في أعماله التحولات في العلاقات الاجتماعية والعادات، والتوترات الناتجة بين الأصالة وعدم الأصالة في الخيال العام، كان يتعمق في قلب الحياة الثقافية العربية مطّلعا على النتاج الثقافي، دون أن يتغاضى عن ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات. الكاتب جمال الغيطاني استلهم التراث المصري ليخلق تجربة ناضجة من خلال أعماله، خصوصا روايته المعروفة “الزيني بركات”، أما مسيرة نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فتم تكريسها لإعادة بناء معقدة ودقيقة للغاية لعلم النفس الاجتماعي وعلاقته بالأعراف والتقاليد، فقد كان متميزا في استخدام مخزون واسع من الأمثال والتقاليد والعادات والسلوكيات التي تضمنتها أعماله، حيث جمعت هذه الأعمال بين التوجهات البحثية لفهم المجتمع وتاريخه، والهياكل الاجتماعية والمؤسسية والعقليات، والأخلاق التي تحكم التفاعلات اليومية على مستوى الشارع والحدث.
أخيرا فالحداثة قد تجاوزت التراث، والعلاقة بينهما متنافرة متضادة، ولا أعتقد أن هناك إجابة كافية على كل الاسئلة المطروحة، فهل يمكن مواكبة التقدم دون المّس بالتراث؟ هل تعتبر إعادة قراءة التراث أداة من أدوات التحديث؟ وهل من الممكن قراءة الذات التراثية بكل ما أنتجت على ضوء التطورات والازدهار الحضاري الذي يشهده العالم؟
الجمعة، 11 ديسمبر 2020
نعم ...
لا تخجل من ذلك التطور الإيجابي الذي حصل في شخصيتك، من حقك إعادة تشكيل ذاتك بالطريقة التي تناسبك وتغيير قناعاتك بما يتلائم مع نموك الروحي والفكري، كذلك وإعادة ترتيب أولوياتك والأشخاص في حياتك، كل بحسب تصرفاته ومواقفه نحوك .
الأحد، 6 ديسمبر 2020
شروق
مع الشروق وانسيابه المذهل ترسل الشمس صباحاتها الدافئة لأرواحنا المتعبة فتنفذ الينا لتمنحنا الأمل بانطلاق يوم آخر جديد .. صباح الخير لكل من وجد نفسه بين صباحاتِ هذا اليوم متفائلاً بالكثير .. صباح الخير للعاكفين على خلق واقع أفضل ، لعشّاق الحياةِ البسطاء الذين تمكنوا من رسم الكثير من الأمنيات ، لكل من تروقهم الأجواء المفعمة بالحيوية وتسعدهم التفاصيل الصغيرة ، زهرة ، كتاب، محادثه مع صديق، ضحكة طفل صغير .. فنجان قهوة ، صباح الخير لمن يُحبون العيش بسلام فيجمعهم شغف الحياة دائما وأبدا .....
الجمعة، 27 نوفمبر 2020
آفة ...
من أسوأ الآفات التي يمكن أن تصيب الانسان هي رؤية الظلم والتعود عليه وتقبله لاحقا ! من هنا لا يمكن مقاومة الشر بالشر ، انما برفض التعود عليه أولا أياً كان نوعه وسببه ومصدره ، حتى وإن كانت النفس ! إن تنمية القدرة على الحياة هي المهمة الأكثر نبلاً لأولئك الذين ينهزمون ثم يعيدون الكَرّةَ مجددا دون أن تنكسر عزائمهم .. فسلام على كل من يحمل النور في أعماقه أينما حلّ ...
أعشق البساطة
أعشق البساطة ، أبتسم لكلمة، وأفرح بزهرة ، أحلق مع ألوان الطيف الساحرة عند رؤيتها فألتف على بعضي وأشدو بفرحٍ وكأنني طفلتي ، أغني بسلام وحنان وكأنني أمي ، فأغدو قوية كشجرة تخضَّر وتزهر رغم تعاقب الفصول من حولها ، وكزهرة التوليب تحتضن نفسها وكأنها الوحيدة المتبقية لديها ، استشعر الجمال بكل شئ بسيط ، من خريف نفسي لربيع أخضر ، فأصنع لحظاتي السعيدة تلك التي لا تأتِ إليّ بل تأتي مني ....
