إن شر الناس من تطفل عليهم واقتحم خصوصيتهم ! فهل ندرك أن لا حرية ولا كرامة للإنسان في ظل تدخل الغير بشؤونه الخاصة ! الإنسان هو كائن حر مستقل له كامل الحق في التعبير عن نفسه وأخذ قراراته الشخصية دون أي تدخل من قبل الاخرين، فَلِمَ نتقبل ان يُهمّش الفرد لصالح منظومة المعتقدات والأعراف والعادات الرجعية المتخلفة؟ ما الذي يمنعنا من الخروج من هذه القوقعة ؟
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأحد، 27 ديسمبر 2020
مع الأسف!!
ميلاد مجيد
عيد الميلاد المجيد هو عيد للمحبة والفرح، يحتفل به العالم في ظل أوضاع استثنائية، فالمعاناة وصعوبات الحياة ومآسيها التي تمر بها معظم البلاد العربية لا زالت مستمرة، وعلى الرغم من ذلك نحاول تخفيف وطأة الأحداث بمواساة أنفسنا وبتهنئة بعضنا البعض، لذا دعونا نبادر بنشر المحبة حيث البغضاء، والتسامح حيث الإساءة، والوفاق حيث الخصام، والرجاء حيث اليأس، والفرح حيث الحزن ، وهذا ما نحتاجه قولا وفعلا في هذه الظروف القاسية .. أتمنى أن يحلّ السّلام ويعمّ الوئام والازدهار في بلادنا والعالم أجمع .. وكل عام والجميع بخير ..
الجمعة، 11 ديسمبر 2020
صباح بشير: حول السلسة القصصية الجديدة للكاتب محمود شقير
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة مجموعة من القصصِ الجميلة التي تثري عقول الأطفال واليافعين وهي : سلسلة الخالة مريم ، مغامرات مهدي وجمانة ، سلسلة حب الوطن .
أبدع الكاتب الفلسطيني محمود شقير في كتابة القصة والرواية للكبار والصغار ومختلف الأعمار، قدم الكثير من المؤلفات، كما كتب أربع مسرحيات وعدة مسلسلات تلفزيونية، وقد ترجمت بعض أعماله لعدة لغات، ومن خلال أعماله السابقة أنشأ الكاتب بينه وبين القارئ الصغير اتصالاً وتفاعلاً مباشراً، ثم واصل ما بدأه من الإنتاج . فقدم هذه المرة مجموعة متميزة بأساليب سردية قام بتنظيم أحداثها وشخصياتها ومكانها، لتُكسب الطفل القدرة على الوصف والتعبير والتدقيق والملاحظة، وذلك لإثراء عقله وتفكيره، معلوماته ، ومعجمه اللغوي، وباختيار مواضيع تغرس في نفسه حب الوطن والشعور بالانتماء اليه.
أما عن بَطليّ القصص “مهدي وجمانة” فمن خلالهما تمكن الكاتب من اعطاء تجربة تفاعلية شاملة، فحرص على تلائم النص والمضمون مع تصورات الأطفال وخيالهم الغض، وذلك لجعل القراءة بالنسبة لهم متعة وهواية محببة، كما بَسَّطَ و أَعَدَّ العمل ليخوضوا تجربة غنية بالمعنى الذهني، وذلك لتتحرر عقولهم ، وتُغرَس فيها أفكاراً ذات قيمة ومدلولات عظيمة، فتتربى نفوسهم وتتهذب، وتُزرعُ فيها قيم الحب والخير والجمال .
أما عن تجارب الحكايات التي وردت في النصوص، فهي تضفي إلى عالمهم المعرفي رسائل ذات مغزى وفضائل متعددة، كما وتعرفهم على واقع وظروف هذا المجتمع ، وتقاليده وثقافته، وتوسع آفاقهم ، وتزودهم بفهم أوسع وقدرة على مواجهة المواقف، وذلك من خلال تصرفات ومواقف مختلف الشخصيات، التي وقفت وواجهت تحديات مختلفة تستهدف وجودها وهويتها .
ركزت هذه المجموعة القصصية على تعليم الأطفال بعض الأساسيات من خلال اعتماد أسلوب التبسيط للمعاني والمفاهيم المجردة ، فمثلا الألم والمعاناة جزء لا يتجزأ من الحياة كما الأوقات السعيدة والمفرحة، وكذلك تعليم الأطفال أن هناك أهداف سامية يعيش من أجلها الإنسان في هذه الحياة كالتضحية والفداء وحب الوطن.
أما عني شخصياً فقد تأثرتُ بقصة “كلنا شجر” ، فبطلة القصة جُمانةُ وقفت بصلابة في الحقل لحماية الشجر من قطعان المستوطنين، شَعَرَت بأنَّها شَجرة، وشعر مَهدي أيضا بأنَّه شَجرة، نظر مهدي وجُمانةُ الى مئات الرجال والنساء والأطفال الواقفين في الحقول ثم قالت جمانة: أنا لستُ الشجرةَ الوحيدةَ هُنا فأنا شَجرة، وأمي شجرة، ومهدي شجرة، وهؤلاء الرجال شجر، والنساءُ شجر، والأولادُ والبناتُ شَجر! هنا يحاول الكاتب تصوير الأوضاع للقارئ الصغير والتي لا يمكن فصله عنها بطبيعة الحال، ثم يقوم بإضافة بعض القيّم السامية كالصمود وحماية الأرض والشجر والممتلكات وغيرها.
الشكر للكاتب الكبير لطرحه ومناقشته هذه المسألة الإنسانية، التي تشتمل على العديد من المعاني التربوية الهادفة، فخلف كلّ شجرةٍ في هذا الوطن حكاية أصيلة، وأشجارنا المعمّرة تخزّن ذكرياتنا كما تُجسد تاريخنا، وهي تشهَد على الأحداث من حولنا بمرور التاريخ عليها، جذورها المغروسة في العمق تزخر بالموروث من القصص والأهازيج والأغاني الشعبية، كان أجدادنا يحتمون بظلالها ويعتاشون على ثمارها، ويتظللون بظلها ويتركون أمتعتَهم ومحاريثَهم عندها، ويعلمون أبناءهم كيفية الحفاظ عليها والاعتزاز بها وعدم التفريط فيها، فهي رمز العطاء المشحون برمزية البقاء والصمود على الأرض.
نعم ...
لا تخجل من ذلك التطور الإيجابي الذي حصل في شخصيتك، من حقك إعادة تشكيل ذاتك بالطريقة التي تناسبك وتغيير قناعاتك بما يتلائم مع نموك الروحي والفكري، كذلك وإعادة ترتيب أولوياتك والأشخاص في حياتك، كل بحسب تصرفاته ومواقفه نحوك .
الاثنين، 7 ديسمبر 2020
موسيقى
إن ما نحياه من الرتابة والروتين قد يؤذينا لولا حضور الموسيقى في ثنايا الحياة من وقت لآخر، فلولاها لما زهت حياتنا بمتعة الحياة ، إنها تُعلمنا الخروج عن المألوف بلغة تحاكي الواقع بملامح الجمال فتلامس أرواحنا بعذوبتها، وكأنها آتية الينا من عالم السحر والخيال، ذلك الممتزج بالقصص والأحلام والروايات، كحكايات ألف ليلة وليلة، تلك التي ألهمت الشعراء أجمل ما كتبوه من الإبداع ...