الأحد، 1 نوفمبر 2020
وَمْضة
لا أدرك حتى الآن كيف نقتنع بأن الله عز وجل سيدخل أحدهم الجنة لأنه قتل إنساناً آخر ! فهل يُعتبر سفك الدماء أحد شروط دخول الجنة ؟! ما أشد جهل الإنسان الذي يؤمن بهذه الأفكار ويتبناها في تقييمه للآخرين ونظرته إليهم ! من العار أن يفتخر الإنسان بسفك الدماء حتى يدخل الجنة ! إن ما يستحق ان نفتخر به حقا هو رصيدنا الإنساني من الحكمة وضبط النفس.
الأحد، 12 أبريل 2020
الأربعاء، 8 أبريل 2020
الثلاثاء، 7 أبريل 2020
الأحد، 5 أبريل 2020
"طفل حزين يصلي"
الأحد، 29 مارس 2020
" طبيبة في العمل مع القناع تحتضن إيطاليا "
" طبيبة في العمل مع القناع تحتضن إيطاليا "
قام المصمم الإيطالي "فرانكو ريفولي" بتحريك مشاعر الشعب الإيطالي بهذا العمل والذي عبر من خلاله عن حبه وتقديره للأطباء والممرضات في بلاده وذلك لعملهم الشاق خلال هذه الفترة الطارئة بسبب انتشار فيروس كورونا، نجحت هذه الصورة في غرس الأمل بالانتصار على الوباء والخروج من الأزمة .
السبت، 28 مارس 2020
صباح بشير: ما بعد كورونا وصمت المدن
تواجه البشرية أزمة حادة بسبب انتشار فيروس كورونا (Covid-19) ، بعد إلقاء نظرة على كيفية تأثير الوباء العالمي على مختلف جوانب الحياة تُكشَف الطبيعة الفريدة لهذه الأزمة، فها نحن نلمس تغيرا جذريا يطرأ على حياتنا اليومية متسللا إلى كل جوانبها، عزلة وحجر صحي وتباعد اجتماعي ، شوارع فارغة ومدن صامتة تكاد تخلو من البشر !
إن جائحة كورونا لا يمكن تخيل عواقبها فكما أدى هذا المرض إلى تعطيل الحياة والأسواق والأعمال والحركة، وكشف كفاءة الحكومات أو عجزها، فإنه بالتأكيد سيؤدي لاحقا بعد انتهاء الحدث إلى تحولات كبيرة في القوى السياسية والاقتصادية العالمية.
على مدى السنوات الماضية قوض السياسيون غير المسؤولين عمدا الثقة في العلوم والسلطات العامة والتعاون الدولي، ونتيجة لذلك نواجه اليوم هذه الأزمة التي نفتقر فيها إلى قادة حقيقين يمكنهم أن يلهموا وينظموا ويمولوا استجابة عالمية منسقة للقضاء على الوباء، ويوما بعد يوم تنعدم الثقة بهزيمة الوباء، لقد اصبحنا بحاجة إلى الثقة في الإعلام وما يقدمه من اخبار، وبحاجة الى الثقة في الخبراء العلميين، وبحاجة أيضا إلى الثقة بالسلطات العامة، كما تحتاج البلدان إلى الثقة في بعضها البعض، فدون الثقة والتضامن العالمي، لن نتمكن من وقف انتشار الوباء وهزيمته.
إن العزل وحجر الناس لفترات طويلة ليس حلا، إنما هي ضرورة ملحة لكسب الوقت حتى إيجاد الحلول ومنع الناس قدر الإمكان من العدوى ونشر الوباء، لكن وعلى المدى البعيد سيؤدي هذا التوقف عن الحياة إلى انهيار اقتصاد الدول دون تقديم حماية حقيقية ضد المرض ! إن تعاون الدول وتضامنها وتكاتفها هو الترياق الحقيقي للوباء، ففي عام 1967، نهش مرض الجدري خمسة عشر مليون شخص وقتل منهم مليونان، ولكن في العقد التالي نجحت حملة عالمية للتلقيح ضد الجدري، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1979 انتصار البشرية بعد تعاونها للقضاء على الجدري تمامًا.
خلال القرن الماضي تم بناء أنظمة للرعاية الصحية الحديثة، فكان الأطباء والعلماء هم الحراس الذين يقومون بدورياتهم وصد المتسللين من الفايروسات والأمراض المختلفة، ومع ذلك كان هناك مئات الملايين من الناس حول العالم يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
يشير التاريخ إلى أن الحماية الحقيقية تأتي من تبادل المعلومات العلمية الموثوقة والتضامن العالمي، فعندما يصيب بلد ما أي وباء يجب أن يكون العالم على استعداد لتبادل المعلومات حول هذا المرض وكيفية معالجته، وهذا ما يتطلب مستوى عالٍ من الثقة والتعاون الدوليين، لذا نتمنى أن تكون هذه الأزمة بمثابة وقفة للمراجعة ومحاسبة الاخطاء وأن يصحو ذلك الضمير العالمي المغيب ، كما نأمل أن تساعد الأزمة الحالية في إدراك ما يشكله هذا الانقسام والتفكك العالمي من أخطار، وأن تكون فرصة لاستعادة السلام وإنهاء الحروب حول العالم، فقد أفلس رجال الدين والسياسة عن تقديم الحلول، أولئك الذين لم يحققوا سوى تأجيج العنف والقتل والدمار.
تحتاج البشرية إلى تبني ودعم البحوث العلمية والطبية التي تسهم في صنع الحياة، ولا تحتاج الى مزيد من صنع الأسلحة والمتفجرات والصواريخ وغيرها من أدوات القتل النووية والذرية، كل ذلك وأكثر مما يتطلب مضاعفة الجهود والإعداد والتنسيق والتخطيط ، والقدرة على اتخاذ القرار.
تَلتقط البشرية الآن وعيًا جديدًا بعد حالة تأمل في واقع يستبد به اليأس ويُفتقد فيه الأمل، سيبدأ العالم بإدراك أهمية المشاركة والصداقة والتعاطف والرحمة والعدالة، علينا أن نؤمن بوجود الضوء في نهاية النفق، وأن المستقبل سيغدو أفضل مما نظن، لن تتمكن الجغرافيا من فصل الإنسان عن إنسانيته، وها هم الاطباء قد جسدوا نموذجا يدفع بنا إلى التفاؤل بواقعنا الانساني القادم، فقد كانوا خط الدفاع الأول بوقفتهم البطولية وقيامهم بواجبهم الانساني النبيل، وبأيديهم البيضاء زرعوا الأمل فقهروا الألم، كما سطروا صفحات من البطولة في تاريخ التضامن، فإلى الأمام يا جنود السلام ويا أبطال الصحة والحياة ..
الثلاثاء، 24 مارس 2020
صباح بشير: قراءة في لوحة
السبت، 21 مارس 2020
صباح بشير : كل عام وانتن أجمل الأعياد
الأم هي المدرسة الأولى والشخصية الرئيسية في حياتنا، صاحبة البصمة الظاهرة من حولنا في كل مكانٍ لما لها من أثر طيب مُنعكس علينا وعلى المجتمع، والذي يسهم في بنائه فيصنع منه الحياة.
أن تكوني أُماً يعني أنك في جموح دائم من العاطفة والوعي وخروج من شرنقة الأنانية وحالة من إنكار الذات، خارجة عن المألوف في السلوك والتصرفات، وارتضاء المشاق والمتاعب في سبيل تنشئة الصغار وتربية البنين والبنات، إنه دَأَبٌ في فضاءات الروح اللامتناهية، وشوق لا ينطفئ من قلب لا يخذل في حبه أبداً. قصيدة شعرية شفافة مدهشة، تجمع بين صورة، حركة وشعور، تتعدّد فيها المشاهد والمزج بين الأحلام والأمنيات …
ثمة ضجيج صامت ينبض بالحياة تتشارك به الأمهات فيفيض عطفا، دفئا وحبا، حب الأم لأبنائها، رعايتهم والاهتمام بهم هو كل ما يحتلها ويسكن كل خلية فيها، فالأمومة ليست حدثا هامشيا عابرا، الأمومة إحساس محبب وشعور يقلب حياتها رأسا على عقب فيحرمها الراحة والهدوء، وهي ذلك الحدث الذي يجمع بين كل المتناقضات من المشاعر بتآلف عجيب، فيملأ عالمها بالحركة والفوضى والجمال، عطاء لا حدود له، ينبثق من قلبها الكبير فينثر الفرح والبهجة في كل مكان.