اللوحة للفنانة آنا رازوموفسكايا (Anna Razumovskaya)
الأحد، 6 ديسمبر 2020
شروق
مع الشروق وانسيابه المذهل ترسل الشمس صباحاتها الدافئة لأرواحنا المتعبة فتنفذ الينا لتمنحنا الأمل بانطلاق يوم آخر جديد .. صباح الخير لكل من وجد نفسه بين صباحاتِ هذا اليوم متفائلاً بالكثير .. صباح الخير للعاكفين على خلق واقع أفضل ، لعشّاق الحياةِ البسطاء الذين تمكنوا من رسم الكثير من الأمنيات ، لكل من تروقهم الأجواء المفعمة بالحيوية وتسعدهم التفاصيل الصغيرة ، زهرة ، كتاب، محادثه مع صديق، ضحكة طفل صغير .. فنجان قهوة ، صباح الخير لمن يُحبون العيش بسلام فيجمعهم شغف الحياة دائما وأبدا .....
صباح بشير: قراءة تحليلية لقصة “زغرودة ودماء” / صباح بشير
عن دار إلياحور للنشر والتوزيع – القدس ، صدر حديثا قصّة للأطفال بعنوان “زغرودة ودماء” للأديب المقدسيّ جميل السلحوت ، والذي تطرق فيها لظاهرة سلبية خطيرة تنتشر في مجتمعنا الفلسطيني، ألا وهي ظاهرة استخدام المفرقعات والألعاب النارية التي تُطلق وتتفاقم بصورة مقلقة في جميع المناسبات السعيدة وتتسبب عادة في الكثير من الحوادث والخسائر المؤلمة.
تعتبر القصص من الوسائل التربوية الهامة لترسيخ الكثير من الأفكارٍ في عقول الأطفال، من هنا قدّم الكاتب حبكه متسلسلة شيقة، عمد فيها على إثراء لغة الطفل بالجديد من المفردات والعبارات، مبتعدا عن القصص الخرافية، تلك البعيدة عن الواقع، ملامسا بذلك اهتمامات الطفل بصورة تشجعه على السؤال والبحث والاستنتاج، كما تثير شغفه وتكسبه الكثير من المعلومات.
العنوان “زغرودة ودماء” : في هذه القصة كان العنوان ركناً أساسياً فقد شكّل صورة أولية للأحداث حتى خاتمة العمل وكشف عن سر الترابط فيما بينهما، فكان العتبة الأولى للقصة، حَمل الفكرة وعبر عن النص وكان هو المفتاح فساعد الى الوصول لبقية المعطيات .
الحكاية والأحداث : تطلب الأم من الطفل “رائد” احضار صندوق المفرقعات وذلك لإطلاقها احتفالا وابتهاجا بنجاح الأبن الأكبر “زيد” بعد ذلك يتعرض رائد للإصابة في يده ويفقد ثلاثة أصابع، يتم نقله الى المستشفى لمتابعة العلاج، تستمر الاحداث، يحزن الأهل ويسأل رائد والدته عن فقدان أصابعه قائلا: هل ستنبت لي أصابع جديدة بدل تلك التي طيّرَتها المفرقعات؟!!
الجانب الاجتماعي: تثير أحداث القصة تفكير الطفل وتلفت انتباهه لضرر تلك المفرقعات النارية، وتساعد على غرس المبادئ السليمة في نفسه، كما تعالج بعض المفاهيم وتحفزه على التفكير وَتَفَحُص صحة العادات والسلوكيات والتصرفات من حوله، مما ينمي الاتجاهات الإيجابية للطفل نحو مجتمعه ويشعره بالانتماء، ويكسبه مهارات اجتماعية في الاتصال والتواصل مع الأحداث من حوله. هنا يتحقق ما رمى اليه الكاتب من تطوير لشخصية هذا الصغير ومستوى وعيه وإدراكه.
الجانب العاطفي: احتوت القصة على استثارة ما لتلك النزعة الانسانية الكريمة في نفس الطفل، فَتَتابُع الفكرة الرئيسية دون وجود أحداث جانبية مشوشة عليها، يساعد على النمو الانفعالي للقارئ الصغير ويبث العواطف النبيلة ويدفع بالطفل إلى حب الخير وانتهاج التصرف الصحيح، كذلك ويثير لديه حس المشاركة الوجدانية والقدرة على تفهم مواقف الآخرين ومشاعرهم وأحاسيسهم، ويطور شعوره بالتعاطف من خلال استخدام خياله لتصوير مختلف الشخصيات التي برزت في القصة فتنمو لديه القدرة على الربط والاستنتاج.
الجانب الفني: وعن رسومات القصة فهي جميله ومعبِّرةٌ، حيث تجسد أحداثَ ومشاهد القصَّة وتعبر عن شخصياتها المختلفة بألوان مبهجة جذابة، مما يساعد على فهم النص كما ويضيف إليه حوارا محببا مميزا، ويبدو ذلك بوضوح بين الألوان وتوافقها وبين الفكرة وسطورها.
المكان: تدور أحداث القصة في مدينة القدس ويظهر ذلك بوضوح عند نقل الطفل رائد الى مستشفى المقاصد لتلقّي العلاج.
الفئة العمرية: لجميع أجيال الطفولة واليافعين.
مساحة للنقاش: لقد طرح الكاتب من خلال هذه القصة قضية حوادث الإهمال والاستهتار والتقصير في حماية الاطفال، وكأنه يناشد الأسرة أن تستعيد دورها الحقيقي في التنشئة الاجتماعية السليمة وحماية اطفالها من الحوادث، فإهمال الآباء والأمهات في رعاية أطفالهم دائما ما ينتهى بمأساة أو كارثة حقيقية! فالأطفال هم الأمل المنشود لمستقبل الغد، وإهمال رعايتهم قد يعرضهم للخطر أو ينهى حياتهم! أطفالنا يستحقون رعايتنا، لنجهز لهم المستقبل ولنصنع لهم الفرح.
كلمة أخيرة: هذه القصَّة ُ ناجحة جدا وتحتوي على كلُّ المعطيات التي تمنحها التميّز، لذا تستحقُّ أن تعتمدها المناهج الدراسية وأن تُوضَعَ في كتب الاطفال، فأطفالنا اليوم بحاجةٍ ماسة إلى مثل هذه القصص التربوية الهادفة….
الجمعة، 27 نوفمبر 2020
آفة ...
من أسوأ الآفات التي يمكن أن تصيب الانسان هي رؤية الظلم والتعود عليه وتقبله لاحقا ! من هنا لا يمكن مقاومة الشر بالشر ، انما برفض التعود عليه أولا أياً كان نوعه وسببه ومصدره ، حتى وإن كانت النفس ! إن تنمية القدرة على الحياة هي المهمة الأكثر نبلاً لأولئك الذين ينهزمون ثم يعيدون الكَرّةَ مجددا دون أن تنكسر عزائمهم .. فسلام على كل من يحمل النور في أعماقه أينما حلّ ...
أعشق البساطة
أعشق البساطة ، أبتسم لكلمة، وأفرح بزهرة ، أحلق مع ألوان الطيف الساحرة عند رؤيتها فألتف على بعضي وأشدو بفرحٍ وكأنني طفلتي ، أغني بسلام وحنان وكأنني أمي ، فأغدو قوية كشجرة تخضَّر وتزهر رغم تعاقب الفصول من حولها ، وكزهرة التوليب تحتضن نفسها وكأنها الوحيدة المتبقية لديها ، استشعر الجمال بكل شئ بسيط ، من خريف نفسي لربيع أخضر ، فأصنع لحظاتي السعيدة تلك التي لا تأتِ إليّ بل تأتي مني ....