تتزاحم الأحاسيس والذكريات لترتبط بالأم، فهي من جسدت تلك النماذج الإنسانية في البناء والإبداع، لذا لا ننسى تلك التحديات التي تواجهها الأمهات العازبات في مجتمعاتنا، فهن الصامدات اللواتي يعشن بين مطرقة المجتمعات وسندان الواقع، يجتهدن ويربين أبنائهن بمفردهن ويؤدين عدة أدوار في ذات الوقت في حال غياب الأب بالموت أو الطلاق أو لأي سبب آخر، يحملن على أكتافهن عبئاً ثقيلا ومسؤولية عظيمة تمنعهن من تحقيق الطموح والأحلام، فيتحملن كل هذا بحب غير عابئات آبِهات ، يعملن بجهد وكَدّ في سبيل أفلاذ الأكباد، حتى لو تَقَوُّتنَ على الفتات.
تحية المحبة والتقدير لأمهات الشهداء الصابرات، ولكل الأمهات العربيّات اللّواتي عانين ويعانين جرّاء قسوة الحروب والنزاعات من مشاعر الحزن والحسرة ووجع الفراق، بانتظار الفرج والانعتاق من قبضة الألم وسطوة التفجُّع ! ها هو يوم الأم يطل عليهن وهن مثقلات بالهموم وآلام الغياب.
هي الام، ذلك العالم المتكامل المتجانس من المحبة والتضحيات التي لا تنضب.. منها نتعلم لندرك كيف للصبر والشموخ ان يقترن باسم الامهات، وكيف لهن أن يصبحن نماذج ملهمة في الحب والبذل والعطاء، نعجز عن شكرهن لما يتحملن في سبيل الأوطان والأبناء، فسلامٌ على كل الأمهات الغاليات اللواتي غرسن بعزيمتهن في أرواحنا أملا وورودًا في وحشة الليالي الحالكات ..
كل الحب لهن في عيدهن، أينما وجدنّ وعلى أي بقعة في الأرض حللن ووطئن .. كل عام وجميع الأمهات بألف خير.
الخميس، 19 مارس 2020
صباح بشير : الإنسان العربي وتحديات العصر
يزخر التاريخ بالعصور التي تميزت بالصراع بين التقليد والحداثة، بين الخرافة والعلم ، بين العقيدة والعقلانية، عجلة التاريخ مستمرة وهي تعني كامل الحياة دون استثناء، الماضي الحاضر والمستقبل، لذا يدرس المؤرخون الماضي كتجارب للشعوب يجب النظر إليها والتمعن فيها، وذلك للاستفادة منها ومن خلاصةِ ما قدمته الأمم من نشاطات عبر الزمن في مجالاتِ المعرفةِ الإنسانية المختلفة.
قام مشروع الحداثة الأوروبية متسارعا بعد ثورات فكرية علمية وصناعية في أواخر القرن الخامس عشر، بينما بدأ مشروع الحداثة العربي بطيئا بعد منتصف القرن التاسع عشر، لم يكن من الممكن لروّاد النهضة الفكرية في أوروبا في ذلك الحين أن يفكوا قيود الجهل ما لم يتم ضبط دور الكنيسة آنذاك والتضييق على سلطتها لتقتصر على أداء وظائف محددة، أدى ذلك التمرّد ضد القيم الكَنسِيّة للفصل بين العقيدة والجانب الحياتي الدنيوي، فسادت قيم الحداثة والتغيير وأصبح الغرب بعد ذلك يرفل تحت راية العقل والعلم والعلمنة، مما افرز واقعا حضاريا مدنيا جديدا، مَكّن الجهود التنويرية من إقامة المنهج العقلي والمضي قدما بالعلم نحو الصدارة بقيادة الاخلاق والقيم الإنسانية.
مما سبق، فالسياق العام لمفهوم الحداثة هو تغيير القديم، تجديده وتطويره لواقع الحياة الاجتماعية والثقافية باستخدام العقل والمنطق والعلم، مؤدياً بذلك إلى انهيار المعايير والقيم التقليدية القديمة والوصول إلى ممارسة اجتماعية وإبداع منطق جديد مبتكر في شتى المجالات، ليسهم ذلك التغيير بالتقدم على مختلف مناحي الحياة الانسانية وما تشهده من تحولات .