الأحد، 1 نوفمبر 2020
وَمْضة
لا أدرك حتى الآن كيف نقتنع بأن الله عز وجل سيدخل أحدهم الجنة لأنه قتل إنساناً آخر ! فهل يُعتبر سفك الدماء أحد شروط دخول الجنة ؟! ما أشد جهل الإنسان الذي يؤمن بهذه الأفكار ويتبناها في تقييمه للآخرين ونظرته إليهم ! من العار أن يفتخر الإنسان بسفك الدماء حتى يدخل الجنة ! إن ما يستحق ان نفتخر به حقا هو رصيدنا الإنساني من الحكمة وضبط النفس.
الأحد، 12 أبريل 2020
الأربعاء، 8 أبريل 2020
الثلاثاء، 7 أبريل 2020
الأحد، 5 أبريل 2020
"طفل حزين يصلي"
الجمعة، 3 أبريل 2020
صباح بشير : قراءَة في لوحة “رحلة إلى الشاطئ”
إنه الرسم، هذا الفن المرئي والأسلوب المختلف في توثيق الذكريات والمشاهد، الذي يهدف إلى الارتقاء بالذائقة الجمالية وخلق عالم أكثر إنسانيةً وسموا، أكثر تحضرا ورُقِيا. يقول الموسيقار السويسري “إرنست لافي”: ستبدأ الإنسانية بالتحضر عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الكيمياء أو الفيزياء أو المال .
عَشِقَ الفنانون من شتى مدارس الفن منظر البحر فأبدعوا رسمه، أدهشهم هذا العالم الأزرق الزاخر بالأسرار، وذلك الغموض الذي يلف الأعماق، فأنتجوا أعمالا فنيةً عديدة، بالكثير من الأساليب والطرق والتقنيات. الفنان الروسي ألكسندر أفرين (Alexander Averin) والذي ينتمي إلى المدرسة الواقعية، كان له العديد من الأعمال التي تميزت ألوانها بالشفافية والتي عبرت عن شغفه وولعه بالبحر، حيث تتمحور مواضيعه حول المناظر البحرية وسواحل الأنهار الظليلة والمشاهد الطبيعية، مما أفعم لوحاته بالدفء والصدق والمشاعر الودية، ومن أهم أعماله لوحة “رحلة إلى الشاطئ” التي تنطق بجمال البحر ، حيث المياه صافية شفافة والبحر خالٍ من الموج والصخب، وبالتمعن فيها نشعر بأنفاس البحر الهادئة الوديعة تحيط بتلك التلال والصخور، ومن بعيد نلمح سفينة صغيرة تنشر أشرعتها كحمامة بيضاء، ترحل بسلام لتنحدر نحو الضفاف.
هدوء يلف المكان حيث تجلس فتاتان جميلتان في أكثرِ الأماكنِ قربا للنفس، تفترشان قطعة من القماش الأبيض على الحصى المنثور كبساطٍ ملون، بِسُكُونٍ بالغ تجلس أحداهما مولية ظهرها لصديقتها، وكأن الطمأنينة قد سكنت وجهها الجميل وأقامت به فوهبته أناةً ، راحةً وثباتا. تلبس الفتاة قميصا أزرق يدل على الثقة وعمق التفكير وصفاء الذهن، وتمسك بكتابٍ تُمعن النظر فيه وتنشغل بقراءته، وما أن تلامس الحروف قلبها حتى تسافر الى عالم من الحقائق والحب والتاريخ ، فبين دفتيه تولدُ الروايات، وبين حواشيه تُكتب الذكريات، وكلما انطوت صفحة وفُتِحت أخرى، نَمَت تلك الفتاة لتصير زهرة، لا بل شجرة.
أما الفتاة الثانية فتجلس قبالة البحر تميل بظهرها الى الخلفِ متكئة على يديها، لم يكشف الفنان عن تفاصيل وجهها وتعابيره فقد تركها مبهمة مجهولة، مما يشير الى التمويه والغموض بكل ما يتعلق فيها، إذ لا يمكن التكهن بلغة الجسد، فقد تكون الفتاة محدقة سارحة تتأمل البحر وجماله، أو تأخذها الرهبة أمام امتداده المدهش، وقد تكون مبتسمة أو عابسة، أو أنها تعيش ازدحاما في الأعماق فتحلم مستيقظة عبر الأفق، ومن الملاحظ أننا نشاهد اللون الأصفر في زِيّ الفتاة، حيث تردد صداه من حولها مما بث الطاقّة والحيوية في اللوحة وأضاف لمسة من التوهج، هذا اللون يدل أيضا على الجوانب المتناقضة المتضادة للأشياء، كالفرح والحزن، النشاط والكسل، الإيجابية والسلبية، إلخ .. إن هذه الدلالة تؤكد اعتماد الفنان أسلوبا ما ورائيا، متجاوزا بذلك البعد الواقعي الى بُعدٍ أكثر عمقا، وأن فكرة البعد الميتافيزيقي حاضرة في اللوحة فقد تناولها “أفرين” من خلال الجوانب الروحية في الكثير من أعماله.
يبدو أن الفنان قد حاول إخراج المرأة من صورتها التقليدية المعروفة، لذا كرس فكرة القراءة وأهميتها من خلال هذا العمل، وذلك بأسلوبه الخاص وطريقته الابداعية، فلطالما حمل الفن رسالة قوية مؤثرة، وكان له دورا عظيما في بناء الحضارات وازدهارها…
الأحد، 29 مارس 2020
" طبيبة في العمل مع القناع تحتضن إيطاليا "
" طبيبة في العمل مع القناع تحتضن إيطاليا "
قام المصمم الإيطالي "فرانكو ريفولي" بتحريك مشاعر الشعب الإيطالي بهذا العمل والذي عبر من خلاله عن حبه وتقديره للأطباء والممرضات في بلاده وذلك لعملهم الشاق خلال هذه الفترة الطارئة بسبب انتشار فيروس كورونا، نجحت هذه الصورة في غرس الأمل بالانتصار على الوباء والخروج من الأزمة .
السبت، 28 مارس 2020
صباح بشير: ما بعد كورونا وصمت المدن
تواجه البشرية أزمة حادة بسبب انتشار فيروس كورونا (Covid-19) ، بعد إلقاء نظرة على كيفية تأثير الوباء العالمي على مختلف جوانب الحياة تُكشَف الطبيعة الفريدة لهذه الأزمة، فها نحن نلمس تغيرا جذريا يطرأ على حياتنا اليومية متسللا إلى كل جوانبها، عزلة وحجر صحي وتباعد اجتماعي ، شوارع فارغة ومدن صامتة تكاد تخلو من البشر !
إن جائحة كورونا لا يمكن تخيل عواقبها فكما أدى هذا المرض إلى تعطيل الحياة والأسواق والأعمال والحركة، وكشف كفاءة الحكومات أو عجزها، فإنه بالتأكيد سيؤدي لاحقا بعد انتهاء الحدث إلى تحولات كبيرة في القوى السياسية والاقتصادية العالمية.
على مدى السنوات الماضية قوض السياسيون غير المسؤولين عمدا الثقة في العلوم والسلطات العامة والتعاون الدولي، ونتيجة لذلك نواجه اليوم هذه الأزمة التي نفتقر فيها إلى قادة حقيقين يمكنهم أن يلهموا وينظموا ويمولوا استجابة عالمية منسقة للقضاء على الوباء، ويوما بعد يوم تنعدم الثقة بهزيمة الوباء، لقد اصبحنا بحاجة إلى الثقة في الإعلام وما يقدمه من اخبار، وبحاجة الى الثقة في الخبراء العلميين، وبحاجة أيضا إلى الثقة بالسلطات العامة، كما تحتاج البلدان إلى الثقة في بعضها البعض، فدون الثقة والتضامن العالمي، لن نتمكن من وقف انتشار الوباء وهزيمته.
إن العزل وحجر الناس لفترات طويلة ليس حلا، إنما هي ضرورة ملحة لكسب الوقت حتى إيجاد الحلول ومنع الناس قدر الإمكان من العدوى ونشر الوباء، لكن وعلى المدى البعيد سيؤدي هذا التوقف عن الحياة إلى انهيار اقتصاد الدول دون تقديم حماية حقيقية ضد المرض ! إن تعاون الدول وتضامنها وتكاتفها هو الترياق الحقيقي للوباء، ففي عام 1967، نهش مرض الجدري خمسة عشر مليون شخص وقتل منهم مليونان، ولكن في العقد التالي نجحت حملة عالمية للتلقيح ضد الجدري، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1979 انتصار البشرية بعد تعاونها للقضاء على الجدري تمامًا.
خلال القرن الماضي تم بناء أنظمة للرعاية الصحية الحديثة، فكان الأطباء والعلماء هم الحراس الذين يقومون بدورياتهم وصد المتسللين من الفايروسات والأمراض المختلفة، ومع ذلك كان هناك مئات الملايين من الناس حول العالم يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
يشير التاريخ إلى أن الحماية الحقيقية تأتي من تبادل المعلومات العلمية الموثوقة والتضامن العالمي، فعندما يصيب بلد ما أي وباء يجب أن يكون العالم على استعداد لتبادل المعلومات حول هذا المرض وكيفية معالجته، وهذا ما يتطلب مستوى عالٍ من الثقة والتعاون الدوليين، لذا نتمنى أن تكون هذه الأزمة بمثابة وقفة للمراجعة ومحاسبة الاخطاء وأن يصحو ذلك الضمير العالمي المغيب ، كما نأمل أن تساعد الأزمة الحالية في إدراك ما يشكله هذا الانقسام والتفكك العالمي من أخطار، وأن تكون فرصة لاستعادة السلام وإنهاء الحروب حول العالم، فقد أفلس رجال الدين والسياسة عن تقديم الحلول، أولئك الذين لم يحققوا سوى تأجيج العنف والقتل والدمار.
تحتاج البشرية إلى تبني ودعم البحوث العلمية والطبية التي تسهم في صنع الحياة، ولا تحتاج الى مزيد من صنع الأسلحة والمتفجرات والصواريخ وغيرها من أدوات القتل النووية والذرية، كل ذلك وأكثر مما يتطلب مضاعفة الجهود والإعداد والتنسيق والتخطيط ، والقدرة على اتخاذ القرار.
تَلتقط البشرية الآن وعيًا جديدًا بعد حالة تأمل في واقع يستبد به اليأس ويُفتقد فيه الأمل، سيبدأ العالم بإدراك أهمية المشاركة والصداقة والتعاطف والرحمة والعدالة، علينا أن نؤمن بوجود الضوء في نهاية النفق، وأن المستقبل سيغدو أفضل مما نظن، لن تتمكن الجغرافيا من فصل الإنسان عن إنسانيته، وها هم الاطباء قد جسدوا نموذجا يدفع بنا إلى التفاؤل بواقعنا الانساني القادم، فقد كانوا خط الدفاع الأول بوقفتهم البطولية وقيامهم بواجبهم الانساني النبيل، وبأيديهم البيضاء زرعوا الأمل فقهروا الألم، كما سطروا صفحات من البطولة في تاريخ التضامن، فإلى الأمام يا جنود السلام ويا أبطال الصحة والحياة ..
الثلاثاء، 24 مارس 2020
صباح بشير: قراءة في لوحة
السبت، 21 مارس 2020
صباح بشير : كل عام وانتن أجمل الأعياد
الأم هي المدرسة الأولى والشخصية الرئيسية في حياتنا، صاحبة البصمة الظاهرة من حولنا في كل مكانٍ لما لها من أثر طيب مُنعكس علينا وعلى المجتمع، والذي يسهم في بنائه فيصنع منه الحياة.
أن تكوني أُماً يعني أنك في جموح دائم من العاطفة والوعي وخروج من شرنقة الأنانية وحالة من إنكار الذات، خارجة عن المألوف في السلوك والتصرفات، وارتضاء المشاق والمتاعب في سبيل تنشئة الصغار وتربية البنين والبنات، إنه دَأَبٌ في فضاءات الروح اللامتناهية، وشوق لا ينطفئ من قلب لا يخذل في حبه أبداً. قصيدة شعرية شفافة مدهشة، تجمع بين صورة، حركة وشعور، تتعدّد فيها المشاهد والمزج بين الأحلام والأمنيات …
ثمة ضجيج صامت ينبض بالحياة تتشارك به الأمهات فيفيض عطفا، دفئا وحبا، حب الأم لأبنائها، رعايتهم والاهتمام بهم هو كل ما يحتلها ويسكن كل خلية فيها، فالأمومة ليست حدثا هامشيا عابرا، الأمومة إحساس محبب وشعور يقلب حياتها رأسا على عقب فيحرمها الراحة والهدوء، وهي ذلك الحدث الذي يجمع بين كل المتناقضات من المشاعر بتآلف عجيب، فيملأ عالمها بالحركة والفوضى والجمال، عطاء لا حدود له، ينبثق من قلبها الكبير فينثر الفرح والبهجة في كل مكان.
تتزاحم الأحاسيس والذكريات لترتبط بالأم، فهي من جسدت تلك النماذج الإنسانية في البناء والإبداع، لذا لا ننسى تلك التحديات التي تواجهها الأمهات العازبات في مجتمعاتنا، فهن الصامدات اللواتي يعشن بين مطرقة المجتمعات وسندان الواقع، يجتهدن ويربين أبنائهن بمفردهن ويؤدين عدة أدوار في ذات الوقت في حال غياب الأب بالموت أو الطلاق أو لأي سبب آخر، يحملن على أكتافهن عبئاً ثقيلا ومسؤولية عظيمة تمنعهن من تحقيق الطموح والأحلام، فيتحملن كل هذا بحب غير عابئات آبِهات ، يعملن بجهد وكَدّ في سبيل أفلاذ الأكباد، حتى لو تَقَوُّتنَ على الفتات.
تحية المحبة والتقدير لأمهات الشهداء الصابرات، ولكل الأمهات العربيّات اللّواتي عانين ويعانين جرّاء قسوة الحروب والنزاعات من مشاعر الحزن والحسرة ووجع الفراق، بانتظار الفرج والانعتاق من قبضة الألم وسطوة التفجُّع ! ها هو يوم الأم يطل عليهن وهن مثقلات بالهموم وآلام الغياب.
هي الام، ذلك العالم المتكامل المتجانس من المحبة والتضحيات التي لا تنضب.. منها نتعلم لندرك كيف للصبر والشموخ ان يقترن باسم الامهات، وكيف لهن أن يصبحن نماذج ملهمة في الحب والبذل والعطاء، نعجز عن شكرهن لما يتحملن في سبيل الأوطان والأبناء، فسلامٌ على كل الأمهات الغاليات اللواتي غرسن بعزيمتهن في أرواحنا أملا وورودًا في وحشة الليالي الحالكات ..