راهن الكثير من المثقفين العرب على الفكر الحداثي في اكتناف الفكر التقليدي والنهوض بالمجتمعات العربية ثقافيا، وذلك لفتح الآفاق ومواكبة الحضارة العصرية، لكن مشروع الحداثة العربي ولد خداجا منذ انبثاقه، فمثقفينا ومفكرينا لم يتمكنوا من سد الفجوات واستيفاء الشروط الاجتماعية الثقافية المطلوبة لملائمته بسبب البنية الفكرية لمجتمعاتنا، والتي تعيق الولوج في الحداثة الغربية انطلاقا من قدسية النصوص وتعدد القراءات.
نحن أمة تحمل تاريخا عريقا صار حملا ثقيلا عليها ! نكوصنا إلى ماضينا كردة فعل جعلنا لا نتوقف عن تمجيد وتعظيم تراثنا ومجدنا والإعجاب به، لم ندرك بعد أن ذلك لم ينجح بشحذ الطاقات للوقوف أمام التحديات الجسام التي نواجهها ، وأنه من غير المجدي البكاء والتحسر على الماضي التليد, أدى ذلك الى الجمود وتقبل الواقع ورفض التغيير لدرجة الغفلة عن الحاضر وتجاهل المستقبل !
وللأمانة فقد كان للجهود والدعوة إلى الحداثة تأثيرا كبيرا في قطاعات عديدة في عالمنا العربي، إلا أن هذه الجهود لم تؤتِ أُكلها بعد، فلا يزال الباحثون رغم إدراكهم بالواقع بكل متطلباته واشكالياته، يبحثون في طور الإطار القيمي الذي يشكل الهوية الجماعية، وعما يمكن تطبيقه للنأي بالمجتمع قدر الامكان عن مظاهر التخلف دون المَسِّ بالموروث أو التصادم مع هيبة النصوص، وبذلك نشأت المجتمعات التي تحمل أسسا فكرية عقائدية، متماهية متقمصة للحداثة دون مواكبتها. من هنا وبشكل عملي فإن أكثر مستويات الحداثة لدينا بطئاً هي الحداثة الفكرية ! فهل يعرف الانسان العربي ما ينتظره من تحديات في ظل ما ينتابنا من عجز في القدرات والإمكانات والانتاج والمعرفة ؟ قضايا الإصلاح السياسي واستكمال مسيرة التحول الديمقراطي، حقوق الإنسان ومواجهة التطرف والعنف، الفقر وسوء توزيع الدخل، البطالة وضعف الأداء الاقتصادي وسوء توجهات التنمية, ضعف المؤسسات التعليمية والتدريبية، الفساد والانقسامات الطائفية والقبلية وغيرها من القضايا والتحديات ذات الأبعاد والتأثيرات المباشرة على مسيرة التكامل، الأمر الذي يستوجب إصلاحات عميقة على كافة الأصعدة.
على أي حال العقل المكبَّل لا يخلـِّف إنسانًا حُرًّا مُبدِعًا، فهل من محرر للعقول المكبلة بأَغلالٍ من الماضي وسلطة العقل الجمعي؟ وكيف السبيل الى مجتمع أكثر إنسانية، أكثر رحابة وفكراً؟ وأخيرا.. هل تولد الحداثة وسط غياب إرادة سياسية حقيقية ؟! .
الأحد، 8 مارس 2020
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019
خبر سعيد ..
برنامج الماجستير في الدراسات الثقافية هو برنامج متعدد التخصصات يجمع بين التصورات والأساليب من نظرية الأدب والاتصال والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ والتحليل النفسي وتاريخ العلوم وتاريخ الفن والموسيقى .
يشدد البرنامج على التقاطعات بين النشاط الثقافي والعمل الاجتماعي والعالم المادي ، ويعطي الطالب معرفة واطلاع واسع في العديد من المجالات ، ويتميز بتنوع الأساليب في الدراسات الثقافية ، حيث يزود الطالب بالبنية التحتية الواسعة من الأفكار النظرية في الدراسات الثقافية والتي تنشأ في عدد من المجالات التي تحمل المنظور البحثي الهام .