كل الحب لهن في عيدهن، أينما وجدنّ وعلى أي بقعة في الأرض حللن ووطئن .. كل عام وجميع الأمهات بألف خير.
الخميس، 19 مارس 2020
صباح بشير : الإنسان العربي وتحديات العصر
يزخر التاريخ بالعصور التي تميزت بالصراع بين التقليد والحداثة، بين الخرافة والعلم ، بين العقيدة والعقلانية، عجلة التاريخ مستمرة وهي تعني كامل الحياة دون استثناء، الماضي الحاضر والمستقبل، لذا يدرس المؤرخون الماضي كتجارب للشعوب يجب النظر إليها والتمعن فيها، وذلك للاستفادة منها ومن خلاصةِ ما قدمته الأمم من نشاطات عبر الزمن في مجالاتِ المعرفةِ الإنسانية المختلفة.
قام مشروع الحداثة الأوروبية متسارعا بعد ثورات فكرية علمية وصناعية في أواخر القرن الخامس عشر، بينما بدأ مشروع الحداثة العربي بطيئا بعد منتصف القرن التاسع عشر، لم يكن من الممكن لروّاد النهضة الفكرية في أوروبا في ذلك الحين أن يفكوا قيود الجهل ما لم يتم ضبط دور الكنيسة آنذاك والتضييق على سلطتها لتقتصر على أداء وظائف محددة، أدى ذلك التمرّد ضد القيم الكَنسِيّة للفصل بين العقيدة والجانب الحياتي الدنيوي، فسادت قيم الحداثة والتغيير وأصبح الغرب بعد ذلك يرفل تحت راية العقل والعلم والعلمنة، مما افرز واقعا حضاريا مدنيا جديدا، مَكّن الجهود التنويرية من إقامة المنهج العقلي والمضي قدما بالعلم نحو الصدارة بقيادة الاخلاق والقيم الإنسانية.
مما سبق، فالسياق العام لمفهوم الحداثة هو تغيير القديم، تجديده وتطويره لواقع الحياة الاجتماعية والثقافية باستخدام العقل والمنطق والعلم، مؤدياً بذلك إلى انهيار المعايير والقيم التقليدية القديمة والوصول إلى ممارسة اجتماعية وإبداع منطق جديد مبتكر في شتى المجالات، ليسهم ذلك التغيير بالتقدم على مختلف مناحي الحياة الانسانية وما تشهده من تحولات .
راهن الكثير من المثقفين العرب على الفكر الحداثي في اكتناف الفكر التقليدي والنهوض بالمجتمعات العربية ثقافيا، وذلك لفتح الآفاق ومواكبة الحضارة العصرية، لكن مشروع الحداثة العربي ولد خداجا منذ انبثاقه، فمثقفينا ومفكرينا لم يتمكنوا من سد الفجوات واستيفاء الشروط الاجتماعية الثقافية المطلوبة لملائمته بسبب البنية الفكرية لمجتمعاتنا، والتي تعيق الولوج في الحداثة الغربية انطلاقا من قدسية النصوص وتعدد القراءات.
نحن أمة تحمل تاريخا عريقا صار حملا ثقيلا عليها ! نكوصنا إلى ماضينا كردة فعل جعلنا لا نتوقف عن تمجيد وتعظيم تراثنا ومجدنا والإعجاب به، لم ندرك بعد أن ذلك لم ينجح بشحذ الطاقات للوقوف أمام التحديات الجسام التي نواجهها ، وأنه من غير المجدي البكاء والتحسر على الماضي التليد, أدى ذلك الى الجمود وتقبل الواقع ورفض التغيير لدرجة الغفلة عن الحاضر وتجاهل المستقبل !
وللأمانة فقد كان للجهود والدعوة إلى الحداثة تأثيرا كبيرا في قطاعات عديدة في عالمنا العربي، إلا أن هذه الجهود لم تؤتِ أُكلها بعد، فلا يزال الباحثون رغم إدراكهم بالواقع بكل متطلباته واشكالياته، يبحثون في طور الإطار القيمي الذي يشكل الهوية الجماعية، وعما يمكن تطبيقه للنأي بالمجتمع قدر الامكان عن مظاهر التخلف دون المَسِّ بالموروث أو التصادم مع هيبة النصوص، وبذلك نشأت المجتمعات التي تحمل أسسا فكرية عقائدية، متماهية متقمصة للحداثة دون مواكبتها. من هنا وبشكل عملي فإن أكثر مستويات الحداثة لدينا بطئاً هي الحداثة الفكرية ! فهل يعرف الانسان العربي ما ينتظره من تحديات في ظل ما ينتابنا من عجز في القدرات والإمكانات والانتاج والمعرفة ؟ قضايا الإصلاح السياسي واستكمال مسيرة التحول الديمقراطي، حقوق الإنسان ومواجهة التطرف والعنف، الفقر وسوء توزيع الدخل، البطالة وضعف الأداء الاقتصادي وسوء توجهات التنمية, ضعف المؤسسات التعليمية والتدريبية، الفساد والانقسامات الطائفية والقبلية وغيرها من القضايا والتحديات ذات الأبعاد والتأثيرات المباشرة على مسيرة التكامل، الأمر الذي يستوجب إصلاحات عميقة على كافة الأصعدة.
على أي حال العقل المكبَّل لا يخلـِّف إنسانًا حُرًّا مُبدِعًا، فهل من محرر للعقول المكبلة بأَغلالٍ من الماضي وسلطة العقل الجمعي؟ وكيف السبيل الى مجتمع أكثر إنسانية، أكثر رحابة وفكراً؟ وأخيرا.. هل تولد الحداثة وسط غياب إرادة سياسية حقيقية ؟! .
الأحد، 8 مارس 2020
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019
خبر سعيد ..
برنامج الماجستير في الدراسات الثقافية هو برنامج متعدد التخصصات يجمع بين التصورات والأساليب من نظرية الأدب والاتصال والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ والتحليل النفسي وتاريخ العلوم وتاريخ الفن والموسيقى .
يشدد البرنامج على التقاطعات بين النشاط الثقافي والعمل الاجتماعي والعالم المادي ، ويعطي الطالب معرفة واطلاع واسع في العديد من المجالات ، ويتميز بتنوع الأساليب في الدراسات الثقافية ، حيث يزود الطالب بالبنية التحتية الواسعة من الأفكار النظرية في الدراسات الثقافية والتي تنشأ في عدد من المجالات التي تحمل المنظور البحثي الهام .
هذه قائمة المواد التي سأدرسها خلال الفترة القادمة في هذا المجال :
- علم الاجتماع والثقافة
- فهم عميق للأفلام وفن السينما
- دراسات في الاعلام
- نظرية الأدب والثقافة و مدارس الفكر المعاصر
- قضايا في التواصل بين الثقافات
- اليهودية ، العبرية ، الإسرائيلية : الجوانب الثقافية
- الجسد والثقافة : التقاليد ، الأسئلة ، المشاكل
- الثقافة الشعبية
- الجنس: الثقافة والهوية
- العلم والثقافة
- الانسان والمجتمع ومكانته في الثقافات
- 5 ندوات بحثية : العالمية الثقافية العالمية المعاصرة
- الأيديولوجيات السياسية الحديثة
- مناهج مراجعة الأدب
- قضايا في دراسة القومية
- الشرق والغرب في السينما
- التفكير التاريخي (فصول في فلسفة التاريخ)
- الرقمية (الديجتال) في الثقافة والحياة اليومية
- الاتصال والتواصل كثقافة
- المجموعة الكنعانية : بين الأيديولوجيا والأدب
- الفنون: قضايا جمالية وثقافية
- الأدب والأخلاق: قراءة أعمال النثر العبري في القرن العشرين
- الجندر والجنس في ثقافة الحكماء
- الموسيقى في الخطاب النقدي
- الإبادة الجماعية والسياسة والذاكرة : بين بناء الأمة والعولمة
- دورة منهجية لكتابة الرسالة (الأطروحة)
- أخيرا كتابة مشاريع التخرج
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019
في هذا الصباح ..
الأحد، 20 يناير 2019
صباح بشير : نساء تقتحم التاريخ
المرأة هي صانعة الحياة، وهي نبع الخير وذلك الظل الممتد الذي لا ينحسر، هي من أضاءت التاريخ بروائعها فتأصلت في الذاكرة في كل مكان، فكانت الحاضنة الوجدانية بأعمالها الخالدة على الدوام .
قصص كثيرة عبر التاريخ البشري، الذي لم يزل ذكوريا في أبعاده رغم كل ما وصلت إليه المرأة، إلا أن صفحة التاريخ لم تطوَ بعد، فهي تزخر بإنجازات النساء اللواتي أثبتن أنفسهن عبر أعمال كانت في عصورِهن حكرا على الرجال، فأثبتن حضورهن وبصمتهن الإنسانية الواضحة في كل مجال. في قصتنا اليوم نشعر وكأن التاريخ يتوقّف لبرهة من الوقت، ليخرج منه أناس ويدخل فيه آخرون .
نُشرت دراسة حديثة (يناير 2019) بعنوان “لوحة الأسنان في العصور الوسطى” حيث تُظهر نتائجها أنه وبالصدفة البحتة ، عندما شرع فريق عالمة الآثار الباحثة “كريستينا وارنر” في معهد ماكس بلانك لتاريخ العلوم البشرية، بدراسة الميكروبات في الهياكل العظمية القديمة، كان أحد هذه الهياكل مثيرا للاهتمام حيث جُلِب من مقبرة تاريخية قديمة كان قد دُفن فيها، قريبة من دالهايم في ألمانيا في الأرض المجاورة لكنيسة سان بيترو ، والتي تم حفرها خلال أعمال البناء والترميم للمدينة . حددت الاختبارات الجينية أن هذا الهيكل يعود لامرأة راهبة كانت قد عاشت في دير ألماني بين القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر، ويتراوح عمرها بين 45 الى60 عاما.
كان الهيكل العظمي يحمل لوحة زرقاء احتفظت بلونها الذي لم يتلاشى عبر الزمن، تَطَلب شرح الامر بحثا طويلا من قبل المؤرخين وعلماء الآثار، في النهاية كُشٍف السر عبر تقنية تحليلية تسمى التحليل الطيفي الصغير، فكانت المفاجأة بأن الجسيمات الزرقاء في اللوحة كانت من اللازورد الذي كان نادراً ومكلفاً جدا في تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الهيكل، المفاجأة الثانية كانت عند تحليل أسنان الهيكل حيث وجدت بقايا صبغة اللازورد عالقة فيها، كانت هذه الدراسة مثيرة للاهتمام من قبل فريق دولي من العلماء من مختلف الجامعات والمؤسسات (جامعة زيورخ في سويسرا، نيويورك ،هارفارد ، كولومبيا البريطانية، جامعة روما ومتحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك، معهد الطب التطوري في زيوريخ) . لم تُظهر التحليلات العظمية أي علامات على تآكلها أو أن صاحبتها قد عانت من الامراض أثناء الحياة، مما يشير إلى أن المرأة قد عاشت حياة مريحة ولم تكن عرضة لنشاط بدني مكثف.
كشفت الباحثة “كريستينا وارنر” بأن المرأة صاحبة الهيكل كانت كاتبة، ووجود صبغة اللازورد على أسنانها يشهد على ذلك، وقد شاركت بدور فعال في إنتاج المخطوطات والكتب التي كانت صناعتها تعتبر حكرا على الرجال في عصرها، فالمخطوطات في القرون الوسطى كانت تنسب للرجال فقط، وجزيئات اللازورد الصبغي الثمين التي وُجدت على الاسنان توحي بأنها قد علقت بسبب عادة كانت منتشرة على نطاق واسع بين الكُتّاب، وهي أن الكاتب كان يلجأ لترطيب القلم أو الفرشاة بوضعه بفمه ومسحه بلسانه.
كانت المخطوطات التي تستخدم الصبغة الزرقاء المستمدة من اللازورد غالية جدا بسبب تكلفتها في ذلك الوقت، حيث كانت تُستعمل لتزيين الكتب والمخطوطات الفاخرة الثمينة الهامة، فاللازورد هو حجر كريم كان يُجلب من أفغانستان ويصل إلى أوروبا عبر التجارة، وبالتالي فقد كان متاحاً للكُتّاب والنبلاء من الرجال فقط . هذه الدراسة تؤكد حضور النساء الكاتبات المثقفات عبر التاريخ في كل مكان، حيث عملن بجد وصمت فأنتجن الكتب والمجلدات والمخطوطات.
في عصرنا الحاضر يتم تسجيل كل ما تتمكن المرأة من تحقيقه ، الا ان النساء قديما لم يَتمكَّنَ من ذلك، فما وصل الينا من انجازاتهن عبر التاريخ أقل بكثير مما لم يؤرخ أو يُكتشَف فيُسَجَل أو يكتب عنه بعد.
الجمعة، 18 يناير 2019
إضاءة ...
في عالم صاخب تكثر فيه الأعباء وتتسارع وتيرة الحياة وتشتد وطأتها، نجد كآبة المنظر تلقي على وجوه الناس ظلالها، يزداد الأمر تعقيدا حين لا نجد الوقت الكافي لأنفسنا، وبمرور الوقت نشعر بنفاذ طاقتنا الداخلية، تلك التي تزودنا بالتحمل والصبر. عن نفسي لا أحب الأجواء الصاخبة ولا أملك القوة لتحملها، لذا أهرب منها إلى الهدوء في عالمي الخاص، حيث أستمع الى الموسيقى وأدوِن كل فكرة أو صورة أعايشها عبر حاسوبي الصغير، هكذا أجدني أهرب الى الكتابة من كل شيء، ألوذ بنفسي إليها وأتوحد معها، فأجد بها أناةً وراحة، ومفتاح الخروج من عالم يضجُ بالصخب.
تراودني الرغبة في الكتابة منذ أيام، إلا أنني عانيت من عسر غريب في جمع الأفكار التي بدت وكأنها تائهة مبعثرة ! كما وجدت صعوبة في إيجاد الوقت الكافي لذلك، قلت لنفسي: علي أن لا أجعل من ذلك حجة ومدعاة للكسل، فالكتابة هي مرآتي الخاصة التي أنظر بها دائما إلى نفسي، وهي تلك المساحة التي أعتز بها فتشكل علاقتي التي أحب بالكلمات والأفكار. وما أن أنهيت كتابة هذه السطور حتى شعرت بالراحة، فقررت أن لا أبخس الكتابة حقها وأن لا أبخل عليها بالوقت، رغم ضيقه وكثرة الانشغالات.