هذه قائمة المواد التي سأدرسها خلال الفترة القادمة في هذا المجال :
- علم الاجتماع والثقافة
- فهم عميق للأفلام وفن السينما
- دراسات في الاعلام
- نظرية الأدب والثقافة و مدارس الفكر المعاصر
- قضايا في التواصل بين الثقافات
- اليهودية ، العبرية ، الإسرائيلية : الجوانب الثقافية
- الجسد والثقافة : التقاليد ، الأسئلة ، المشاكل
- الثقافة الشعبية
- الجنس: الثقافة والهوية
- العلم والثقافة
- الانسان والمجتمع ومكانته في الثقافات
- 5 ندوات بحثية : العالمية الثقافية العالمية المعاصرة
- الأيديولوجيات السياسية الحديثة
- مناهج مراجعة الأدب
- قضايا في دراسة القومية
- الشرق والغرب في السينما
- التفكير التاريخي (فصول في فلسفة التاريخ)
- الرقمية (الديجتال) في الثقافة والحياة اليومية
- الاتصال والتواصل كثقافة
- المجموعة الكنعانية : بين الأيديولوجيا والأدب
- الفنون: قضايا جمالية وثقافية
- الأدب والأخلاق: قراءة أعمال النثر العبري في القرن العشرين
- الجندر والجنس في ثقافة الحكماء
- الموسيقى في الخطاب النقدي
- الإبادة الجماعية والسياسة والذاكرة : بين بناء الأمة والعولمة
- دورة منهجية لكتابة الرسالة (الأطروحة)
- أخيرا كتابة مشاريع التخرج
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019
في هذا الصباح ..
الأحد، 20 يناير 2019
صباح بشير : نساء تقتحم التاريخ
المرأة هي صانعة الحياة، وهي نبع الخير وذلك الظل الممتد الذي لا ينحسر، هي من أضاءت التاريخ بروائعها فتأصلت في الذاكرة في كل مكان، فكانت الحاضنة الوجدانية بأعمالها الخالدة على الدوام .
قصص كثيرة عبر التاريخ البشري، الذي لم يزل ذكوريا في أبعاده رغم كل ما وصلت إليه المرأة، إلا أن صفحة التاريخ لم تطوَ بعد، فهي تزخر بإنجازات النساء اللواتي أثبتن أنفسهن عبر أعمال كانت في عصورِهن حكرا على الرجال، فأثبتن حضورهن وبصمتهن الإنسانية الواضحة في كل مجال. في قصتنا اليوم نشعر وكأن التاريخ يتوقّف لبرهة من الوقت، ليخرج منه أناس ويدخل فيه آخرون .
نُشرت دراسة حديثة (يناير 2019) بعنوان “لوحة الأسنان في العصور الوسطى” حيث تُظهر نتائجها أنه وبالصدفة البحتة ، عندما شرع فريق عالمة الآثار الباحثة “كريستينا وارنر” في معهد ماكس بلانك لتاريخ العلوم البشرية، بدراسة الميكروبات في الهياكل العظمية القديمة، كان أحد هذه الهياكل مثيرا للاهتمام حيث جُلِب من مقبرة تاريخية قديمة كان قد دُفن فيها، قريبة من دالهايم في ألمانيا في الأرض المجاورة لكنيسة سان بيترو ، والتي تم حفرها خلال أعمال البناء والترميم للمدينة . حددت الاختبارات الجينية أن هذا الهيكل يعود لامرأة راهبة كانت قد عاشت في دير ألماني بين القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر، ويتراوح عمرها بين 45 الى60 عاما.
كان الهيكل العظمي يحمل لوحة زرقاء احتفظت بلونها الذي لم يتلاشى عبر الزمن، تَطَلب شرح الامر بحثا طويلا من قبل المؤرخين وعلماء الآثار، في النهاية كُشٍف السر عبر تقنية تحليلية تسمى التحليل الطيفي الصغير، فكانت المفاجأة بأن الجسيمات الزرقاء في اللوحة كانت من اللازورد الذي كان نادراً ومكلفاً جدا في تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الهيكل، المفاجأة الثانية كانت عند تحليل أسنان الهيكل حيث وجدت بقايا صبغة اللازورد عالقة فيها، كانت هذه الدراسة مثيرة للاهتمام من قبل فريق دولي من العلماء من مختلف الجامعات والمؤسسات (جامعة زيورخ في سويسرا، نيويورك ،هارفارد ، كولومبيا البريطانية، جامعة روما ومتحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك، معهد الطب التطوري في زيوريخ) . لم تُظهر التحليلات العظمية أي علامات على تآكلها أو أن صاحبتها قد عانت من الامراض أثناء الحياة، مما يشير إلى أن المرأة قد عاشت حياة مريحة ولم تكن عرضة لنشاط بدني مكثف.