الكتابة هي الإنسان بكل ما يحمل من أبعاد فكرية، وهي تمثل صلته الاجتماعية ببيئته والمحيط، وكل كلمة تُكتب تُكَوِّن علاقة دافئة بينها وبين كاتبها، هكذا أشعر بها، إذ كلما أوشكتُ على الانتهاء منها أجدني أعود إليها مجددا فأتوحد معها لأغيب في عالم من نبضٍ آخر، لا يراه أحد سواي، فلا أحب الخروج من نفسي أبدا، وحين أنتقل من سطر لآخر، تتراءى الأفكار أمامي فأطرب لها كأغنية شجية، حينها تسيطر علي الرغبة في التعبير لأكتب عن قناعة ورأي، أو من فرح بلغ حدود البكاء، أو من حزن تسلق جدار القلب، أو من دمعة نَجَحتُ في إخفائها هناك بعيدا عن أعين الناس.
قديما كان الصائغ الحرفي ينفخ في النار ثم يضع قطعة الذهب الخام في الفرن، يقوم بتبريدها وتسخينها عدة مرات، وذلك للحفاظ على ليونتها أثناء معالجتها، لتتحول بعد ذلك إلى صفائح ذهبيه، ثم إلى حلي وقطع أنيقة يتم تصميمها بالشكل المطلوب، معبرا بذلك الصائغ عن حرفيةٍ ومهارة، تلك التي صنعت لنا قطعة فنية جميلة نتزين بها. وهنا نجد تشابها كبيرا من حيث الفكرة والانتاج بين عملية الصياغة وعملية الكتابة، فبعض الكلمات البسيطة أحيانا تتطلب منا القوة حين نقرر كتابتها، فأن تكتب يعني أن تتقدم في الكتابة أو تعود أدراجك لتبدأ صفحة بيضاء جديدة، أنت هنا في طريق ممتد متشعب، تصوغ الكلمة لتصل بها الى الجوهر والمعنى، معبرا بذلك عن ذاتك وأَناك، تلك الأنا التي تعبر من خلالها عن وعيك في صورته الحاضرة، فتبلور شغفك وتطلعاتك مع كل ما تختزنه من مهاراتٍ وحسٍ وشعور، مقتنعا لتبلغ الهدف وتلك الرغبة في معانقة السماء حين تسكب الحروف عطرها بين سطورك فتحكي وتبوح، ويشهد على ذلك وقع كلماتك ودَوِيّها بعد قراءَتها ومرورها على الآخرين.
حين أشاهد صور الكُتّاب على أغلفة الكتب، أشعر بتلك النظرات الشاردة الساهمة ! وأغبطهم لأنهم يتحررون بعد الكتابة مما علق بأرواحهم من استياء وكدر، فالكتابة هي حمائم السلام وذلك التآلف مع النفس والرضى والانشراح، وتلك السكينة التي نحتاجها حين تأوي إليها أرواحنا المتعبة، فنفر اليها من كل عناء ونَصَب.
أن تكتب يعني أن تنبعث باتجاه نفسك فتنساب أفكارك على حواف القلب من كل مكان، وقد تشتم رائحة الذكريات هناك من جيب خفيّ في الذاكرة، وقد تشرق غزالات الحنين لترتوي من عمق الفكرة، هكذا حتى يتسع النص المشغوف على وقع الكلمات برونقه وجماله فيحتضن كل الصور وكل المعاني والآراء، وتنطبع بذلك روح الكاتب لتغدو هوية تُعرِّف عنه.
نحن لا نعلم ما يبذله الكُتّاب من أرواحهم وكيانهم أثناء عزلة الكتابة، فهم يبحثون دائما عن جديد مفقود، أو عن زاوية من الحياة لم تُقرع أجراسها بعد، أو أفكار غير مستهلكة لامعة مميزة، ربما يتحررون من خيباتهم حين يبوحون، ولربما يتطهرون حين تتمرد دموعهم فتتسلل في وَجَمٍ وصمت.
الثلاثاء، 8 يناير 2019
سفر مريم.. الذاكرة الجمعية وحلم العودة
عن مكتبة كل شيء الحيفاوية ، صدرت حديثا رواية جديدة بعنوان ” سفر مريم” وهي للكاتب مهند الصباح ، حيث تقع الرواية في ( 188 ) صفحة من القطع المتوسط ، من تصميم شربل الياس ، وهي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته الاولى ” قلبي هناك” .
عَنوَنَ الكاتب رواية “سفر مريم” في بدايتها بالكلمات ” بداية الحكاية .. ومبتدأ الخبر ” مما أعطى القارئ إيحاءً خاصا بمضمون الرواية ، فغدى عنصر التشويق فعالا تجاهها . هو عنوان مجازي صيغ بشكل فني غير مباشر ، يحفز القارئ على طرح الاسئلة، تلك التي يستشف الإجابة عليها تباعاً خلال القراءة .
عند الحديث عن هذه الرواية لن أنسى ذلك الإهداء المُلفت ، فقد كان الاهداء مميزا بالفعل حيث أهدى الكاتب الأب روايته لأبنائه الأربعة ، محمد ، مريم ، سلمى ، يحيى ، موصياً إياهم بتذكر مقولة الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور (ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة ) هي كلمات مؤثرة مختصرة ومعبرة عن إحساس الكاتب بالانتماء الى الوطن المسلوب ، هنا نجد رسالة قَيّمَة واضحة ، يوجهها المُربي إلى المُتربي وكأنه يوصيهم بحب الوطن والحفاظ على ذاكرته الجمعية والهوية الوطنية، كذلك تحمل هذه الوصية في طياتها فكرة نقل وتعميم الذاكرة الوطنية.
ناقشت رواية سفر مريم عبر شخصياتها بعض القضايا، حيث تدور أحداثها في قرية فلسطينية متخيلة ، وبأسلوب شيق وسردٍ روائي مترابط يحكي من خلاله الكاتب ويصف شخصيات خيالية عبر قصة مُتسلسلة ، بُنيت لتتحدث عن واقع اجتماعي يحمل بين سطوره فكرة حق العودة ، وذلك الصراع المستمر الذي يبعث ويحفّز على الأمل الدائم في نفوس الحالمين به .
تسافر مريم عبر الزمن والخيال ، ثم تحكي ما شاهدته خلال سفرها من مُجريات ، يعود أهالي المخيم إلى قريتهم الأم “كفر النخلة “، تمضي الاحداث ويقوم الأهالي بالتصدي للعديد من العقبات والقضايا بعد خلاف يواجههم حول العضوية لإدارة المجلس ، وكذلك مشكلة تقسيم الأراضي وميراث النساء ، وفي النهاية تُحل كل تلك القضايا التي كانت تحمل في طياتها صراعات ومشاكل اجتماعية عديدة .
الشيء الجميل الذي لفت نظري هو ذلك الدور البناء للعنصر النسوي في الرواية ، وهذا ليس ببعيد عن طبيعة المرأة الفلسطينية التي تتمثل بمشاركتها الايجابية والفاعلة في شتى المجالات ، كما تحمل العديد من الصفات كالصبر والعطاء .
نهاية الرواية حملت لنا الحلم ممزوجاً بالأمل ، فحلم العودة المقدس ، حلم يراود كل فلسطيني مهجر ، يحمل بداخله قطعة من أرضه وغرسه وزرعه ، كما يحمل مفتاح بيته وتلك الذكريات التي بقيت راسخة في الأذهان …
في الصفحات الأخيرة ، ولعله من الصعب التفكير في نهاية بعيدة عن تلك النهاية المفتوحة التي تركها لنا الكاتب ، حيث تمكن من إيصال باطن فكرته التي احتوتها التفاصيل، فانتشرت بين سطوره فكانت كافية لتبلغ الهدف والرسالة ….