كشفت الباحثة “كريستينا وارنر” بأن المرأة صاحبة الهيكل كانت كاتبة، ووجود صبغة اللازورد على أسنانها يشهد على ذلك، وقد شاركت بدور فعال في إنتاج المخطوطات والكتب التي كانت صناعتها تعتبر حكرا على الرجال في عصرها، فالمخطوطات في القرون الوسطى كانت تنسب للرجال فقط، وجزيئات اللازورد الصبغي الثمين التي وُجدت على الاسنان توحي بأنها قد علقت بسبب عادة كانت منتشرة على نطاق واسع بين الكُتّاب، وهي أن الكاتب كان يلجأ لترطيب القلم أو الفرشاة بوضعه بفمه ومسحه بلسانه.
كانت المخطوطات التي تستخدم الصبغة الزرقاء المستمدة من اللازورد غالية جدا بسبب تكلفتها في ذلك الوقت، حيث كانت تُستعمل لتزيين الكتب والمخطوطات الفاخرة الثمينة الهامة، فاللازورد هو حجر كريم كان يُجلب من أفغانستان ويصل إلى أوروبا عبر التجارة، وبالتالي فقد كان متاحاً للكُتّاب والنبلاء من الرجال فقط . هذه الدراسة تؤكد حضور النساء الكاتبات المثقفات عبر التاريخ في كل مكان، حيث عملن بجد وصمت فأنتجن الكتب والمجلدات والمخطوطات.
في عصرنا الحاضر يتم تسجيل كل ما تتمكن المرأة من تحقيقه ، الا ان النساء قديما لم يَتمكَّنَ من ذلك، فما وصل الينا من انجازاتهن عبر التاريخ أقل بكثير مما لم يؤرخ أو يُكتشَف فيُسَجَل أو يكتب عنه بعد.
الجمعة، 18 يناير 2019
إضاءة ...
في عالم صاخب تكثر فيه الأعباء وتتسارع وتيرة الحياة وتشتد وطأتها، نجد كآبة المنظر تلقي على وجوه الناس ظلالها، يزداد الأمر تعقيدا حين لا نجد الوقت الكافي لأنفسنا، وبمرور الوقت نشعر بنفاذ طاقتنا الداخلية، تلك التي تزودنا بالتحمل والصبر. عن نفسي لا أحب الأجواء الصاخبة ولا أملك القوة لتحملها، لذا أهرب منها إلى الهدوء في عالمي الخاص، حيث أستمع الى الموسيقى وأدوِن كل فكرة أو صورة أعايشها عبر حاسوبي الصغير، هكذا أجدني أهرب الى الكتابة من كل شيء، ألوذ بنفسي إليها وأتوحد معها، فأجد بها أناةً وراحة، ومفتاح الخروج من عالم يضجُ بالصخب.
تراودني الرغبة في الكتابة منذ أيام، إلا أنني عانيت من عسر غريب في جمع الأفكار التي بدت وكأنها تائهة مبعثرة ! كما وجدت صعوبة في إيجاد الوقت الكافي لذلك، قلت لنفسي: علي أن لا أجعل من ذلك حجة ومدعاة للكسل، فالكتابة هي مرآتي الخاصة التي أنظر بها دائما إلى نفسي، وهي تلك المساحة التي أعتز بها فتشكل علاقتي التي أحب بالكلمات والأفكار. وما أن أنهيت كتابة هذه السطور حتى شعرت بالراحة، فقررت أن لا أبخس الكتابة حقها وأن لا أبخل عليها بالوقت، رغم ضيقه وكثرة الانشغالات.
الكتابة هي الإنسان بكل ما يحمل من أبعاد فكرية، وهي تمثل صلته الاجتماعية ببيئته والمحيط، وكل كلمة تُكتب تُكَوِّن علاقة دافئة بينها وبين كاتبها، هكذا أشعر بها، إذ كلما أوشكتُ على الانتهاء منها أجدني أعود إليها مجددا فأتوحد معها لأغيب في عالم من نبضٍ آخر، لا يراه أحد سواي، فلا أحب الخروج من نفسي أبدا، وحين أنتقل من سطر لآخر، تتراءى الأفكار أمامي فأطرب لها كأغنية شجية، حينها تسيطر علي الرغبة في التعبير لأكتب عن قناعة ورأي، أو من فرح بلغ حدود البكاء، أو من حزن تسلق جدار القلب، أو من دمعة نَجَحتُ في إخفائها هناك بعيدا عن أعين الناس.