الأربعاء، 2 يناير 2019
صباح بشير : الثغرة التي لا يمكن تخطيها!
للأخلاق والقيم السامية أهمية كبيرة مؤثرة على سلوك الانسان وتصرفاته، وهي تساعد المجتمعات على تكوين حضارتها، المُلاحظ بوضوح كيف تبدو تلك الهوة الثقافية العملاقة التي تفصل مجتمعاتنا الاسلامية عن المجتمعات الغربية المتفوقة في شتى المجالات الانسانية والعلمية، الاقتصادية والصناعية وغيرها، وكيف ينعكس ذلك على حياة الناس، فالفجوة بين عناصر الثقافتين واسعة، واختلال التوازن في سرعة النمو بينهما متفاوت بشكل كبير، ليس هذا فحسب، فمن المؤسف حقاً أن الفوارق الشاسعة بين الثقافتين إنما تكمن وتتجسد ملياً في التفوق الأخلاقي، وهذه الحقيقة لطالما تم تجاهلها في عالمنا العربي والإسلامي، بل وتم تعميم صورة وهمية مناقضة، مفادها أن العالم الغربي متفوق علميا لكنه مجتمع منحل أخلاقيا !
الثقافة الغربية تؤمن بالمسؤولية الإنسانية وبالإنسان كفرد لديه كل الامكانات الفردية والطاقات الفكرية الخلاّقة المستقلة، وذلك بالنقيض لثقافتنا الشرقية التي تؤكد على التبعية ومسؤولية الفرد تجاه المجموعة، وإكراهه على تنفيذ سياسة القطيع، دون الاهتمام بتعليمه وتهذيبه أو إكسابه قيم المواطنة الحقيقية والانتماء، فمن رَحِم شرقنا الغارق في الجهل يولد التخاذل والتراجع، حيث تشجع ثقافتنا على السيطرة والتسلط على الانسان وعلى حالته الذهنية والروحية، كذلك تسمح بالتدخل في أدق تفاصيل حياته، وتنبذ الاختلاف وتقدس النصوص والشخوص ! لا يهم أبدا ما يفعله الناس في الخفاء طالما أنهم يَظهرون بمظهر القدسية والفضيلة، ولا يهم أن كان الانسان عنصريا أو فاسدا، المهم هو تلك الصورة اللامعة التي يحسن تقديمها للمجتمع والتي تلتف بعباءة الدين، كل ذلك أدى الى التلوث الاخلاقي وانتشار الفوضى، والذعر من العقول النقدية ورفضها، فبات الصدق عملة نادرة، وحُرم على الناس كل ما ينفعهم ويرتقي بهم، حُرّمت الموسيقى ومعها الكثير من الفنون الإنسانية الجميلة التي تؤثر على المشاعر الانسانية فترقق وتهذب الأحاسيس، حتى قَسَت القلوب وانتشرت الكراهية كنتيجة طبيعية للتعصب والكبت في التربية ، فأصبح تكفير الآخر المختلف فرضاً مقدسًا في ظل معتقدات تكرس النزعة على إبقاء الموروثات دون مراجعتها أو إعادة النظر في جدواها، مما أدى الى الانغلاق وسلسلة من التراجعات التي لا زالت تلقي بظلالها علينا حتى اليوم .
أما ثقافتهم التي واصلت تطورها منذ العصور الوسطى حتى اليوم، فتشير الى احترام الانسان وحقوقه بما تتضمن من أنماط سلوكية ورقي في التعامل، ورؤية ونسق فلسفي وتعدد فكري، هي ثورة من القيم التي تقدس الإنسان والحياة، تواصل السعي نحو تقدمها لرفع مستوى الحياة، هي ثقافة ناضجة مرت بتجارب التنوير والتعدد كنتيجة للهجرة البشرية إليها، تستند الى المنطق حيث اجتازت كل المحن والحروب والموروثات، وواصلت البحث والاكتشاف وإرساء العلم والحداثة، كما حَجّمت دور الكنيسة وأكدت على طابعها العلماني الديمقراطي، وتبنت مبدأ الحوار، فارتقت بحياة الفرد وجعلته أكثر نبلاً، رفعةً وإنسانية، من خلال سيادة القانون وسياساتها العامة تجاه شعوبها، واحترام الانسان لأخيه الانسان وهذا ما ظهر جلياً في تعاملهم مع مختلف الثقافات والألوان المهاجرة اليهم هربا من الحروب والظلم في أوطانهم، فتم قبولهم ومنحهم الأمان وحق العيش الكريم .
في الحقيقة هناك اختلاف كبير لما غُرٍس في أذهاننا وتم زرعه في عقولنا عبر الاعلام والمنابر، فالأخلاق الغربية الفاسدة التي يتحدثون عنها بازدراء، إنما تكمن في نظرة المجتمعات الى المرأة بصورة عامة، وذلك ما يتم التعبير عنه في ثقافتنا بكلمة “الشرف” وعبر الممارسات القمعية ضد المرأة، بينما في حقيقة الأمر يحمل مصطلح “الشرف” معنى مغاير تماما أدركته الثقافة الغربية وعملت به، فالشرف يكمن في الصدق بين الناس والأمانة والوفاء والعدل، وفي الكرامة والنزاهة والاحسان، الإخلاص في العمل، والمروءة والشجاعة وحب الوطن، وغيرها من القيم الانسانية النبيلة التي تكرس معنى الشرف بحق، ولا يتجسد الشرف لديهم بالأنثى دون النظر لبقية المفاهيم ، فهم يعالجون تلك القضايا بتعقل عبر النقاش الحر وبدرجة عالية من المنطق والصراحة دون فرض الرأي أو الحواجز والعقبات. كم أتألم عندما أشاهد تدهور الاخلاق في مجتمعاتنا، فنحن ندعي الأخلاق ولا نمارسها، بينما هم يمارسونها قولا وعملا.. الآن ، وكنتيجة طبيعية لخروج النسق الاجتماعي عن مساره، نحتاج الى حراك إصلاحي يستشعر الناس قيمتهم الإنسانية من خلاله، وذلك للتحديث والتغيير وإعادة بناء مجتمعات أخلاقية متماسكة مستقرة، بعيدة عن التعسف والتطرف والفتاوى المضللة الهدامة، حينها فقط سنتمكن من استعادة منظومة القيم الأخلاقية التي غادرتنا منذ زمن ….
صباح بشير: المرأة العربية بين الفرص والتقاليد
ما زالت المرأة العربية تخوض كفاحاً مستمراً لنيل حقوقها الاجتماعية والإنسانية، ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات، فما الذي تمّخض عنه كفاح...
-
كم أعشق ورود وأزهار حديقتنا ، تلك التي تعيد إلي الحياة كلما أبصرتها فأراها تعيش صامدة ، حيث تمضي الرياح دون أن تهزها .. متجددة نضرة مت...
-
عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع – القدس- صدرت قبل أيام سلسلة قصصية جديدة للأطفال بقلم الأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، تضم هذه السلسة م...
-
ضوء خافت يُغلف المكان ، جدران معتّقة ، شمعة تتوسط المكان ، وحدة وانفراد بالنفس وطفل يرفع ببصره الى السماء ، يصلي متأملاً بعزلةٍ وص...