قديما كان الصائغ الحرفي ينفخ في النار ثم يضع قطعة الذهب الخام في الفرن، يقوم بتبريدها وتسخينها عدة مرات، وذلك للحفاظ على ليونتها أثناء معالجتها، لتتحول بعد ذلك إلى صفائح ذهبيه، ثم إلى حلي وقطع أنيقة يتم تصميمها بالشكل المطلوب، معبرا بذلك الصائغ عن حرفيةٍ ومهارة، تلك التي صنعت لنا قطعة فنية جميلة نتزين بها. وهنا نجد تشابها كبيرا من حيث الفكرة والانتاج بين عملية الصياغة وعملية الكتابة، فبعض الكلمات البسيطة أحيانا تتطلب منا القوة حين نقرر كتابتها، فأن تكتب يعني أن تتقدم في الكتابة أو تعود أدراجك لتبدأ صفحة بيضاء جديدة، أنت هنا في طريق ممتد متشعب، تصوغ الكلمة لتصل بها الى الجوهر والمعنى، معبرا بذلك عن ذاتك وأَناك، تلك الأنا التي تعبر من خلالها عن وعيك في صورته الحاضرة، فتبلور شغفك وتطلعاتك مع كل ما تختزنه من مهاراتٍ وحسٍ وشعور، مقتنعا لتبلغ الهدف وتلك الرغبة في معانقة السماء حين تسكب الحروف عطرها بين سطورك فتحكي وتبوح، ويشهد على ذلك وقع كلماتك ودَوِيّها بعد قراءَتها ومرورها على الآخرين.
حين أشاهد صور الكُتّاب على أغلفة الكتب، أشعر بتلك النظرات الشاردة الساهمة ! وأغبطهم لأنهم يتحررون بعد الكتابة مما علق بأرواحهم من استياء وكدر، فالكتابة هي حمائم السلام وذلك التآلف مع النفس والرضى والانشراح، وتلك السكينة التي نحتاجها حين تأوي إليها أرواحنا المتعبة، فنفر اليها من كل عناء ونَصَب.
أن تكتب يعني أن تنبعث باتجاه نفسك فتنساب أفكارك على حواف القلب من كل مكان، وقد تشتم رائحة الذكريات هناك من جيب خفيّ في الذاكرة، وقد تشرق غزالات الحنين لترتوي من عمق الفكرة، هكذا حتى يتسع النص المشغوف على وقع الكلمات برونقه وجماله فيحتضن كل الصور وكل المعاني والآراء، وتنطبع بذلك روح الكاتب لتغدو هوية تُعرِّف عنه.
نحن لا نعلم ما يبذله الكُتّاب من أرواحهم وكيانهم أثناء عزلة الكتابة، فهم يبحثون دائما عن جديد مفقود، أو عن زاوية من الحياة لم تُقرع أجراسها بعد، أو أفكار غير مستهلكة لامعة مميزة، ربما يتحررون من خيباتهم حين يبوحون، ولربما يتطهرون حين تتمرد دموعهم فتتسلل في وَجَمٍ وصمت.
خاطرة
صباح بشير : أن تنمو بفكرك يعني أن تسير إلى الأمام، تنبعث باتجاه نفسك لترتقيَ بها، فتنغمس في طريقك المزدحم بالأفكار ، ويشهد على ذلك وقع خطو...

-
كم أعشق ورود وأزهار حديقتنا ، تلك التي تعيد إلي الحياة كلما أبصرتها فأراها تعيش صامدة ، حيث تمضي الرياح دون أن تهزها .. متجددة نضرة مت...
-
انكسار نظرة تحاول الاتكاء على ما قد يسندها ، يخيل لي بأنه صمت شعور بالخذلان ....... أراها تتحامل على حزنها بكبرياء وتكاد الدموع أن تخونها...
-
صباح بشير لا شك في أن وسائل الإعلام تنفرد بدورها الريادي في تشكيل الرأي العام ورفع مستوى الوعي، لما لها من تأثير كبير. بعد الأحداث التي ...